لهذه الأسباب تزيد الإصابات المتكررة مع أوميكرون!

2

كارين اليان

كارين اليان

تبيّن في دراسة بريطانيّة جديدة أنّه على الرغم من أنّ معدّلات الإصابة بدأت تنخفض في مختلف دول العالم، فخطر الإصابة مرّة ثانية ترتفع أكثر من 5 مرّات مع متحوّر #أوميكرون بالمقارنة مع المتحوّرات السابقة. فيبدو واضحاً أنّ خطر الإصابات المتكرّرة يبدو متكرّراً مع متحوّر أوميكرون، الذي سادت حالة من التفاؤل مع انتشاره في العالم، وبعد أن تبيّن أنّ أعراضه تبدو خفيفة بالمقارنة مع باقي المتحوّرات.

بحسب ما أكّدته الـCDC، فالإصابة تعتبر متكرّرة عندما يصاب شخص ب#الفيروس ثمّ يتعافى فيصاب مرّة جديدة على أثر التعرّض للفيروس. حتّى أنّ منظّمة الصحّة العالمية أقرّت باحتمال حصول إصابات متكرّرة مع متحوّر أوميكرون بسهولة كبرى، وإن كانت المعطيات حول هذا الموضوع لا تزال قليلة. علماً أنّ السبب وراء ذلك يمكن أن يكون في الانتشار السريع والكبير لأوميكرون، ما يجعل الناس أكثر عرضة للفيروس في مختلف الأوقات، ويزيد من احتمال إصاباتهم أكثر من مرّة.

إنّما في الوقت نفسه يعتبر الخبراء أنّ السبب يمكن أن يكون في أنّ متحوّر أوميكرون يخترق جهاز المناعة، وحتّى أنّه قد يتغلّب على المناعة المكتسبة جرّاء تلقّي #اللقاح. لكن يبدو أنّ الأعراض الناتجة عن الإصابة مرّة أولى بالمتحوّر قد تختلف عن تلك التي تظهر في المرّة التالي، إنما يصعب التمييز بين الأعراض التي يمكن أن تظهر في كلّ مرّة. مما يبدو واضحاً أنّه كما تبيّن من بداية انتشار الوباء، يمكن أن تختلف الأعراض بين شخص وآخر وبين إصابة وأخرى.

وبحسب ما تؤكّده رئيسة قسم الأمراض الجرثوميّة في المركز الطبّي للجامعة اللبنانية الأميركيّة – مستشفى رزق الدكتورة رولا حصني سماحة، إنّنا نشهد فعلاً على زيادة واضح في معدّلات الإصابات المتكرّرة ب#كورونا مؤخّراً. فثمّة أشخاص أصيبوا بالفيروس وأتت نتيجة الفحص سلبيّة، ثمّ بعد شهر ونصف الشهر أو شهرين أصيبوا مرّة جديدة وأتت نتيجة الفحص إيجابيّة. واللافت، على حدّ قولها أنّ الأعراض أتت مختلفة في المرّة الثانية التي أصيبوا بها. يصعب حاليّاً تحديداً ما إذا كانت كلّ من الإصابتين بالمتحوّر نفسه أي أوميكرون أو ما إذا كان أحدها بدلتا، والأخرى بأوميكرون، لاعتبار أنّ المتحوّرين موجودان حتى اللحظة في البلاد. يضاف إلى ذلك أنّه في لبنان لا يتمّ تتبّع الحالات لمعرفة المتحوّر المعنيّ بالنسبة إلى كلّ مصاب، بما أنّ الفحص مكلف جدّاً ولا يُجرى في كافّة المختبرات.

تشير سماحة إلى أنّه في الحالات التي حصلت فيها إصابة متكرّرة، كانت الأعراض قويّة غالباً في المرّة الأولى ثمّ خفيفة في المرّة الثانية. لكن ليس معروفاً حتّى اللحظة السبب وراء هذه الإصابات المتكرّرة، ويمكن أن يكون السبب في استهتار البعض بعد الإصابة مرّة والاعتقاد بأنّهم اكتسبوا المناعة على إثر الإصابة ما يسمح بالتهاون. في الواقع تبيّن حالياًّ أنّ الإصابة مرّة لا تحمي أبداً من الإصابة مرّة ثانية. فالمناعة المكتسبة هي لمتحوّر معين وليست لكافة المتحوّرات. كما تبدو المناعة خفيفة خصوصاً مع أوميكرون.

كيف يمكن تأمين الحماية من الإصابة المتكرّرة؟

تشدّد سماحة على أنّ تلقّي الجرعة الثالثة يشكّل الحماية الأساسية من الإصابة المتكرّرة، بما أنّه بتيّن أنّ هذ الخطر موجود خصوصاً مع أوميكرون. ففي متابعة للإصابات في مستشفى رزق للعاملين، تبيّن أنّ من تلقوا الجرعة الثالثة واجهوا خطر الإصابة المتكرّرة جرّاء التعرّض للفيروس من حالة موجودة داخل المنزل بنسبة 44 في المئة، أمّا من تلقّوا جرعتين فوصل الخطر لديهم إلى 60 في المئة. هذا ما يؤكّد على أنّ الجرعة الثالثة تشكّل حماية مهمّة، خصوصاً أنّ الإصابة في داخل المنزل تزيد إلى حدّ كبير خطر التقاط #العدوى.

حتّى اليوم لا يزال الخطر موجوداً، على الرغم من تراجع إيجابيّة الإصابات من 25 في المئة إلى 15 في المئة. فلا تزال أعداد الإصابات في المستشفى وفي العناية الفائقة مرتفعة بعكس الاعتقاد السائد بأنّ أعراض أوميكرون ليست لها أهميّة، فتؤكّد سماحة أنّ كثيرين يعانون أعراضاً قويّة جراء الإصابة. هذا ما يدعو إلى الاستمرار بالتشدّد في الإجراءات الوقائيّة وفي استخدام الكمامة وفي الاستمرار ب#التلقيح. فنسبة الملقّحين في البلاد حتّى اليوم لم تتخط الـ40 في المئة، والأسوأ أنّ نسبة من تلقّوا الجرعة الثالثة تعتبر منخفضة جدّاً فيما بدأت مناعة من تلقّوا الجرعتين الأوليين تتراجع.

التعليقات معطلة.