لماذا ينصح بشراء لعبة واحدة لأطفالكم؟

1

في ظلّ الظروف الاقتصادية الحالية، لا يستطيع الأهل تلبية الاحتياجات الأساسية لأطفالهم، بما في ذلك الألعاب. هذه الحاجة الضرورية لا تقلّ أهمية عن الأكل والنوم، ذلك لأنّ #اللعب يساعد الصغار على إسقاط مشاعرهم والتعبير عنها.

انطلاقًا من أهمية هذا الموضوع، قدّمت الاختصاصية في علم النفس يارا بصيبص وظائف الألعاب وكيفية اختيارها من قبل الأهل.  

أولاً- ما هي #وظائف اللعب في حياه #الأطفال؟

تتعدّد وظائف اللعب في حياة الطفل نفسيًّا واجتماعيًّا، ولعلّ أهمّها يتمثل بتنمية مهاراته وحواسّه، وتحديداً السمعيّة والبصريّة. كذلك يطوّر اللعب الذكاء العاطفيّ لدى الصغار، ويساعدهم على التّعبير عن مشاعرهم، بالإضافة إلى تنمية مهاراتهم الاجتماعية ومساعدتهم أيضًا على الاندماج في المجتمع.

وإلى جانب هذه الوظائف، ينمّي اللعب – بشكل تدريجيّ – خيال الطفل واستقلاليّته، ويُعلّمه القواعد والحدود والتعاون والتعاطف.

 ثانيًا- كيف نساعد الأطفال على  إعادة الاهتمام باللعب؟

تتعدّد أنواع الألعاب التي يمتلكها الأطفال في غرفهم. وبالرّغم من ذلك، يبقى الطفل محتاراً في اختيار اللُّعب التي سيمضي وقته في اكتشافها. من هنا، تأتي ضرورة عدم شراء الكثير من الألعاب كي يُعطى الولدُ فرصةً للاستفادة من هدف كلّ لعبة يملكها. كذلك، تقلّل كثرةُ الألعاب من تركيز الأطفال، وتستدعي التقليل من مهاراتهم بدل تطويرها.

منذ الولادة، يمكن للأهل أن يُعطوا أولادهم ما بين 2 إلى 3 ألعاب، ثمّ استبدالها بألعاب أخرى عند الملل منها. فوضع الطفل على ظهره أو بطنه فوق بساط خاصّ به، ووضع لعبة عن اليمين، وأخرى عن اليسار، يساعده على أن يدور على بطنه وظهره، ويجعله يكتسب تدريجيًا القدرة على المشي. وترك حريّة اللعب للطفل ما بين نصف ساعة وأكثر – حسب العمر – أمر ضروريّ لتنمية قدراته الإبداعيّة.

ومن المهمّ أيضًا عدم شراء كلّ ما يطلبه الطفل من ألعاب، لكن تفسير ذلك الامتناع أمرٌ ضروريّ. ووفق بصيبص، فإنّ عدم إشباع كلّ رغبات الطفل ضروريّ لنموّه النّفسيّ.

إلى ذلك، يحتاج الطفل إلى مشاركة أهله في الأعمال اليومية مثل الطهو، الترتيب والتنظيف، حسب قدراته وعمره؛ فهذه الخطوات الصغيرة تبني اسقلاليّته وتقديره لذاته.

أمّا أثناء اللعب، فيُمكن للوالدين تقديم الملاحظات والوصف وليس الأسئلة، مثلاً: قمت ببناء منزل كبير بنوافذ جميلة، وليس طرح سؤال “ماذا رسمت؟”.

ثالثاً- كيف نختار الألعاب للأطفال حسب الأعمار؟

يتمّ اختيار الألعاب وفقًا لسنّ الطفل واهتماماته ونموّه. وينصح بأن تكون غرفته آمنة ومريحة، وتتضمّن ألوانًا هادئة كي يستطيع اللعب براحة وتركيز.

وعند اختيار لعبة خاصّة قبل 3 سنوات، من المهمّ التأكد من أنّ لها هدفًا واحدًا فقط. مثلًا: لعبة لتعلّم الألوان وليس لعبة تقدّم ألوانًا وأشكالًا وأصواتًا مختلفة. وفسّرت الاختصاصيّة في علم النفس السبب بتحفيز الطفل بشكل مفرط وتشتيت انتباهه.

كذلك، يجب اختيار لعبة تعاون لا لعبة تنافس، لا فائز ولا خاسر، إضافة إلى اختيار أنشطة تعاونيّة. مثلًا: الطهو معًا، والرّسم ممّا يعلّم الطفل التعاون في حياته وعدم المنافسة مع الآخرين. ويُمكن تخصيص زاوية قراءة ووضع كرسيّ وطاولة على ارتفاع الطفل للأنشطة اليدويّة أيضًا.

وقبل أن يبلغ الطفل شهره الرابع، لا يرى الطفل سوى اللونين الأسود والأبيض، ثمّ يكتشف الألوان الأساسيّة الأزرق والأحمر والأصفر. لذا، يُمكن لصق صور على الحائط بسيطة بالأسود والأبيض تلائم ارتفاع الطفل، ممّا يُساعده على تطوير رؤيته بسلاسة، أو يمكن وضع صور أهله لا صور مجرّدة.  

إذا بلغ حوالَي 4 أشهر، يمكنه حينها اللعب بالضوء عن طريق شعاع ضوء يدوي على الحائط، مما يساعد على تطوير المهارات الحركيّة عند الطفل.

ويدخل الطفل في شهره الـ6 حتى الـ18 “مرحلة المرآة” (stade du miroir)، فيُدرك حينها أنّه شخص مختلف عن أمّه، وهو ما لا يحدث قبل 6 أشهر. ووضع مرآة مناسبة لارتفاعه يسهّل اكتشاف صورته لنفسه و لجسده. فعندما يرى في المرآة نفسه، يلتفت إلى الشخص المجاور له، لأنه فهم دور المرآة. ويُمكن ابتكار لعبة مع استخدام المرآة تحفّزه لاكتشاف صورته.

وقبل بلوغ الطفل شهره الـ9، عندما يختفي الأهل أو الشخص الذي يهتمّ بالطفل، فإنه لا يعود موجوداً ببساطة. وحوالَي الشهر الـ8 و9 أشهر، يُمكن للوالدين اللعب عن طريق جعل وجوههم تظهر وتختفي بالقول “مرحبا” بينما يبتسمان. سوف يتعلّم الطفل من خلال هذه اللعبة تحمل المواقف التي تشعره بالقلق مثل الابتعاد عن أهله.

في المحصلة، إن لعب الأهل مع الأطفال له إيجابيّات كثيرة، إذ يعزّز العلاقة بين الطرفين عن طريق التفاعل المتبادل، مثل المحادثة اليوميّة، مهما كان عمره. فالطفل كائن حسّاس يشعر بكلّ شيء من حوله، ويفضّل عدم التدخّل باستمرار في ما يقوم به، إلا إذا كان في موقف يعرّضه للخطر.

نصيحة: يجب اللعب مع كلٍّ من الوالدين على حدة، والسبب: الأب يميل إلى ممارسة الألعاب الجسدية والرياضية، بينما تفضّل الأم الألعاب الإرشادية واللفظيّة؛ والتنويع بين الأسلوبين مطلوب لتطوّر الطفل.

التعليقات معطلة.