المخاط عبارة عن مادة زلقة واقية تُحافظ على رطوبة مجاري الهواء والحلق والجهاز الهضمي، حيث تحجز الغبار ومسببات الحساسية والجراثيم وتزيلها للمساعدة في الحماية من التهيج والعدوى.
عند وجود كمية كبيرة من المخاط، قد تشعر بالحاجة المستمرة لتنظيف حلقك أو تواجه صعوبة في البلع، ما قد يكون مزعجاً ومحبطاً.
ينتج جسمك ما بين لتر ولترين (1 – 1.8 لتر) من المخاط يومياً. يمكن أن تزيد الحالات الصحية الكامنة والالتهابات والمهيجات البيئية من هذه الكمية، ما يؤدي إلى زيادة المخاط في حلقك.
وأبرز الأسباب الشائعة لزيادة المخاط في الحلق، وفقاً لموقع «هيلث»:
الحساسية
تحدث الحساسية عندما يُبالغ جهازك المناعي في رد فعله تجاه مسببات الحساسية، وهي مواد مثل حبوب اللقاح، وعث الغبار، ووبر الحيوانات الأليفة، والعفن. يمكن أن يؤدي هذا التفاعل إلى التهاب في الممرات الأنفية والحلق، ما يدفع جسمك إلى إنتاج المزيد من المخاط للتخلص من المهيجات.
إذا كنت تعاني من حساسية موسمية، فقد تعاني من سيلان الأنف وتنقيط أنفي خلفي، وهو عبارة عن نزول المخاط إلى أسفل الحلق. قد يجعلك هذا تشعر وكأن المخاط عالق دائماً في حلقك، ما يدفعك إلى التخلص منه باستمرار على مدار اليوم.
الالتهابات
تُعد التهابات الجهاز التنفسي العلوي، التي تصيب الأنف والحلق والجيوب الأنفية، مثل نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الجيوب الأنفية، من الأسباب الشائعة لزيادة المخاط في الحلق. عندما تكون مريضاً، يُنتج جسمك مخاطاً أكثر كثافة، قد يكون شفافاً أو أصفر أو أخضر، بينما يُحارب جهازك المناعي العدوى.
حتى بعد أن تبدأ بالشعور بالتحسن، قد يستمر التنقيط الأنفي الخلفي والسعال لعدة أسابيع. عادةً ما يكون سبب هذا المخاط الزائد المُستمر هو التهاب مُستمر في الشعب الهوائية، والذي يتحسن تدريجياً مع شفاء جسمك.
العوامل البيئية
عندما تتعرض الشعب الهوائية (الأنابيب التي تنقل الهواء إلى الرئتين) لمواد قاسية أو مُهيجة، يحاول جسمك حبسها وإخراجها عن طريق زيادة إنتاج المخاط. يمكن أن يؤدي هذا إلى تراكم المخاط في الحلق. تشمل المحفزات البيئية الشائعة ما يلي:
– الهواء البارد والجاف.
– تلوث الهواء، مثل الضباب الدخاني أو الدخان.
– الأبخرة الكيميائية من الدهانات والمبيدات الحشرية والمواد الصناعية.
– العطور القوية، بما في ذلك معطرات الجو والشموع المعطرة.
– منتجات التنظيف التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية أو روائح نفاذة.
التدخين
يمكن أن يؤدي التدخين إلى تهيج مجاري الهواء وزيادة إنتاج المخاط. يُلحق التدخين الضرر ببطانة الجهاز التنفسي والأهداب، وهي هياكل صغيرة تشبه الشعر في مجاري الهواء تعمل على إزالة المخاط والغبار والجراثيم من الرئتين والحلق.
عندما يُلحق الدخان الضرر بهذه الأهداب، قد تعاني من تراكم زائد للمخاط في الحلق وسعال مستمر. حتى التعرض للتدخين يمكن أن يُسبب زيادة مزمنة في المخاط، خاصةً لدى الأشخاص المصابين بالربو أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
ارتجاع المريء (GERD) وحموضة المعدة (LPR)
يحدث ارتجاع المريء (GERD) وحموضة المعدة (LPR) عندما ترتجع محتويات المعدة إلى الحلق والمريء، وهما الأنبوب الذي يحمل الطعام والسوائل من الفم إلى المعدة. عندما يصل حمض الهضم إلى الحلق، يمكن أن يُهيّج بطانة الحلق ويزيد من إنتاج المخاط بينما يحاول الجسم حماية الأنسجة.
على الرغم من أن كلتا الحالتين تتضمن ارتجاعاً حمضياً، لكنهما تؤثران على مناطق مختلفة من الحلق. يؤثر ارتجاع المريء بشكل رئيسي على المريء، وغالباً ما يُسبب أعراضاً مثل حرقة المعدة، وانزعاج الصدر، أو طعماً لاذعاً في الفم. أما حموضة المعدة (LPR)، والمعروفة باسم الارتجاع الصامت، فتؤثر على الحلق والحنجرة (صندوق الصوت)، وقد لا تُسبب حرقة المعدة. بل قد تؤدي إلى أعراض مثل زيادة المخاط، وتكرار تفريغ الحلق، وبحة الصوت، أو الشعور بوجود كتلة في الحلق.
أمراض الجهاز التنفسي
يمكن أن تؤدي أمراض الجهاز التنفسي المزمنة (الطويلة الأمد)، مثل الربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والتهاب الشعب الهوائية، إلى تراكم مستمر للمخاط في الحلق. تُسبب هذه الأمراض التهاباً في الشعب الهوائية، ما يدفع الجسم إلى إنتاج المزيد من المخاط للمساعدة في حماية الرئتين والحلق وتنظيفهما.
الأعراض
يمكن أن يُسبب تراكم المخاط في الحلق مجموعة من الأعراض، منها:
– سعال مستمر.
– شعور بوجود كتلة في الحلق.
– صعوبة في البلع.
– بحة أو تغير في الصوت.
– رائحة الفم الكريهة.
– التهاب أو حكة في الحلق.
– تنقيط أنفي خلفي.
– صعوبة في النوم.

