من منا لم يواجه صعوبات من وقت إلى آخر في النوم؟ قد تكون هذه حالة طبيعية، إلاّ أنّ الوضع يختلف بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يواجهون هذه الصعوبات باستمرار، ويعجزون عن النوم. هذا ما قد يكون من مؤشرات الإصابة بحالة الأرق، كما نُشر في Huffingtonpost.
ما هو الأرق؟
يُعتبر الأرق من اضطرابات النوم الشائعة التي تسبّب صعوبات أو الاستمرار في النوم. كما يمكن أن تتسبّب في الاستيقاظ في ساعة مبكرة، إضافة إلى تراجع جودة النوم والقدرة على إيجاد الراحة من خلاله. بحسب الأكاديمية الأميركية لصحة النوم، نسبة 30 إلى 35 في المئة من الراشدين تواجه أعراض أرق بسيطة لا تدوم، فيما نسبة 15 إلى 20 في المئة تعاني أرقاً حاداً يدوم أقل من 3 أشهر، ونسبة 10 في المئة تعاني أرقاً مزمناً بمعدل 3 ليالٍ في الأسبوع لمدة 3 أشهر على الأقل.
ما المؤشرات التي تدلّ إلى الإصابة بالأرق؟
-الصعوبة في النوم مساءً: من المفترض إيجاد القدرة على النوم خلال ما لا يزيد عن 15 إلى 20 دقيقة، في حال التقيّد بروتين منتظم للنوم. في حال عدم القدرة على النوم خلال هذه المدة، قد يكون ذلك من المؤشرات المبكرة لاضطرابات النوم. وإحدى المسببات الأساسية للأرق هي النشاط المفرط للجهاز العصبي، وهذا ما يشكّل عائقاً أمام القدرة أو الاستمرار بالنوم. ويمكن أن يكون هذا النشاط المفرط جسدياً أو نفسياً أو كلاهما، ويظهر لدى كل شخص بشكل مختلف. إنما تُعتبر هذه من المشكلات التي يمكن تفاديها بمعالجة جذورها.
-الصعوبة في الاستمرار بالنوم: من الممكن أن يواجه البعض مشكلة الصعوبة في الاستمرار بالنوم في ليلة أو اثنتين. قد يكون السبب استخدام الهاتف أو لدخول الحمام أو بسبب التفكير المفرط، حتى ما يمنع الاستمرار بالنوم، وهذا ما يُعتبر مؤشراً للإصابة بالأرق، ويؤثر أيضاً على نمو الدماغ وعلى الصحة عامة.
-الشعور بالتعب خلال النهار: يمكن النوم خلال 8 ساعات، لكن هذا لا يعني أنّ النوم يكون متواصلاً طوال هذا الوقت. ومن أبرز مؤشرات الأرق وأكثرها شيوعاً، التعب والنعاس خلال النهار، وهذا ما يؤثر على النظام الداخلي في الجسم، ما يسبّب إحساساً بالتعب والإرهاق وتراجع الإنتاجية خلال النهار.
-الشعور بالقلق حيال النوم: بالنسبة لمن يعانون الأرق، يمكن أن يشكّل موعد النوم مصدراً للقلق. يقلقون حول ما إذا كانوا سيعجزون عن النوم، أو ما إذا كانوا سيستيقظون خلال الليل.
-الإنفعال الزائد والصعوبة في التركيز: يمكن ان يؤدي الأرق إلى الانفعال خلال النهار، وتكون تداعيات الأرق تراكمية مع مرور الوقت. خلال النهار، يمكن إيجاد صعوبة في التركيز وإنجاز المهام المعتادة والانفعال الزائد بسبب قلّة النوم.
متى الحاجة إلى استشارة الطبيب؟
-هل تعجز عن النوم بعد أكثر من نصف ساعة على المحاولة؟
-هل تبقى مستيقظاً لأكثر من نصف ساعة خلال الليل؟
-هل تعاني من هذين العارضين 3 مرات في الأسبوع على الأقل؟
في مثل هذه الحالات، لا بدّ من استشارة الطبيب، تجنّباً لتداعيات الأرق الذي يسبّب التعب وتراجع القدرة على الإنتاج وعدم القدرة على التركيز وسوء المزاج والانفعال الزائد.