محمد رُضاصحافي متخصص في السينما
> خلال الأيام السبعة الأولى من بداية عروضه التجارية، بدأ المنقبون عن التاريخ وما هو صح وما هو خطأ بالكتابة عن تفاصيل لا أهمية لها في الواقع. «حصانه المفضل كان أسود»، كتب أحدهم. في حين قال آخر: «لم يكن موجوداً في باريس عندما أُعدمت الملكة أنطوانيت». «كان نابليون أكثر حيوية ونشاطاً مما ظهر عليه في الفيلم». وطبعاً هناك موضوع قصف الأهرامات الذي لم يقع في الحقيقة، وإن وقع فإنه لم يهدم شيئاً منها.
> لكن هذا نقد انتقائي. كان كريستوفر نولان وُوجِه به عندما صوّر فيلمه الممتاز «Dunkirk» سنة 2017؛ فقيل فيه إنه لم يكترث لإظهار بطولة الفرنسيين. لكن ماذا لو لم يُظهر بطولة الفرنسيين؟ هو أيضاً لم يتحدّث عن السلاحف البحرية أو صعوبة تسلّق جبال الهيمالايا. هو بالكاد يتحدّث عن البطولة. عن أي بطولة؟ «دنكيرك» هو عن المحنة التي تعرّض لها الجنود البريطانيون عندما كان عليهم ترك الساحل الفرنسي لحظة بدء الهجوم الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.
> الذين يكتبون لينتقدوا أن فيلم «نابليون» فيه أخطاء في التفاصيل التاريخية، ينكرون على الفيلم ومخرجه ريدلي سكوت، الرؤية السينمائية الشاملة التي عليها أن تتجاوز بعض الحقائق والتفاصيل لتحقّق الهدف الذي ترجوه. ألا يتطابق الفيلم مع الواقع 100 في المائة ليس القضية مطلقاً.
> بدوره كان النقد السينمائي سبباً في أن الفيلم لم يحقق أكثر من 150 مليون دولار داخل الولايات المتحدة وكندا، في حين ارتفعت ميزانيّته إلى قرابة 200 مليون دولار. كان نقداً قاسياً لأسباب فنية (ولو أن بعض النقاد تطرّقوا أيضاً للتفاصيل السابقة).
> في الحقيقة، هناك الكثير مما يُثير الإعجاب في هذا الفيلم مثل، التصاميم التاريخية وإدارة المعارك والتصوير بصفة عامّة وحتى الطريقة المتحررة من التقليد التي قام بها خواكين فينكس لاعباً شخصية نابليون.
> سبب آخر للفشل هو أن هذه الأفلام الكبيرة لها جمهور معيّن، وسابقاً ما أقدم على مواكبة أفلام ريدلي سكوت التاريخية بكثافة. المختلف هو أن الفيلم سيعرض على قناة «Apple» والغالبية هذه الأيام تفضل انتظار دورها في العروض المنزلية.