جميع المهتمين بالشأن السياسي أو الذين يمارسون السياسة ينتظرون بفارغ الصبر ما ستؤول إليه الأمور بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية نهاية المطاف، خاصة ً أن التصعيد الأمريكي تجاه إيران يشهد تصاعداً مستمراً وحشداً غير مسبوق لمواجهة الجمهورية الإسلامية، فهل ستندلع الحرب بينهما قريباً وماذا ستحقق واشنطن من ذلك؟!
لا يمكن لأحد أن يتجاهل التصعيد المستمر الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد إيران والذي تزايد بشكل جنوني بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يعمل الرجل ليل نهار للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ويحرضّ أوروبا على ذلك، ولكن حتى اللحظة ورغم الانصياع الأوروبي غير المسبوق لإدارة ترامب بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلا أن هذه الدول ما زالت تحاول إيصال فكرة لترامب مفادها أن الانسحاب سيكون له نتائج كارثية على المنطقة برمتها وقد ينسحب ذلك إلى الداخل الأوروبي فبعض دول الاتحاد تربطها بإيران علاقات اقتصادية متينة وبينها تبادل تجاري كبير، ألمانيا على سبيل المثال، لذلك تحاول هذه الدول الوقوف في وجه ترامب قدر المستطاع لحثّه على التراجع عن فكرته بالانسحاب من الاتفاق النووي.
لا ننكر بأن واشنطن متألمة من النشاط الإيراني في المنطقة والانتصارات المتلاحقة التي يحققها الإيرانيون في العراق وسوريا وحتى على المستوى الدبلوماسي والسياسي في جميع القضايا المتعلقة بالمنطقة، إلا أن هذا لا يعني أبداً أن يتخذ ترامب قراراً مجنوناً بإعلان حرب مباشرة ضد إيران لأن من خسر في العراق بعد أن بقي أكثر من عشر سنوات ليس مستغرباً أن يخسر على حدود إيران خلال ساعات من إعلان الحرب، فالحرب مع إيران ليست نزهة كما يعتقد الرئيس الحكيم ترامب.
وهذا ليس كلامنا فقط بل تتحدث عنه أيضاً الصحف الأمريكية يومياً وتحذّر من مخاطر مواجهة إيران أو الإغراق في توجيه عقوبات ضدها، فعلى سبيل المثال، كتبت صحيفة هافينغتون الأمريكية اليوم مقالاً شرحت فيه مخاطر شن حرب على إيران، وقالت الصحيفة إن “الحرب مع إيران لن تكون أبداً مثل غزو العراق، بل سيكون الأمر أصعب بكثير، وسيخسر الكثير من الأمريكيين أرواحهم”.
وأضافت الصحيفة: “القوة الصاروخية الإيرانية لا مثيل لها في الشرق الأوسط وتستطيع أن تستهدف القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة”، وتابعت:” ستواجه الولايات المتحدة حرباً غير متكافئة في حال شنت هجوماً على إيران، وسينجم عن ذلك مقتل آلاف الأمريكيين”.
تكمل الصحيفة: ” سيواجه الإيرانيون الهجمة الأمريكية من خلال، الصواريخ، الزوارق البحرية، والغواصات السريعة، وسيعملون على تحريك القوات الشيعية في العراق لمهاجمة الأمريكيين هناك، فضلاً عن إغلاق مضيق هرمز، والهجمات السايبرية القوية”.
وهنا لا بدّ من التوقف عند موضوع “القوة السايبرية الإيرانية” والتي وصلت مطلع العام الحالي إلى رابع قوة سايبرية في العالم، بحسب مساعد ممثل المرشد علي الخامنئي في الحرس الثوري للشؤون التنسيقية، العميد محمد حسين سبهر، مع الإشارة إلى أن الميزانية الدفاعية في إيران هي “الأقل مقارنة ببلدان المنطقة”.
وعن هذه القوة المخيفة التي أصبحت بحوزة الإيرانيين يقول مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان: ” إنّ الإيرانيين يملكون سجلاً حافلاً من الإنجازات في مجال الحرب الإلكترونيّة، حيث تمكّنوا من تحقيق إنجاز وصفه بالمذهل، تمثل في إبطال عمل هيئة القيادة التي تتحكم في تشغيل وتوجيه الطائرات بدون طيار الأمريكيّة العاملة في العراق، مع العلم أنّ مقر هذه الهيئة موجود في قاعدة عسكرية داخل أمريكا”، بحسب قوله.
ولا يمكن أن ننسى بأن واشنطن تصرف ملايين الدولارات على الإعلام لتشويه صورة إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية فيها، وحتى اللحظة وبالرغم من كل هذا الصرف الأعمى لم تتمكن هذه الأموال ولا حتى الماكينات الإعلامية من اختراق الجسد الإيراني، وكانت آخر محاولة لها خلال التظاهرات التي شهدتها عدة مدن إيرانية أواخر العام الفائت وبالرغم من كل التجييش لإظهارها على أنها ثورة شعب ودعمها بكل السبل الممكنة إلا أن واشنطن فشلت مجدداً، فالساحة الإيرانية معقدة ومبنية بطريقة فسيفسائية لا يمكن لأمريكا تفكيكها نظراً للطبيعة القومية للشعب الإيراني الذي يصعب اختراقه.
وكيفما حاولت واشنطن مواجهة طهران ينعكس ذلك عليها سلباً، وقد تكرر ذلك في سوريا والعراق واليمن وحتى في الاتفاق النووي، حيث زادت الفجوة بين الولايات المتحدة وأوروبا، وبالعودة لموضوع الحرب على إيران، تقول صحيفة هافينغتون بوست: ” الإيرانيون يعرفون جيداً بأن الرأي العام الأمريكي لديه حساسية كبيرة تجاه ضحايا الحرب، حيث إن قوة إيران وضعف الولايات المتحدة يكمنان في شيء واحد: حساسية الرأي العام تجاه الضحايا”.
تتابع الصحيفة : “إذا بدأت الحرب ، فإن الإيرانيين سيقتلون الآلاف من الأمريكيين. لهذا السبب رفضت حكومتا أوباما وبوش مواجهة إيران، لذلك ، فإن أفضل طريقة لكي يكسب ترامب في الحرب المحتملة مع إيران هي عدم شن حرب”
لا يمكن لأحد أن يتجاهل التصعيد المستمر الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد إيران والذي تزايد بشكل جنوني بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يعمل الرجل ليل نهار للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ويحرضّ أوروبا على ذلك، ولكن حتى اللحظة ورغم الانصياع الأوروبي غير المسبوق لإدارة ترامب بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلا أن هذه الدول ما زالت تحاول إيصال فكرة لترامب مفادها أن الانسحاب سيكون له نتائج كارثية على المنطقة برمتها وقد ينسحب ذلك إلى الداخل الأوروبي فبعض دول الاتحاد تربطها بإيران علاقات اقتصادية متينة وبينها تبادل تجاري كبير، ألمانيا على سبيل المثال، لذلك تحاول هذه الدول الوقوف في وجه ترامب قدر المستطاع لحثّه على التراجع عن فكرته بالانسحاب من الاتفاق النووي.
لا ننكر بأن واشنطن متألمة من النشاط الإيراني في المنطقة والانتصارات المتلاحقة التي يحققها الإيرانيون في العراق وسوريا وحتى على المستوى الدبلوماسي والسياسي في جميع القضايا المتعلقة بالمنطقة، إلا أن هذا لا يعني أبداً أن يتخذ ترامب قراراً مجنوناً بإعلان حرب مباشرة ضد إيران لأن من خسر في العراق بعد أن بقي أكثر من عشر سنوات ليس مستغرباً أن يخسر على حدود إيران خلال ساعات من إعلان الحرب، فالحرب مع إيران ليست نزهة كما يعتقد الرئيس الحكيم ترامب.
وهذا ليس كلامنا فقط بل تتحدث عنه أيضاً الصحف الأمريكية يومياً وتحذّر من مخاطر مواجهة إيران أو الإغراق في توجيه عقوبات ضدها، فعلى سبيل المثال، كتبت صحيفة هافينغتون الأمريكية اليوم مقالاً شرحت فيه مخاطر شن حرب على إيران، وقالت الصحيفة إن “الحرب مع إيران لن تكون أبداً مثل غزو العراق، بل سيكون الأمر أصعب بكثير، وسيخسر الكثير من الأمريكيين أرواحهم”.
وأضافت الصحيفة: “القوة الصاروخية الإيرانية لا مثيل لها في الشرق الأوسط وتستطيع أن تستهدف القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة”، وتابعت:” ستواجه الولايات المتحدة حرباً غير متكافئة في حال شنت هجوماً على إيران، وسينجم عن ذلك مقتل آلاف الأمريكيين”.
تكمل الصحيفة: ” سيواجه الإيرانيون الهجمة الأمريكية من خلال، الصواريخ، الزوارق البحرية، والغواصات السريعة، وسيعملون على تحريك القوات الشيعية في العراق لمهاجمة الأمريكيين هناك، فضلاً عن إغلاق مضيق هرمز، والهجمات السايبرية القوية”.
وهنا لا بدّ من التوقف عند موضوع “القوة السايبرية الإيرانية” والتي وصلت مطلع العام الحالي إلى رابع قوة سايبرية في العالم، بحسب مساعد ممثل المرشد علي الخامنئي في الحرس الثوري للشؤون التنسيقية، العميد محمد حسين سبهر، مع الإشارة إلى أن الميزانية الدفاعية في إيران هي “الأقل مقارنة ببلدان المنطقة”.
وعن هذه القوة المخيفة التي أصبحت بحوزة الإيرانيين يقول مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان: ” إنّ الإيرانيين يملكون سجلاً حافلاً من الإنجازات في مجال الحرب الإلكترونيّة، حيث تمكّنوا من تحقيق إنجاز وصفه بالمذهل، تمثل في إبطال عمل هيئة القيادة التي تتحكم في تشغيل وتوجيه الطائرات بدون طيار الأمريكيّة العاملة في العراق، مع العلم أنّ مقر هذه الهيئة موجود في قاعدة عسكرية داخل أمريكا”، بحسب قوله.
ولا يمكن أن ننسى بأن واشنطن تصرف ملايين الدولارات على الإعلام لتشويه صورة إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية فيها، وحتى اللحظة وبالرغم من كل هذا الصرف الأعمى لم تتمكن هذه الأموال ولا حتى الماكينات الإعلامية من اختراق الجسد الإيراني، وكانت آخر محاولة لها خلال التظاهرات التي شهدتها عدة مدن إيرانية أواخر العام الفائت وبالرغم من كل التجييش لإظهارها على أنها ثورة شعب ودعمها بكل السبل الممكنة إلا أن واشنطن فشلت مجدداً، فالساحة الإيرانية معقدة ومبنية بطريقة فسيفسائية لا يمكن لأمريكا تفكيكها نظراً للطبيعة القومية للشعب الإيراني الذي يصعب اختراقه.
وكيفما حاولت واشنطن مواجهة طهران ينعكس ذلك عليها سلباً، وقد تكرر ذلك في سوريا والعراق واليمن وحتى في الاتفاق النووي، حيث زادت الفجوة بين الولايات المتحدة وأوروبا، وبالعودة لموضوع الحرب على إيران، تقول صحيفة هافينغتون بوست: ” الإيرانيون يعرفون جيداً بأن الرأي العام الأمريكي لديه حساسية كبيرة تجاه ضحايا الحرب، حيث إن قوة إيران وضعف الولايات المتحدة يكمنان في شيء واحد: حساسية الرأي العام تجاه الضحايا”.
تتابع الصحيفة : “إذا بدأت الحرب ، فإن الإيرانيين سيقتلون الآلاف من الأمريكيين. لهذا السبب رفضت حكومتا أوباما وبوش مواجهة إيران، لذلك ، فإن أفضل طريقة لكي يكسب ترامب في الحرب المحتملة مع إيران هي عدم شن حرب”