ما هي الفيروسات الأخطر والأكثر انتشاراً حالياً؟

1

هنالك موجة من فيروسات شتوية، بعضها موسمي ومعتاد، لكن بقيتها تتسبب بأمراض مربكة.

تتعدد التقارير التي تشير حالياً إلى انتشار فيروسات شتوية عدّة، ويتسبب بعضها بوفيات تترافق مع تفاقم المضاعفات الناتجة عنها. وثمة مجموعة من تلك الفيروسات يعتبر انتشارها معتاداً في موسم البرد، لكن هنالك أنواع فيروسات لم يعتد الأطباء على انتشارها في هذه الفترة من السنة.

ما الفيروسات الأكثر انتشاراً حالياً؟

جرياً على ما تعودنا عليه في موسم الشتاء، ومع انخفاض درجات الحرارة، تنتشر الفيروسات التنفسية. وعلى وسائط التواصل الاجتماعي، تىكاثر النقاشات عن انتشار فيروسات كورونا والانفلونزا و “آر سي في” (RSV) و”آتش أم بي في” (HMPV). ويصح القول بأن انتشار تلك المجموعة من العناصر المعدية يعتبر أمراً طبيعياً  في هذه الفترة من السنة، وفق ما يوضحه الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور بيار أبي حنا.

وبالتالي، لا يعتبر انتشار هذه الفيروسات مقلقاً على غرار ما يروج على بعض المنصات الاجتماعية، لأن انتشارها لا يزال ضمن المعدلات الطبيعية. في الوقت نفسه، لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن انتشار ملحوظ ومقلق لأي فيروس شتوي لأن الموسم ما برح في بدايته، وبالتالي، لا يصح الآن عقد مقارنة بين الأرقام الحالية وتلك المسجّلة في العام الماضي.

هل من زيادة في الانتشار؟

حتى الآن، يبدو أن فيروس RSV الذي يصيب بشكل خاص الأطفال والمسنين، يسجل أرقاماً أعلى من بقية أنواع العدوى الفيروسية التنفسية.  وثمة خشية مبررة من تأثيره على الأطفال والمسنين بسبب انخفاض مستويات المناعة في هاتين الشريحتين العمريتين. وتسجل في دول كثيرة من بينها لبنان، أرقام مرتفعة نسبيباً من حالات الدخول الطارئ إلى المستشفيات بأثر من الإصابة بالتهابات قوية في الجهاز التنفسي متأتية من فيروس “آر سي في”.

واستطراداً، ثمة خوف يعلى الرضع الذين قد يشكل الفيروس خطراً عليهم. ويشير أبي حنا إلى أن وزارة الصحة العامة باشرت بترصد الحالات، لكن الوقت ما زال مبكراً للتحدث عن الأرقام فعلية.

إضاءة على دور الفحوص

في الواقع، قد تؤديي الفحوص التي تشخّص نوع الفيروس إلى زيادة صعوبة تحديد الأرقام، بحسب ما أوضح أبي حنا. وفي العادة، لا تُجرى الفحوص لكل حالة تظهر عليها أعراض الانفلونزا او الرشح أو أي أعراض ترتبط بالإصابة بالفيروسات التنفسية. ويعتبر فحص “بي سي آر ميلتي بلكس” PCR Multiplex الأكثر دقة وفاعلية في تحديد نوع الفيروس المعني المسبب للإصابة. وفي المقابل،  يعتبر ذلك الفحص مكلفاً  ولا يُلجأ إليه إلا في حالات معينة كحصول مضاعفات أو عدم التعافي بعد انقضاء مدة معينة أو دخول المستشفى بسبب أعراض شديدة.

وكذلك من المستطاع اللجوء إلى فحص “بي سي آر ميلتي بلكس” أحياناً بهدف مراقبة الوضع الوبائي، حينما تفرض الظروف ذلك.

لماذا ينتشر “نوروفيروس” الآن؟

يوضح أبي حنا أن فيروسات التي تصيب الجهاز الهضمي تنتشر عادة في الصيف، فيما يشهد موسم الشتاء انتشاراً متكراراً للفيروسات التنفسية. وبالتالي، يبدو انتشار “نورو فيروس” في هذه الفترة من السنة غير مألوف، وأسبابه ليست واضحة.

وبالفعل، نشهد حالياً ارتفاعاً في حالات الإسهال والتقيؤ والغثيان ووجع البطن التي يسببها Norovirus بسبب تأثيره على الجهاز الهضمي. وكذلك فإنه لا يعتبر من الفيروسات الخطيرة التي تدعو للقلق لأنه يسبب أعراضاً  لا تدوم إلا يومين أو ثلاثة أيام ثم يخرج من الجسم. وبالتالي، لا تُجرى فحوص لكشفه إلا إذا تدهورت حالة الإصابة به.

وفي المقابل، ثمة مشكلة أساسية فيه تكمن بأنه سريع الانتقال بالعدوى ويسهل التقاطه حينما يكون منتشراً. ويستطيع فحص PCR Multiplex كشفه بدقة.

 

ماذا عن كورونا؟

 

بدأت أرقام كورونا في الارتفاع أخيراً، لكن الفيروس بات مستقراً، وبالتالي من الطبيعي أن ينتشر مع موسم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة . ولكن، الأمر المهم بالنسبة لفيروس كورونا حاضراً، يتمثل بالمناعة المجتمعية التي اكتُسبت أثناء الجائحة التي قد تشكل السبب في عدم تسجيل أرقام مرتفعة من حالات الإصابة الشديدة بذلك الفيروس.

وفي الوقت نفسه، يشير أبي حنا إلى أن الفيروسات الشتوية الموسمية تتسبب في وفيات كل سنة. ويحدث ذلك حينما تؤثر الفيروسات على أعضاء مركزية في الجسم كالقلب والكلى.

العلامات الدالة

التعليقات معطلة.