مقالات

مؤشرات القوة العسكرية للحوثيين

 
محمود شومان
مرت 3 اعوام على انطلاق عمليات التحالف العربي لاعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الى سدة الحكم فى اليمن لم ينجح التحالف الا فى تحقيق القليل من اهدافه فى الداخل اليمني رغم الحشد العسكري البالغ برعاية المملكة العربية السعودية بالكاد نجح التحالف فى استعادة بعض المناطق من سيطرة الجيش المتحالف مع الحوثيين واعادة تشكيل فصائل عسكرية موالية للرئيس هادي الذى دام على التواجده فى الرياض السعودية واصبح زائرا غريبا لليمن.
حسابات خاطئة بكل المقاييس اوقعت التحالف فى حربا شرسة فى الداخل اليمني ..دول التحالف ظنت من البداية ان الصراع سيحسم فى اسابيع وربما ايام متجاهلة طبيعة الاراضي اليمنية والقوة العسكرية للحوثيين التى استاهنت بها مقدما مقابل ما تملكة دول التحالف من اسلحة متطورة وفائقة لم تعلم قدرتها الا بعد التواجد والحرب الفعليه فى ساحات المعارك والتى ظهرت خلالها القوة العسكرية والقتالية للحوثيين وهو الواضح من العمر الطويل للحرب الدائرة هناك.
القوة العسكرية للحوثين اخذت فى الوضوح بشكلا ملحوظ بين القدرة الدفاعيه من خلال اعاقة مقاتلات التحالف خلال العمليات “اخرها استهداف أحدي المقاتلات بصاروخ متطور مضاد للطائرات من مطار
السعودية باستخدام الصوريخ البالستيه والمتنوعة مستغلة قرب موقعها من معقل الحوثيين فى صعدة مما جعل المملكة لها النصيب الاكبر فى الخسائر خلال الحرب اليمنية.
جاء الاستهداف الاخير والاقوي للاراضي السعودية عبر الصواريخ التى اطلقتها القوات اليمنية اتجاة الرياض وخميس مشيط و نجران واتجاه جازان مقلقا جدا للتحالف الذى اكتفي ان اعلن اعتراضها جميعًا من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي والاعتراف ان عملية اعتراض الصواريخ التى كانت جميعها تستهدف مواقع عسكرية ومطارات مخصصة لللاقلاع مقاتلات التحالف ادت لتناثر الشظايا على بعض الأحياء نتج عنها مقتل مقيم من الجالية المصرية .
لم يكن غريبا ان يخرج التحالف متهما الجمهورية الاسلامية الايرانية بدعم جماعة الحوثي وتهديد الامن والسلم الدوليين فهذة نغمة التحالف المفضلة منذ بدء الحرب فى اليمن وفي رائ ان هذا الامر جانبا الصواب خصوصا ان دول التحالف تفرض سيطرتها الكامله على الموانئ اليمنية وتغلق جميع الممرات الى الداخل اليمني الى ان باتت المنظمات الانسانئية والاغاثيه هي من تشتكي هذا الامر.
بلا شك ان ان السعودية والتحالف يعلمان ان نوعية الصواريخ التى تطلقها الجماعة هي ذاتها كانت متواجدة فى مخازن وترسانة الجيش اليمني ويقدرها خبراء المجال ان عددها بلغ و يتراوح بين 300و 400 صاروخ ويصل مداها إلى 500 ميل ومن السهل تطوير هذه الصواريخ محلياً حتى تتم الزيادة في مداها وقدرتها التدميرية.
رسائل الحوثيين من خلال استهداف العمق السعودي تتعدي كونها استهدافا او قصف لتلك المنشأت انما لها بعد سياسي ومعنوي بحت وهي انها لا زالت قادرة وتمتلك القدرة الفعالة على المواجهة والرد على عمليات التحالف بشكل واسع والتى انحسرت في بدايات العمليات على الدور الدفاعي فقط واقناع المجتمع الدولي الذى يحمل طرفي الحرب ارتكاب ” جرائم حرب ضد المدنيين ” البحث عن مخرجا سياسيا للازمة ووقف الحرب الطحانة هناك.
وقد يكون من الصعب على دول التحالف خاصة الجانب السعودي قبول الخيار الدبلوماسي لانهاء الازمة اليمنية بعد سنوات من التحركات العسكرية ضد الحوثيين من الاساس الامر سيعني لهم الخضوع لرغبة الحوثيين والهزيمة فى المواجهة التى عول قادة التحالف الانتصار فيها عاجلا ام اجلا خصوصا مع حالة الارتباك فى صفوف التحالف بين ابوظبي من جهة والرياض من جهة اخري وحل استراتيجية ادارة الحرب اليمنية مما يدعي امر المصالحة مختلفا عليه.