أن التغيير شأن جماعي بالدرجة الأولى , ومهما يكن دور الفرد فيه , فأنه يبقى مرتبطاً بمجموع افراد المجتمع الواحد . وتتداخل مسؤولية الفرد بالذات , والفرد ضمن منظومة المجتمع , والمجتمع ضمن أطاره الدولي في عملية التغيير , تداخلاً كبيراً, أذ أن لكل منهما موقعه في عملية التغيير ومتطلباتها .
ولم تعد أزمات أي بلد أو شعب محكومة بعوامل البيئة الداخلية وحدها , فالعوامل الاقتصادية والبيئية والاستراتيجية والسياسية والثقافية المتداخلة بتأثير الثورة التقنية , وثورة الاتصالات والمواصلات , جعلت من الانساق الحضارية الخاصة أجزاء صغيرة تتداخل في بناء كلي عالمي بغض النظر عن كون هذا التداخل يتم بارادة تلك الشعوب والبلدان واستشرافها للمستقبل العالمي , أو بمنطق التفاعل الجدلي الذي لن يسمح ببقاء أي بلد أو شعب بمعزل عن التوجهات العالمية المندفعة بتفاعلاتها ومؤثراتها وتداخلاتها .
بما ان الشريحة المتضررة في المجتمع العراقي تشكل مساحة واسعة , فمن المؤكد سيكون له صوت وصدى وأصرار على التغيير بالرغم من أحابيل الحكومة في استغلال الفرص بكسب الوقت , والألتفاف على مصالح المتظاهرين ضد الفساد والفاسدين من الحيتان الكبار . بالرغم من متابعتي من عام 2010 والى يومنا هذا , ارى الرؤيا في الجماهير الكادحة والعمال واليسار العراقي والطلبة نزلوا الى الشارع العراقي وتحدوا حكومة المالكي والعبادي واستخدام القساوة ضد المتظاهرين بكل الوسائل الممنوعة دستورياً .
بالرغم من ان الاحزاب والكتل في العملية السياسية , كانوا يترقبون الوضع بصمت دون دعم ومساندة المتظاهرين ضد الطائفية والفساد والدكتاتورية , ولم يتلقى المتظاهرين اي سند ودعم من رجال الدين ولا من أحزابهم ولا من اية قناة فضائية حسب ما يزعمون بعض الاعلامييون الآن . لكن استمرار التوعية بالتغيير , ومساوئ وفساد الحكومة وسرقة المال العام انتشرت بشكل آفة في تمزيق البلد , وتناقض المصالح بين الاحزاب والكتل في سرقة المال العام , وافلاس الحكومة أنتجت آفة وأزمة جديدة بدخول ” الارهاب الداعشي ” لوضع الشعب العراقي بين فكين ” الفساد والارهاب ” حتى يرضخ الشعب بقبول حكومة الفساد والعملية السياسية والمحاصصة الطائفية من أجل مصالح
الاحزاب المسيسة دينياً والاجندة الخارجية المؤثرة على العملية السياسية .
لكن استمرار الفساد وقسوة الارهاب الداعشي واحتلال الاراضي العراقية , ونزوح الشعب والمذلة وفتك الاعراض وبكاء الامهات , والحكومة تبررها بكلام فارغ وبعيد عن المستوى العقلاني . أي ان توسيع مساحة المتضررين من الشعب العراقي بكل ألوانه من شريحة المجتمع العراقي , فلهذا السبب استمر المتظاهرين بدعم من المرجعية الدينية ايضاً , لأن المتظاهرين رفعوا شعار ” بأسم الدين سرقونا الحرامية ” .
التغيير لا محال قادم , بالرغم من أن بعض المحلليين السياسيين والحكومة والعملية السياسية راهنوا على فشل الاصلاح والتغيير , لكن المفاهيم وتجارب الشعوب والنظريات العلمية لحركة المجتمعات نحو التقدم والرفاهية لا يستهان به , فلهذا تحقق نتائج التغيير بتصدع الاجندة الخارجية وهزها بشكل غير متوقع , وانكشف فساد الحكومة على صعيد السياسة الخارجية , مثلما تكلم الرئيس الامريكي بشكل صريح عن مالية المسؤولين المتنفذين في الحكومة العراقية وقالها بالحرف الواحد سوف تجمد هذه الاموال وتعطى الى اهالي الجنود الأمريكان الذين قتلوا في العراق .
الشعب ومصلحته في التغيير , والاستمرار والاصرار على محاكمة الفاسدين وسراق المال العام هو المبدأ الآولي للمتظاهرين قبل تشكيل اية حكومة جديدة , لأن بقائهم يكون الشعب والعراق في خطر . الشعب الآن في بداية التغيير وأكمالها يتطلب وعي قيادي جماهيري يحقق مطالب الرئيسية للشعب العراقي واخراج العراق من العملية السياسية الفاشلة .
الانتخابات القادمة هي فرصة للشعب العراقي من التخلص والخروج من بودقة المحاصصة والوجوه البالية من السياسيين الذين عبثوا بمقدرات الشعب وتخريب وتشوية اسم الدولة العراقية في الخارج والداخل من اجل ملذاتهم الخاصة . العراق للشعب , والوطنية هوية تاريخية معروفة على مستوى التاريخ السياسي العراقي , والاستعانة بهم تجسيد للعراق .
النغيير لا يأتي عن طريق الانتخابات المقبلة , لآن الوجوه الفاسدة هم اسياد الموقف وهم رقم ” 1 ” في الكتل الاتنخابية والاخرين ذيول لتجميع الاصوات واعطائها لسادتهم من الفاسدين , البرلمان في العراق مؤسسة لتبذير اموال الشعب وسفسطة لتنفيس الفاسدين ,
التغيير يأني بتلاحم معارضة الشعب والنزول للشارع ومنع الفاسدين للرجوع للسلطة مهما كان الثمن .