ماكرون يتوجه إلى العريش تأكيدا على أهمية وقف إطلاق النار في غزة

2


مسؤول أممي: قصف إسرائيل سيارات إسعاف قد يرقى إلى “جريمة حرب”

وكالات


فتاة فلسطينية تتسلم وجبة طعام من نقطة توزيع مجانية في مخيم النصيرات للاجئين بغزة (أ ف ب)

ملخص
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في إطلاق قواته النار على سيارات إسعاف في منطقة تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة الشهر الماضي.

يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء خلال زيارة سيجريها إلى مصر إلى مدينة العريش التي تبعد 50 كيلومتراً عن قطاع غزة للقاء جهات فاعلة إنسانية وأمنية، وذلك تأكيداً على أهمية “وقف إطلاق النار”، وفق ما أعلن قصر الإليزيه أمس الخميس.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيلتقي في ميناء العريش، وهو قاعدة خلفية لجمع المساعدات بغية إدخالها إلى غزة من معبر رفح، أفراد طواقم منظمات غير حكومية فرنسية وأممية والهلال الأحمر المصري، كما يحتمل أن يلتقي فلسطينيين.

وسيلتقي ماكرون أيضاً وفق المصدر نفسه عناصر أمن فرنسيين عاملين ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود، والتي من المفترض أن يتم نشرها في رفح.

ومن المتوقع أن يصل الرئيس الفرنسي مساء الأحد إلى القاهرة، حيث سيعقد صبيحة اليوم التالي اجتماعاً مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي قبل أن يتوسع هذا الاجتماع الثنائي ليشمل عدداً من الوزراء.

وسيرافق ماكرون في زيارته إلى مصر وزراء الخارجية جان-نويل بارو، والقوات المسلحة سيباستيان ليكورنو، والاقتصاد إريك لومبار، والصحة كاثرين فوتران، والبحث فيليب باتيست، والنقل فيليب تابارو.

والثلاثاء سيزور ماكرون مدينة العريش الواقعة في شمال شبه جزيرة سيناء على البحر الأبيض المتوسط “للتركيز على قضايا الغذاء في قطاع غزة”، بحسب ما أفاد مصدر في الإليزيه.

وسيتم خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم صحية جديدة مع مصر تعنى بعلاج الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من قطاع غزة منذ بداية الحرب بين إسرائيل و”حماس”.

وسيناقش ماكرون مع السيسي “الضرورة الملحة” لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة حتى لا يصبح سكان القطاع “عُرضة للكارثة الإنسانية التي يجدون أنفسهم فيها وللضربات الإسرائيلية التي تهدد أمنهم”. كما سيؤكد الرئيس الفرنسي ضرورة العمل من أجل الإفراج عن الرهائن الذين لا تزال “حماس” تحتجزهم في غزة، بحسب ما أوضح قصر الإليزيه.

وسيناقش ماكرون في مصر أيضاً الخطة لإعادة إعمار غزة، وهي خطة تدعمها باريس، لكنها تحتاج، بحسب السلطات الفرنسية، لأن يتم “تعزيزها أكثر”، وبخاصة في ما يتصل بـ”الأمن” و”الحوكمة” في القطاع الفلسطيني.

“جريمة حرب”

حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أمام مجلس الأمن الدولي الخميس من أن مقتل 15 مسعفاً في قطاع غزة بقصف استهدف سياراتهم يثير مخاوف في شأن ارتكاب “الجيش الإسرائيلي جرائم حرب”.

فلسطينيون يهرعون للاحتماء من غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة في حي التفاح بمدينة غزة (أ ف ب)


وقال تورك، “روعني مقتل 15 من العاملين في المجال الصحي وموظفي الإغاثة، وهو أمر يثير مخاوف جديدة في شأن ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب”.

وكان الهلال الأحمر الفلسطيني أعلن الأحد انتشال جثث 15 مسعفاً قتلوا في إطلاق نار للجيش الإسرائيلي على سيارات إسعاف في تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة قبل أسبوع.

اقرأ المزيد

إسرائيل تعلن نقل المئات من سكان غزة إلى ألمانيا والأخيرة تنفي

الاحتجاجات ضد “حماس” في غزة تختفي قسرا

ترمب يجري مكالمة هاتفية “جيدة جدا” مع السيسي حول غزة والمنطقة

جيش الاحتياط العائق الداخلي والمركزي أمام خطة زامير لاحتلال غزة
وقالت الأمم المتحدة إن القتلى كانوا من مسعفي الطوارئ الذين استجابوا لنداءات استغاثة من فلسطينيين في جنوب غزة، بينما وصفهم الجيش الإسرائيلي بأنهم “إرهابيون”.

وندد مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال بـ”حرب بلا حدود” في قطاع غزة، متحدثاً عن “مقبرة جماعية” للمسعفين وعناصر الدفاع المدني.

دبابات إسرائيلية قرب من الحدود مع قطاع غزة في 3 أبريل 2025 (أ ف ب)


وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب الخميس في مداخلة أمام مجلس الأمن إنها “واحدة من أحلك اللحظات في هذا النزاع”. ولفت إلى أن “أرواح مصطفى وعز الدين وصالح ومحمد بهلول ومحمد الحيلة وأشرف ورائد تنادي بالعدالة”. وشدد على أنه خلال التواصل مع الفريق كان يمكن سماع محادثة بالعبرية بين القوات الإسرائيلية والفريق، مما يشير إلى أن بعضاً من أفراده كانوا أحياء في عهدة الجيش الإسرائيلي.

“الجدران ستختار الصمت”

وعلق السفير السلوفيني لدى الأمم المتحدة صامويل زبوغار قائلاً “لا يمكننا أن نختار أن نصدق أن هذه كانت مجرد أخطاء” في إشارة إلى جميع الهجمات على عمال الإغاثة في غزة. وأضاف أن “ما نشهده في غزة هو تآكل الإنسانية”، معرباً عن أسفه لعجز المجلس عن تغيير الأمور. وقال “لو كان بإمكان جدران هذه القاعة أن تتحدث (…)، ربما كانت ستختار الصمت بدلاً من الكلمات، في مواجهة عديد من الالتزامات غير المنجزة التي تم التعهد بها هنا”.

من جهته قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون “كيف انتهى المطاف بتسعة إرهابيين من (حماس) في سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر؟ وجودهم يعرض الجميع للخطر”، داعياً إلى “نظام اختيار أفضل” للطواقم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه يحقق في إطلاق قواته النار على سيارات إسعاف في منطقة تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة الشهر الماضي.

وقال متحدث باسم الجيش في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن “حادثة الـ23 من مارس (آذار) حين فتحت قوات” عسكرية إسرائيلية النار “مستهدفة إرهابيين يتقدمون على متن سيارات إسعاف، رُفعت” إلى قسم خاص في هيئة الأركان “من أجل التحقيق”.

من جهته شدد تورك أمام مجلس الأمن الدولي على أن الحصار الإسرائيلي الشامل المفروض على غزة منذ شهر “يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، وقد يصل إلى حد استخدام التجويع كأسلوب حرب”.

وأعرب تورك عن قلقه إزاء “الخطاب التحريضي” لكبار المسؤولين الإسرائيليين المتعلق بالاستيلاء على الأراضي وضمها وتقسيمها، وحول نقل الفلسطينيين خارج غزة. وقال إن هذا الأمر “يثير مخاوف جدية في شأن ارتكاب جرائم دولية، ويتعارض مع المبدأ الأساسي للقانون الدولي ضد الاستيلاء على الأراضي بالقوة”.

31 قتيلاً بضربة على مركز للنازحين

وفي وقت سابق الخميس قال الدفاع المدني في غزة إن 31 شخصاً في الأقل قتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة كانت تستخدم كمأوى للنازحين جراء الحرب.

وأفاد المتحدث باسم الجهاز محمود بصل بمقتل 31 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين في الغارة التي استهدفت مدرسة دار الأرقم في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة. وكانت حصيلة سابقة أوردها المصدر نفسه أفادت بمقتل 25 شخصاً.

وكان الجيش الإسرائيلي أكد في وقت سابق شن غارة على “مركز قيادة وتحكم تابع لـ (حماس)” في نطاق مدينة غزة.

وأضاف الجيش في بيان “كان الإرهابيون يستخدمون مركز القيادة والتحكم للتخطيط وتنفيذ هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش الإسرائيلي”. ولم يتضح في الحال ما إذا كان الجيش يتحدث عن الغارة نفسها التي استهدفت المدرسة.

ودانت “حماس” هذه الضربة، متهمة الحكومة الإسرائيلية بمواصلة “استهداف المدنيين الأبرياء في سياق عمليات الإبادة الجماعية التي تنفذها في قطاع غزة”. 

التعليقات معطلة.