ذات مرّة، لم يكن أحد ليتصوّر أن يكون أيّ شخص قادراً على ركض مسافة ميل (1.6 كيلومتر) في أربع دقائق أو أقل. وإذا تمكن من ذلك، فالعواقب الصحية لهذا الإنجاز البشري الخارق ستكون وخيمة.
لكنّ دراسة كندية وأسترالية عرضتها مجلّة “كوزموس” توصّلت إلى أنّ أول 200 شخص حقّقوا هذا الإنجاز كانوا من ذوي الأعمار الطويلة.
يقول طبيب القلب في معهد فيكتور تشانغ لأبحاث القلب في ملبورن أندريه لا جيرش للمجلّة نفسها: “عندما فعل رودجر بانيستر ذلك، كان يُعتقد أنه غير قابل للتحقيق”.
إنجاز نخبويّ
أصبح بانيستر أول شخص يحقق الرقم القياسي في 6 أيار (مايو) 1954 – أي قبل 70 عاماً – مجتازاً هذه المسافة بأقل من 4 دقائق (3:59.4) في أكسفورد.
“يظلّ هذا إجراءً نخبوياً. ثمة ما يقرب من 1750 شخصاً فعلوا ذلك، وإذا قارنتم تسلق جبل إيفرست، فأعتقد أنّ هناك 17000 شخص فعلوا ذلك”.
إنّ أنماط الحياة الصحّيّة التي تتضمن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام كانت مقبولة منذ فترة طويلة بل تمّ التشجيع عليها باعتبارها أمراً إيجابياً.
مع ذلك، أراد لا جيرش وزملاؤه معرفة ما إذا كانت التمارين المفرطة يمكن أن تتسبب بآثار صحية سلبية عادة في شكل عوارض قلبيّة موثقة، وتقلّل من طول العمر.
أمر ممكن
في حين أنّهم يتّفقون مع إمكانية تغيّر بنية القلب ووظيفته لدى الرياضيين الذين يشاركون في رياضات التحمّل الفائق، يشير تحليلهم لعمر أول 200 مجتاز لمسافة 1.6 كلم بمدة 4 دقائق إلى أنّ العيش لفترة أطول ممكن.
في المتوسط، يعيش أولئك الذين يستطيعون ركض مسافة 1.6 كيلومتر في أقل من 4 دقائق 4.7 سنوات فوق متوسط العمر المتوقع لهم. هؤلاء البشر الخارقون الذين حققوا هذا الإنجاز في العقود السابقة عاشوا فترة أطول من أقرانهم العاديين.
تحيّز انتقائيّ
ويشير لا جيرش أيضاً إلى أسباب أخرى تجعل هؤلاء الرياضيين قادرين على العيش لفترة أطول.
يقول: “كي تركض لمسافة 4 دقائق، يجب أن يكون لديك أساساً تحيّز انتقائيّ”.
وتابع: “يجب أن تكون لائقاً وبصحّة جيّدة، فمن غير المرجّح أولاً أن تكون مصاباً بأمراض القلب أو السرطان أو أي شيء (مثل ذلك) عند ممارسة الجري”.
“علاوة على ذلك، أنت تميل إلى اتّباع نظام غذائي جيد فعلاً – لأنك ترغب في الحصول على كل شيء بشكل صحيح – ولن تشرب (الكحول) كثيراً لأنك تتدرب كل يوم تقريباً … وتميل إلى أن تكون في وضع اجتماعيّ واقتصاديّ جيّد”.
وأضاف: “أنت في الأساس تتبع كل مجال صحّيّ من مجالات طول العمر”.
لاحظَت مجموعة الدراسة نقص المعلومات حول عادات ممارسة التمارين الرياضية لمدى الحياة والبيانات الصحية الأخرى من 200 عدّاء، ويعتقدون أنّ الرياضيين ذوي الأداء العالي يميلون إلى الحفاظ على نمط حياة نشط للغاية بعد الذروة.