قسم الصحه منوعات

لماذا نسمع أصواتًا وهميةً في رأسنا؟ وماذا عن الصور المتحركة الصامتة؟

 
1
بما أنك من الأشخاص الموجودين على سطح هذا الكوكب، فمن المؤكد أنك قد سمعت عن ظـاهرة المقطع الصوتي”ياني ولورل” الذي انتشر بسرعة فائقة على مواقع التواصل الإجتماعي. بدأ الناس تداول هذا المقطع بعد أن كانت الطالبة كاتي هيتزل تستعد لدورة الأدب العالمي ، حيث كانت الطالبة تبحث عن معنى كلمة ” laurel ” على موقع Vocabulary.com وعندما استمعت إلى نطق الكلمة، فتبين لها أنها كانت تسمع “yanny”(يمكنك الاستماع هنا). إنها أشبه بإصدار صوتي من ظاهرة الخداع البصري اللوني “The Dress” وهي صورة انتشرت في عام 2015 عندما لم يكن أحد يستطيع أن يوافق على ما إذا كان الثوب الذي أظهره أبيض أو ذهبي أو أزرق أو أسود، مما جعل الناس في نقاش لا منتهي. وإذا أردنا أن نفسر هذا الظاهرة فيمكن أن تعزى ظاهرة (ياني ولورل) إلى الأوهام الصوتية.
 
 
حيث يعتقد العقل البشري في حال سماع الأوهام الصوتية بأنه يسمع أشياءً لا وجود لها أو موجودة بالفعل لكن بشكل مختلف تماماً عن كيفية إدراكه. نعتمد عادةً على القدرة على ترجمة العالم من حولنا إلى تصورات دقيقة. ولكن في ظروف معينة، تنهار العلاقة بين المنبهات والحواس، مما يؤدي إلى بعض النتائج المثيرة للاهتمام.
 
لماذا نسمع أصوات وهمية؟
كلما زاد وعينا وانتباهنا نحو الطريقة التي نستمع بها للمؤثرات المحيطة بنا يومياً، كلما بدت الأوهام السمعية أكثر منطقية. يمكن أن تكون هذه الأوهام ناتجة عن انقطاع مؤقت في الاتصال بين عقولنا وآذاننا.
 
 
لكن بهذه الحالة يمكننا القول أن السر يكمن في الترددات الصوتية. فالمعلومات الصوتية التي تجعلنا نسمع ياني هي ترددات أعلى من المعلومات الصوتية التي تجعلنا نسمع لورل. قد يرجع السبب في بعض الاختلافات أيضاً إلى نظام الصوت الذي يتم من خلاله تشغيل المقطع الصوتي. لكن في بعض الحالات يتعلق الأمر بالآلية التي تعمل بها أذنيك وما تتوقع أن يسمعه.
 
غالباُ ما يفقد الناس سمع نطاقات التردد العالية مع التقدم بالسن، وهو ما قد يفسر لماذا كان لارز ريكي (أستاذ مساعد في الاختبار وعلم الأعصاب الإدراكي في جامعة ماستريخت) يسمع فقط “لوريل”، في الوقت الذي سمعت ابنته البالغة الثمانية من العمر “ياني”. “إنها ظاهرة يمكنك محاكاتها على الكمبيوتر”، يقول: “إذا أزلت جميع الترددات المنخفضة، فستسمع ياني. إذا قمت بإزالة الترددات العالية، تسمع لورل”.
 
فهم تأثير McGurk: ما تراه وتسمعه هو ليس الشيء نفسه..
من المثير للدهشة أن طريقة تصورنا للعالم لها تأثير مهم على الأشياء التي نسمعها. يتضح هذا بدقة من خلال واحدة من أكثر أوهام السمع شهرة: تأثير McGurk.
 
يحمل هذا التأثير اسم مكتشفه (عالم النفس البريطاني هاري ماكجورك)، وهو تأثير شائع بشكل خاص في المحادثة. يتبين أن الطريقة التي يتم بها تشكيل الكلمات من قبل المتحدث مهمة بنفس القدر في كيفية إدراكهم على الصوت الذي يصنعونه. لذا، إذا قمت بتشكيل شفتيك بطريقتين مختلفتين، لكنك قلت نفس الكلمة، فقد يسمع الشخص المستمع صوتين منفصلين.
 
وفي سياق الأوهام ايضاً، لدينا الصور المتحركة الصامتة..
هل سبق لك أن وضعت البرنامج التلفزيوني الذي كنت تشاهده على الوضع الصامت وتمكنت من سماع الشخصيات التي تتحدث كلما نظرت إلى الشاشة مرة أخرى؟ بالنسبة لي، حدث هذا عدة مرات ، تساءلت حينها إن كنت إذا ما كان جهازي بالفعل مضبوطاً على الوضع الصامت أو أنني قد أصبت بالجنون. لكن اتضح أنني لست الوحيدة.. فهذه الصورة المتحركة أثارت نقاشاً واسعاً على تويتر، حيرت الكثير من المتابعين. هي مثل أي صورة متحركة صامتة أخرى ولكن الناس يدعون أنه يمكنهم سماع شيء ما أثناء مشاهدتها.
 
الظاهرة في الواقع ليست فقط في هذه الصورة المتحركة بالذات. يمكنك أيضًا سماع صوت مشابه أثناء مشاهدة هذه الصورة. يُظهر هذا النوع من التمثيلات المرئية تأثير ما تراه على ما تسمعه، أو ما تظن أنك تسمعه. بالنسبة لبعض المعلومات البصرية والحركات التي يعرفها الدماغ مثل القفز ، فإنها ستنتج أحيانًا الأصوات التي تتوقعها سترافقها بشكل غير إرادي.