كتب / مهدي المولى …
بعد تحرير العراق في 2003 ظهرت ظاهرة جديدة غير معروفة في العراق ظاهرة رغم انها في الظاهر ظاهرة حسنة بشكلها العام نتيجة لحرمانهم من الحرية لكنها اثبتت على الواقع انها سيئة وفاسة وهي تكالب العراقيين على الترشيح للانتخابات البرلمانية والرغبة الشديدة في الفوز في كرسي البرلمان فهناك اكثر من 210 قائمة وتيار وبلغ عدد المرشحين اكثر من 7000 شخص لا خطة ولا برنامج ولا مشروع لاي منها ومنهم سوى الجلوس على كرسي البرلمان لهذا تراهم في حالة صراع وخلاف على الرقم واحد في القائمة والغريب ان الكثير من هؤلاء المرشحين لا علاقة لهم بالسياسة ولا يهمهم امر السياسة حتى لم يفكروا بها كما لم ينتموا الى اي حزب سياسي الكثير من هؤلاء كانوا منتمين الى حزب البعث لاحبا وانما لحماية مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية لم يفكروا في زمن صدام بترشيح انفسهم للمجلس الوطني مكتفين بالتصفيق والتطبيل لصدام والحزب القائد لكن بعد تحرير العراق اسرعوا فغيروا جلودههم وانتموا الى الاحزاب السياسية ورشحوا انفسهم الى انتخابات البرلمان العراقي ايضا من اجل مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية
المعروف جيدا في عالم السياسة الذين يشكلون حزبا تيارا جبهة سياسية لهم رؤية ووجهة نظر وخطة وبرنامج في بناء الوطن وسعادة الشعب واضحة ومعلنة والذي ينتمي الى هذا الحزب هذا التيار له نفس الرؤية ووجهة النظر يعني آخر من يستفيد واول من يضحي كما كنا نسمع فالسياسي انسان تطوع لخدمة الشعب و خدمة الآخرين وليس خدمة مصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية واذا كانت غايته هكذا فهو لص بل اخطر لص في البلاد وللاسف هذه حقيقة اغلبية المرشحين لا انكر هناك احزاب وهناك شخصيات سياسية صادقة ونزيهة لكنها لا قدرة لها على التحرك في وسط تغلب عليه العناصر الفاسدة واصحاب الرغبات الخاصة
فأغلبية المرشحين هدفهم الحصول على كرسي عضوية البرلمان فعضوية البرلمان تغير الحال من حال الى حال من الفقر الى الغنى من الضعف الى القوة من لا شي الى كل شي ليس بالنسبة الى النائب بل لكل افراد عائلته وكل ابناء عشيرته لهذا كل مرشح امر افراد عشيرته الالتفاف حوله وانه سيقدم لهم كل ما يرغبون وهكذا تحولت الانتخابات الى منافسة عشائرية مناطقية طائفية عنصرية وكان الخاسر الوحيد هو العراق والعراقيين ويكون الرابح الوحيد هو عضو البرلمان والمسئول ومن حوله
لا شك ان الرواتب العالية والامتيازات والمكاسب التي لا نظير لها والقوة والنفوذ التي يحصل عليها النائب كل شي في خدمته وكل شي ملك له وكل ما يريد ويرغب يحصل عليه و حسب الطلب لا حساب ولا محاسبة ولا رقيب ولا مراقبة وهكذا اصبح كرسي البرلمان الفانوس السحري مصباح علاء الدين خاتم سليمان لا يمكنه الحصول على ذلك الا من خلال الفوز في البرلمان فقط والجلوس علىه وكسب عضوية البرلمان فلا واجبات ولا مسئوليات يريد ان يحضر جلسات البرلمان او لا يحضر لهذا نرى الكثير من اعضاء البرلمان بمجرد فوزهم فتحت لهم ابواب الصفقات التجارية واستغلال النفوذ والرشاوى وغيرها لهذا لا وقت له للحضور لجلسة البرلمان الا اذا في وقت تقسيم الغنائم واستلام الحصص المقررة لكل واحد منهم فثروة العراقيين بالنسبة لاعضاء البرلمان هي كعكة خاصة بأعضاء البرلمان وحدهم والا ما السبب الذي يدفع بعض هؤلاء المرشحين الى دفع مئات الملايين من الدولارات من اجل الحصول على كرسي البرلمان هل فعلا لأنه محبا للعراق و للعراقيين لا طبعا بل كان حبا بأموال العراق و العراقيين بل حبا بالكعكة لانه سيحصل على الحصة على الهبرة الاكبر
وهكذا ثروة العراقيين عقود الدولة الصفقات التجارية الوطائف المختلفة كلها ملك لاعضاء البرلمان ولمن حولهم فقط وهذا لم يقتصر على اعضاء البرلمان في بغداد بل يشمل اعضاء مجالس المحافظات وحتى اعضاء المجالس البلدية لان احدهم يعتمد على الآخر
هذا هو السبب في هذه الظاهرة لا شك انها سيئة