مؤشرات :خفتت قضية النازحين والمهجرين !

1

 
جهاد زاير
 
خفتتِ الصيحات والمطالبات بـإعادة النازحين والمهجرين إلى أماكن إقامتهم الأصلية خصوصا في المدن المحررة أخيرا بعد معركة النصر المؤزر ضد داعش والإرهاب بكل أشكاله الذي تسبب بتهجير العراقيين ونزوحهم عن ديارهم وخسارة مالهم وحلالهم، أقول خفتت الأصوات التي كانت عالية عن حق أو بدونه، ولا أدري إن هذا هل يعني أن النازحين والمهجرين عادوا كلهم إلى ديارهم الأصلية وانتهت قضيتهم وجرى توفير كل أسباب الحياة الحرة الكريمة لهم أم أن القضية فيها إن وأن هناك (دوراً ثانياً) من استثمار القضية؟!
أكيد أنا أشهد أن ما تعرض له أهلنا في النزوح واللجوء قاس وظالم وتسبب في فقدان الكثير من العراقيين مالهم وحلالهم وحياتهم الطبيعية وفوق ذلك مدارسهم ومصالحهم ومزارعهم وأشغالهم وكل ما كانت تعنيه لهم حياتهم في مناطق إقامتهم إلى جانب فقدانهم لأبنائهم من خلال المجازر التي ارتكبها داعش وأعوانه أو من خلال السبي المخزي للنساء والفتيات والأمهات والزوجات أو من خلال التحول الرهيب في انتماء بعض ضعاف النفوس لإعانة داعش والتكفيريين وأعضاء عناصر الإرهاب!
من حقنا أن نسأل عن أسباب الخفوت في قضية النازحين والمهجرين وهل علينا أن ننسى مصائرهم بعد تسويات لا ندري من استخدمها أو من كان وراءها أو من أحس بالخسران في برنامجه الحقيقي أو غير الحقيقي لإغاثة النازحين والمهجرين خاصة اليوم بعد أن دخلنا في أتون برامج العطايا والإعانات الإنسانية أو السياسية من دول عديدة أو من خلال ما يمكن أن تحصل عليه حكومتنا الموقرة من ديون وقروض لإعادة تسكين المواطنين العراقيين المتضررين من الحملة الإرهابية الهوجاء لذبح وتهجير سكان المدن والحواضر والأرياف والقرى التي أصابها الجراد الإرهابي في مقتل وبعضه ما زال؟
وفي هذه المناسبة أريد أن أذكر السادة والزعماء العراقيين ممن أصبحوا سياسيين ويحاولون اليوم اللعب بورقة اللاجئين والمهجرين أن الكثير من المنكوبين في هذه القضية الإنسانية الخطيرة لم يعودوا بعد إلى مساكنهم ومكان إقامتهم الأصلية لأسباب تتعلق بعدم وجود مساكن لهم فيها بعد أن فقدوها أو لم تعد صالحة للسكن وأريد أن أسأل الزعماء والمرشحين للانتخابات عما إذا كانوا يعرفون أن الكثير ممن أصابهم هذا الفيض الإرهابي ويملكون قدرات مالية معقولة انتقلوا نهائيا للعيش في العديد من مدن البلاد ولم يعودوا يسألون عن حقوقهم في استرداد مساكنهم أو حاجياتهم المنهوبة والمفقودة!

التعليقات معطلة.