بسام ابو شريف
سقطت ذراعي با أخي
فالتقطها يا أخي وقاتل عدوي بي
أنت الآن حر..حر…وحر
محمود درويش
يتصرف دونالد ترامب بوقاحة الاستعمار القديم ، أي الاستعمار البريطاني الذي تحكم بالهند والصين ، والاستعمار الفرنسي الذي تحكم بفيتنام وكمبوديا ولاوس والجزائر ، والاستعمار الأميركي الذي حكم بالحديد والنارأميركا اللاتينية والوسطى ، ونهب أراضي المكسيك .
ويعيد دزنالد ترامب بذلك العالم الى حلبة تلتهب بالنار المدمرة ، وتستنزف امكانات وثروات الشعوب لتزيد من حجم الفقر والجوع والتخلف ، وتدر الأموال على خزينة القوى المعتدية والجيوش الغازية .
وحدد دونالد ترامب ساحة معاركه الرئيسية بوضوح : الشرق الأوسط ، ودونالد ترامب لا يأبه لحياة الانسان رغم بكائه على الارهابيين القتلى ، فهو لايكترث لقتل المدنيين أو الارهابيين أو الدول طالما أن الأمرسيدر ربحاعلى الولايات المتحدة واسرائيل .
وربما نكون أدق ان قلنا على اسرائيل اولا والولايات المتحدة ثانيا ، انه يتصرف وكأن الشرق الأوسط مزرعة من مزارع تكساس .
أولويات ترامب كما حددها هو في حملته الانتخابية وبعد انتخابه :-
تحويل اسرائيل الى دولة امبريالية في الشرق الأوسط تشارك الولايات المتحدة في عمليات النهب والسيطرة .
امتصاص أموال الدول النفطية بحيث تسترجع الولايات المتحدة مادفعته خلال عقود ثمنا للنفط والغاز وتحول دول الخليج وعلى رأسها السعودية الى دول مديونة ” ومدانه ” ، وتفرض على هذه الدول اتفاقيات لشراء أسلحة لابد من استبدالها كل خمس سنوات في حال بقائها دون تدمير ، مما سيجعل دفع مئات المليارات ثمنا للاسلحة التي تنسق من القوات الأميركية دفعة لابد منها كل 5 سنوات ، وهذا سيبقي خزائن هذه الدول فارغة ، ويصبح نفطها وغازها تحت رحمة الولايات المتحدة .
السيطرة على نفط العراق ، ولهذا فان الخطط قد وضعت لزيادة حجم القوات الأميركية في العراق ، واشعال حرب ان لزم الأمر لاخضاع العراق .
فقد حطم العراقيون داعش التي أنشأها الأميركيون لتكون أداتهم في السيطرة على نفط العراق ، وهم الآن يخوضون المعركة لجيوشهم مباشرة .
السيطرة على نفط وغاز سوريا ، وهذا الحلم كان وراء حماية الأميركيين لفلول داعش وانشاء جيش سوري جديد لموادهة الجيش العربي السوري ، ومنع أي عمليات عسكرية ضد الارهابيين في وادي الفرات حيث النفط والغاز ، ولا أشك مطلقا من أن الأميركيين يلعبون لعبة خداع كبيرة مع تركيا في شمال سوريا ، وذلك للتلويح بتقسيم سوريا اذا فشل جيشهم .
كل هذا بالنسبة لدونالد ترامب جدول يتحكم به هو ، وهو جدول ملحق بالبند الرئيسي وهو تصفية القضية الفلسطينية التي بدأها بنقل سفارة الولايات المتحدة للقدس ، والتي حولت تدريجيا الى تعبير ” الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ” .
وسوف يضغط ترامب على الاوروبيين لنقل سفاراتهم ايضا ، وسيأمرالدول العربية الخاضعة له لفتح سفارات لها في القدس ، وبنفس الأهمية ترى ادارة ترامب ان المعركة لتحطيم الثورة الايرانية والجمهورية في ايران هدف مركزي لايمكن لها دونه أن تحقق جدولها السابق الذكر ( لذلك فان المعارك العسكرية والضربات الصاروخية الأميركية سوف تتركز على المواقع الايرانية خارج ايران وعلى الجيش العربي السوري ، ولاحقا على الحشد الشعبي والجيش العربي في العراق ، وخلال ذلك حرب ضروس ومحاولة تدمير حزب الله ، ويشمل مخططها ضربات اسرائيلية وحملات اغتيال لقيادات حزب الله ، وهنالك لوائح جاهزة لهذه الاغتيالات ) .
لقد أمسك الأمن اللبناني بعملاء كلفتهم اسرائيل القيام باغتيالات ، وللأمن اللبناني تحية لوعيه وتتبعه ، ولكن هذهالحقيقة تعطي الحق للمقاومة بأن ترد الصاع صاعين !!! ، لا أحد في معسكر ترامب يتصور أو يتوقع أن يتخذ محور المقاومة قرارات هجومية ، بل يعتقد ترامب أن لكماته القوية الأولى أصابت خصومه بالدوار ، ولذلك يتابع جولات اللكم بسرعة مستفيدا من نتائج اللكمات الأولى .
لذلك حدد شهر آيار شهرالهجوم الكبير ، فهو يعتقد أن آذار ونيسان هي أشهر تسخين واعداد للضربة القاضية ، علينا أن نقوم بما لايتوقعه ترامب اللكمات الصاعقة سوف تعمي ترامب وتجعله يتخبط كثور هائج في سوق الخزف .
وسوف تعطي هذه اللكمات نفسا لمن يعارضه ولمن يرى فيه وبالا على العالم أجمع ، وسيلقن درسا لكل من ساهم وشارك وساوق مخططاته .