مقالات

«مؤتمر بغداد» عودة للعمل العربي المشترك

لما جمال العبسه

الأحد 29 آب / أغسطس 2021.

خمس دول عربية تشارك في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، سبق المؤتمر قمة ثلاثية – الاردن مصر والعراق – عُقدت في بغداد سابقا، خرجت بتوافق مشترك لتوثيق مفهوم التعاون العربي المشترك في وقت تحتاج فيه العراق لكل شيء، ليعود مفهوم العمل العربي المشترك الى الواجهة بشكل او بأخر، خاصة وان المصالح المشتركة من بُعد جيوسياسي واقتصادي وغيره ترجح الكفة لان يكون العرب هم من يرممون جراح بعضهم البعض، وهم من يقومون ببناء ما هدمته الحروب الاهلية واي اعتداء من الخارج.
جميعنا يعلم ما عاناه العراق منذ ما يقارب العقدين من الزمان، والآن قيادته السياسية تقول انها على قريبة من تحقيق استقرار سياسي بشكل او بأخر، الا ان ويلات التطورات على ساحته الداخلية من شماله الى جنوبه تركت اثارا اقتصادية كارثية على ارض الواقع طالت الدولة وخزينتها وعانى منها المواطن العراقي، عدا عن ان غيابه السياسي عن الساحة العربية ترك فراغا كبيرا في ظل ظروف صعبة مرت بها المنطقة في العقد الاخير.
العراق يعد من اكبر الدول العربية وكان يلعب دورا هاما على الصعيد السياسي، كما انه من اكثرها تمتعا بثروات طبيعية، توقفت الاستفادة منها بالشكل المطلوب نظرا لظروفه الداخلية وتذبذب وضعه السياسي بشكل كبير، والآن حكومته الحالية تبحث وسط آثار هذا الخلاف عن بارقة نور تُعيده الى سكته الصحيحة من خلال ترميم ما خلفته الحرب عليه، وتجعل من اعادة الحياة الى اقتصاده امرا ممكنا والاستفادة من ثرواته في متناول اليد.
مؤتمر بغداد وان كان يضم دولتين غير عربيتين، فإنه اول خطوة في اعادة مشروع العمل العربي المشترك الى الحياة، ولا نبالغ ان قلنا ان الاردن بقيادته كان ولا زال سباقا لتوحيد الصف العربي وبذل جهودا لتبادل المنافع فيما بين الدول العربية في ظل ظروف اقتصادية جعلت من معظم دول المنطقة العربية في اواخر قائمة الدول المتقدمة على كافة الصعد خاصة الاقتصادية منها، وجعلت من مستويات الفقر فيها الاعلى في كثير من الاحيان، عدا عن ما خلفته ظروف عدم الاستقرار السياسي في المنطقة من ويلات اللجوء والجوع والبطالة والفقر والامية.
ان من اهم اهداف هذا المؤتمر هو البحث في اعادة اعمار العراق فالجميع يسعى من خلال قطاعه الخاص كي يسهم في هذا المشروع الكبير في دولة باهمية العراق، لكن البعد الاهم هو المساعدة في استقرار اكبر دولة عربية في المنطقة ومن اغناها على صعيد الثروات والموارد البشرية المتعلمة والؤهلة.
مؤتمر بغداد اهميته تتمثل في اعادة اصلاح ما شاب العمل العربي المشترك من تشوهات اثرت على دول المنطقة، التي هي اولى بالاستفادة من ثرواتها، ونحن نأمل ان يحل العمل محل الخلاف، والسلم محل الحرب والاقتتال، ونسأل الله السلامة لكافة دولنا العربية.