يعتقد وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر أماناً مما كانت عليه قبل 20 عاماً
إنجى مجدي الاثنين 13 سبتمبر 2021 1:29
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ ب)
قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن العراق يختلف كثيراً عن أفغانستان، رافضاً المقارنة بين الانسحاب الأميركي من أفغانستان وخطوة مماثلة تتعلق بالعراق، وأشار بالقول إلى أنهما بلدين مختلفين تماماً، وليس من العدل مقارنتهما.
جاءت تعليقات وزير الدفاع الأميركي في مقابلة أجرتها معه إذاعة صوت أميركا، السبت. وفي حين غادرت القوات الأميركية العراق في نهاية عام 2011 خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، إلا أن الإدارة نفسها عادت ونشرت نحو 5 آلاف جندي عام 2014، ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، حيث كان أوستن المشرف على الحملة ضد التنظيم آنذاك.
لم نغادر العراق
ورداً على سؤال بشأن الانسحاب من أفغانستان في ظل وجود ظروف مشابهة لما كانت عليه العراق عندما اضطرت واشنطن للتراجع وإرسال قواتها مجدداً لمكافحة الجماعات الإرهابية، قال أوستن “أولاً وقبل كل شيء، لم نغادر العراق تماماً. كما تعلم، احتفظنا بعناصر في العراق للتركيز على تدريب العراقيين. ولكن عندما تقارن بين السيناريوهين، فإنهما عالمان مختلفين تماماً. يمثلان شعبين مختلفين… ويواجهان خصوماً مختلفة. لذا، لا أعتقد أنه من العدل مقارنتهما”.
وأضاف أنه حتى لو كانت هناك أوجه تشابه مثلما هو الحال في كل عملية عسكرية، فهناك تمييز واضح في تلك العمليات “بناء على التهديد، وبناء على القوات المتاحة، وبناء على الحلفاء الذين تعمل معهم… الأشخاص الذين تدعمهم”.
وقاد أوستن القوات الأميركية لدخول بغداد عام 2003. وفي فبراير (شباط) 2008 تولى قيادة القوات متعددة الجنسيات في العراق، ثم في سبتمبر (أيلول) 2010 تم تعيينه قائداً عاماً للقوات العسكرية الأميركية في العراق، كما شغل منصب القائد الثاني عشر للقيادة المركزية للقوات العسكرية الأميركية بين عامي 2013 و2016، إذ كان مسؤولاً عن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا.
وفي يوليو (تموز) من العام الجاري، اتفق الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراق مصطفى الكاظمي على إنهاء المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق بنهاية العام الجاري، مع اقتصار الوجود الأميركي على دور خاص بالتدريب وتقديم المشورة والمساعدة وتبادل المعلومات الاستخباراتية. سبق ذلك العام الماضي، إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خفض عدد القوات الأميركية في العراق إلى 2500 جندي.
اقرأ المزيد
- بايدن يدافع عن قرار الانسحاب من أفغانستان ولو دريان يتهم “طالبان” بالكذب
- هل يتفادى العراق مصير أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي نهاية العام؟
- مخاوف كردية في العراق من تكرار سيناريو أفغانستان
الانسحاب الفوضوي
لا يبدو أن إدارة بايدن لديها الكثير لتبرر الانسحاب الفوضوي من أفغانستان والذي أفضى سريعاً لسقوط مدوي للحكومة المتحالفة مع واشنطن وسيطرة حركة “طالبان” المتشددة على البلاد، في حين سبق ذلك تقارير استخباراتية تشير إلى أن “طالبان” ربما تسيطر على كابول في ديسمبر (كانون الأول). وسعى وزير الدفاع للتخفيف من هذا الإخفاق في اللقاء مع إذاعة صوت أميركا، بالقول “وفر التقدير الاستخباراتي مجموعة من الاحتمالات، التي تغيرت بمرور الوقت. سنعود وننظر إلى كل هذه الأشياء في المستقبل، بينما نقوم بتقييم ما حدث وتقييم الأشياء التي يمكننا القيام بها… بشكل أفضل. ولكن، حتى ننتهي من هذه العملية، لن أخاطر بتقديم أي نوع من التقييم”.
كما رفض أوستن تقديم أي رد واضح على السؤال عما إذا كان ينبغي إيقاف الانسحاب مؤقتاً عندما حصل على معلومات في يوليو الماضي، تفيد بأن الانهيار بات وشيكاً، واكتفى بالرد “أعتقد أننا مدينون لأنفسنا بإجراء تقييم مدروس ومفصل للغاية، ليس فقط للجيش ولكن عبر الوكالات المشتركة”.
تركزت الانتقادات التي نالتها إدارة بايدن بشأن عملية انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان على الإدارة السيئة لعملية الانسحاب والتي من بينها عدم إجلاء الرعايا الأميركيين والمتعاونين الأفغان أولاً، مما دفع بالمشاهد الفوضوية في مطار العاصمة كابول لإجلاء الآلاف بعد سيطرة “طالبان” على الحكم، لكن وزير الدفاع الأميركي رفض الاعتراف بتأخر عمليات الإجلاء مكتفياً بالإشادة بعمل القوات الأميركية في إجلاء نحو 124 ألف شخص قائلا إنها عملية “تاريخية بسبب حجم الجسر الجوي، وبالتأكيد بطولية في ما يتعلق بما قاموا به”.
الإرهاب العابر للحدود
ويوم السبت، مرت، الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، التي أودت بحياة ما يقرب من 3000 شخص، وتسببت في خسائر مالية فادحة، كما كانت شراره الإعلان الأميركي للحرب على الإرهاب وإرسال القوات الأميركية إلي الشرق الأوسط في حرب هي الأطول في تاريخها. ويعتقد أوستن أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر أماناً الآن مما كانت عليه قبل 20 عاماً، مشيراً إلى أن القدرات الدفاعية والهجومية الأميركية تطورت وزادت على نحو كبير، جنباً إلى جنب مع “القدرة على جمع وتحليل وتتبع التهديدات المختلفة في جميع أنحاء العالم”.
غير أنه لا تزال الحرب على الإرهاب مستمرة مع تنقل الإرهابيين عبر الحدود، إذ قال وزير الدفاع الأميركي أن هذه العناصر “تبحث دائماً عن الأماكن غير الخاضعة للسيطرة أو التي تشهد فوضى. وأضاف “لا أريد الخوض في أي تقييمات استخباراتية… لكن نرى نشاطاً إرهابياً عابراً للحدود في الكثير من الأماكن. نرى، بالتأكيد في أفريقيا، في الصومال، هناك مجموعة من التنظيمات التي تتطلع إلى العمل بحرية هناك”. غير أن أوستن لم يصرح عما إذا كانت الإدارة الحالية تنوي إرسال قوات إلى تلك المناطق.
واستبعد أوستن أن تكون مواصلة مكافحة الإرهاب العابر للحدود الوطنية ومنعه من الإضرار بالولايات المتحدة، سبباً قد يعيق واشنطن عن معالجة التهديدات والتحديات الأخرى مثل روسيا والصين، مشيراً إلى أن الأخيرة لا تزال تمثل تحدياً ملحاً يجب التعامل معه.