إذا لم يقدم لك هدية يوماً، فلماذا تستمرّ في شراء الهدايا له؟
هل تجد نفسك تقول “نعم” بينما تتمنّى لو قلت “لا”؟ هل تشعر بأنك تتحمّل فوق طاقتك خشية خذلان من حولك؟ إن كنت كذلك، فأنت لست وحدك.
كثيرون يعيشون في دائرة إرضاء الآخرين، مدفوعين برغبة دفينة في القبول وتجنب الرفض. لكن ما الذي يجعل هذا السلوك متجذّراً بهذا الشكل؟ وكيف يمكن التحرر منه دون أن نخسر علاقاتنا أو أنفسنا؟
الجذور: من الطفولة تبدأ الحكاية
بحسب المعالجة النفسية ماناهيل رياز، فإن السعي لإرضاء الآخرين لا يبدأ في مرحلة البلوغ، بل يعود إلى نمط تربوي في الطفولة، حيث قد يحصل الطفل على الحب أو المديح فقط عندما يلبي توقّعات المحيطين به. ومع مرور الوقت، يتجذّر لديه شعور غير واعٍ بأنه مسؤول عن سعادة الآخرين، ممّا يدفعه لإهمال احتياجاته الخاصة.
وترى ناتالي مور، معالجة في شؤون الزواج والأسرة، أن هذا السلوك يتحوّل لاحقاً إلى نمط متكرّر يصعب الخروج منه، حيث يضع الشخص مشاعر واحتياجات الآخرين فوق مشاعره الخاصة، حتى في أبسط المواقف، كرفض عمل إضافي أو الاعتذار عن مناسبة اجتماعية.
ويقول المعالجون إنه توجد مشكلات محدّدة غالباً ما يناقشها الأشخاص الساعون لإرضاء الآخرين خلال رحلتهم العلاجية. وفي ما يأتي هذه المشكلات وطرق التعامل معها بحسب “هاف بوست”:
تسأل المعالجة رياز: “حين نحافظ على سلام الآخرين، هل نفعل ذلك على حساب سلامنا الشخصي؟“ الإجابة على الأغلب: نعم.
وتوضح واتسون بأن كثيراً من عملائها الذين يسعون لإرضاء الآخرين يعانون عند مواجهة أبسط المواقف اليومية مثل قول رأي مخالف في اجتماع، أو التحدث مع زميل يتجاوز حدوده. هؤلاء الأشخاص لا يعرفون، في أغلب الأحيان، كيف يعبّرون عن رأيهم أو انزعاجهم إلا بالشعور بالذنب، وكأن التعبير عن الذات يعادل الوقاحة!
وهنا يأتي دور مهارة الحزم أي أن تقول “أنا أنزعجت من هذا التصرف” من دون أن تهاجم، ومن دون أن تبتلع مشاعرك.