ذكرت القناة السابعة الإسرائيلية، أن مصداقية ادعاء إيران الحصول على أسرار نووية إسرائيلية مشكوك فيها، في وقت وقت تنهار فيه المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن طهران تسعى لإطلاق تهديد مزدوج.
ونقلت القناة عن إيلي كلوتشتاين، الباحث في شؤون الأمن والشرق الأوسط في معهد ميسغاف للأمن القومي في إسرائيل، تعليقه على خطورة التهديد الإيراني في هذه الفترة الحساسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية، قائلاً: “بناءً على محاولات التجسس الإيرانية التي كشفت أخيراً، يمكن القول إنهم جادون ويسعون لتحقيق إنجازات في الاستخبارات والتجسس ضد إسرائيل، ولا يمكن الاستهانة بهم أبداً، إنهم يبحثون دائماً عن طرق جديدة للوصول إلى نقاط ضعفنا”.
محاولات إيرانية
وتطرق الباحث إلى اعتقال فتى إسرائيلي، 13.5 عاماً، للاشتباه في عمله لصالح الإيرانيين، وقال إن هذه القضية تضاف إلى سلسلة طويلة من حوالي 20 حالة واعتقالات طالت إسرائيليين كلفوا بتنفيذ عمليات من قبل الإيرانيين، وتتنوع بين أعمال بسيطة، من كتابة غرافيتي وتعليق لافتات، وصولاً إلى مراقبة مكان إقامة رئيس الوزراء السابق في المستشفى، أو إيذاء وزير الدفاع السابق موشيه يعلون.
وأشار كلوتشتاين إلى مجموعة واسعة من الأمور التي يحاولون القيام بها في إسرائيل، فالإيرانيون يحاولون سرقة معلومات سرية بأي وسيلة، متساءلاً: “هل لديهم طريقة للوصول إلى الذين يملكون هذه المعلومات؟ والإجابة ليست بالضرورة إيجابية، فحتى الآن، لم يُثر أي حديث عن كشف هوية هؤلاء”.
ويعتقد كلوتشتاين أنه يجب دراسة كل حالة بجدية على حدة، دون استبعاد نية من قبل الإيرانيين للوصول إلى شخص مُحدد، بالإضافة إلى ذلك، يرى الباحث أن هناك ضرورة للانتباه إلى توقيت الادعاء الإيراني بسرقة أسرار نووية إسرائيلية، مضيفاً “بغض النظر عن قدرتهم على ذلك، وبغض النظر عن رغبتهم الجامحة في إظهار قدرتهم على سرقة أرشيف من الأسرار لشعبهم كما فعلت إسرائيل، وبالتالي تعزيز فخر الشعب الإيراني في وقت عصيب، فإن التوقيت مثير للريبة، لأنهم يقتربون من نقطة تحول وانفجار في المفاوضات مع الأمريكيين، فلم يتوصل الطرفان إلى حل وسط، والأمريكيون يحشدون قواتهم بالقرب من إيران، ونحن نهدد أكثر فأكثر، وهناك شعور بانفجار وشيك”.
تهديد مزدوج
وفي ظل هذا الواقع الحساس، يُقدّر كلوتشتاين أن الإيرانيين يسعون إلى استغلال ادعاء سرقة الأسرار الإسرائيلية في تهديد مزدوج، موجه لإسرائيل، التي يهددونها كما لو أنهم سرقوا أسرارها ويعرفون ما يحدث في منشأة “سوريك” وغيرها، ليتمكنوا من مهاجمة مواقع استراتيجية بالصواريخ “لكن التهديد الرئيسي موجه للمجتمع الدولي، لإظهار استعدادهم لتصعيد الصراع نحو حرب مفتوحة، والتي ستكون بمثابة رافعة أخرى في المفاوضات مع الأمريكيين، ليُظهروا لهم أن خوض الحرب لا يستحق العناء لأن الإيرانيين سيهاجمون”.
وعن ادعاء إيران امتلاكها الأرشيف النووي الإسرائيلي، يميل كلوتشتاين إلى التشكيك في مصداقية هذا الادعاء، حيث يصعب عليه تقدير أن إسرائيل ستحتفظ بأسرارها في مكان واحد، وأن يكون المكان متاحاً، وأن إيران ستتمكن من الوصول إليه، مستطرداً “قد يكون الإيرانيون أكثر قدرة مما نُقدر، لكنهم لم يُقدموا دليلاً على ذلك حتى الآن، حتى لو حصلوا على وثيقة أو وثيقتين، وهو أمر غير مؤكد، فإنهم معروفون بميلهم إلى المبالغة”.