ماذا عن تطورات معركة الغوطة الكبرى!؟

1

 
هشام الهبيشان
اليوم لا يمكن بالمطلق انكار حقيقة، ان معركة تحرير الغوطة الشرقية بتوقيتها الحالي حمت سورية الدولة “مرحلياً”من مشاريع تستهدف تفتيتها خدمة لمشاريع تفتيتيه تخدم بالضرورة المشروع الصهيو ـ اميركي بالمنطقة العربية.
ويبدو انّ الحدث الأبرز في الأخبار الواردة من سورية اليوم هو تقدم قوات النخبة بالجيش العربي السوري على حساب تنظيم جبهة النصرة والقوى المسلحة المتحالفة معها، في مناطق عدة جنوب وشرق الغوطة الشرقية، فقوات النخبة بدأت المرحلة الثانية من عملية تحرير القطاع الجنوبي الشرقي للغوطة الشرقية واصبحت على مشارف العمق الاستراتيجي للغوطة بعد تحرير بلدات الشيفونية وأوتايا و حزرما و النشابية وحوش الزريقية و تل فرزات وحوش الصالحية في القطاع الجنوبي الشرقي للغوطة الشرقية،هذه الأحداث والتداعيات بمجملها ووفق نتائجها المنتظرة ألقت بظلالها على العواصم الدولية المنخرطة بملف الحرب على سورية ومن تابع اتصالات الأمريكان والفرنسيين والألمان والسعوديين والبريطانيين والأتراك والاسرائيليين مؤخراً سيتيقن من وقع تحرير الغوطة على هذه العواصم، فاليوم شكل تمدد قوات النخبة بالجيش العربي السوري في شكل دراماتيكي متسارع وتحرير أجزاء واسعة من الغوطة الشرقية وسط انهيارات شاملة بصفوف الجماعات المسلحة ، شكل بمجموعة واقعاً جديداً لمجمل الشكل العام للخريطة الأمنية والعسكرية السورية، وأعاد تشكيل واقع جديد لمجمل نتائج واهداف وخطط المعركة واتجاهاتها.
فاليوم، من الواضح ان تقدم قوات النخبة السورية السريع إلى عمق الغوطة الشرقية ،وضع خيارات المجاميع المسلحة وداعميها في الغوطة ضمن نطاق ضيق وضيق جداً، فما جرى ببعض بلدات الغوطة بالأمس من حالة أنهيار سريع لمنظومة المجاميع المسلحة هناك، انما هو دليل على ضعف وتضعضع هذه المنظومة في شكل كامل بعموم هذه المنطقة وهذا الأمر قد ينسحب على مناطق أخرى بالعمق الاستراتيجي للغوطة، فاليوم أصبحت قدرات المجاميع المسلحة بعمق الغوطة محدودة بشكل شبه كامل وضاقت امامها بشكل كبير هامش وخيارات المناوراة في عمق الغوطة تحديداً.
ختاماً ، من هنا فـ من الواضح ان الأحداث الأخيرة التي جرت في الغوطة وخصوصاً بعد تقدم قوات النخبة السورية بمناطق واسعة مؤخراً بالغوطة ومحيطها ،من الواضح أن هذا التقدم سينعكس على حجم الأهداف التي كانت تراهن بعض القوى على تحقيقها بسورية من خلال محاولة تثبيت نقطة تهديد دائمة بالغوطة تهدد أمن العاصمة دمشق، وهو ما سيسقط بالمحصلة مجموعة من الرهانات المتعلقة بكل ما يجري في سورية، وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للأحداث الميدانية على الأرض مع الحسابات الامنية والعسكرية والجيو-سياسية للجغرافيا السياسية السورية وموازين القوى في الإقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن «إسرائيل» والطاقة وجملة مواضيع اخرى

التعليقات معطلة.