في معظم الأحيان تعتبر الجدري من الأمراض البسيطة التي تصيب الأطفال وهي لا تدعو للقلق. لكن هذا لا ينطبق على الحالات التي تصيب فيها الحامل. فقد تكون عندها أكثر خطورة. فعلى الرغم من أنها قد تكون من الحالات النادرة بين الحوامل، هي تعرضها وتعرض الجنين إلى مخاطر لا يمكن الإستهانة بها وإلى مضاعفات خطيرة، كما نشر في SanteMagazine
تعتبر الجدري من الأمراض الفيروسية التي تصيب بشكل أساسي الأطفال والرضّع ونادراً ما تصيب الحوامل. لكن من الممكن أن تصاب الحامل بالمرض في حال الاتصال بطفل مصاب.
ما هي مخاطر إصابة الحامل بالجدري على الجنين؟
في حال إصابة الحامل بالجدري بين الأسبوع الثامن والأسبوع العشرين من الحمل، يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الجنين ما يؤدي إلى تشوهات خلقية في الجهاز العصبي كالاضطرابات على مستوى النظر والجلد والعظام والجهاز العصبي بعامة. أما الحامل فيمكن أن تتعرض إلى مشكلات من نوع آخر في الجهاز التنفسي كالإصابة بالتهاب فيروسي رئوي.
إلا أن خطر التقاط العدوى يمكن أن يكون مرتفعاً أحياناً. فثمة حالات يزيد فيها الخطر:
– في حال التقاط العدوى قبل 5 أيام من الولادة.
– في اليومين بعد الولادة حيث لا يكون الطفل قد كوّن بعد الأجسام الضدية من والدته ولم يكتسب المناعة بعد بالتالي. فهو لا يكتسب هذه الأجسام الضدية.
ففي حال إصابة الطفل بالجدري في الأيام التي تلي الولادة تعرف الحالة بجدري الرضيع التي تعتبر في غاية الخطورة وتظهر من خلال طفح جلدي يمتد على مساحات واسعة من الجلد وتؤدي الحالة إلى إصابة الرئتين والجهاز العصبي. يمكن أن تشكل هذه الحالة خطراً على الرضيع وقد تؤدي إلى الوفاة في نسبة 30 في المئة من الحالات. لكن تبقى هذه من الحالات النادرة ومن المفترض أن تتخذ كافة الإجراءات اللازمة حتى لا يتلقط الرضيع هذه العدوى.
كيف تعالج الجدري لدى الحامل؟
في حال تعرض الحامل لشخص مصاب بالجدري لمدة تتخطى الساعة فتواجدت معه في الغرفة نفسها، لا بد من التأكد ما إذا كانت قد أصيبت بالجدري في الطفولة. فإذا أصيبت بالجدري في طفولتها لن تلتقط العدوى مجدداً. أما إذا لم تصب بالمرض في الطفولة، فمن الضروري ان تستشير طبيبها مباشرة فيجري فحصاً للدم للتأكد ما إذا كانت تملك المناعة في مواجهة الفيروس. علماً أن معظم النساء يملكن المناعة ضد الجدري وهن محميات.
ما الذي يمكن فعله إذا لم تملك الحامل مناعة ضد الجدري؟
إذا تبين في فحص الدم أن الحامل لا تملك المناعة ضد الجدري، تحقن الأجسام الضدية في المستشفى تجنباً لإصابتها بالمرض. وللحد من أعراض المرض، قد يوصف مضاد فيروسي. بعدها تتم متابعة الحمل عبر اللجوء إلى صورة صوتية مرة في الشهر للتأكد من عدم وجود تشوهات في الجهاز العصبي لدى الجنين. بحسب نتائج الصورة الصوتية، يمكن أن تكون هناك حاجة إلى فحص السائل الأمنيوسي للتأكد من عدم وجود إصابة لدى الأم والجنين.
ما هي أهمية اللقاح لتأمين الحماية؟
تُنصح المرأة التي في سن الإنجاب والتي لم تصب بالجدري في الطفولة بتلقي اللقاح. لكن من الأفضل تجنب حصول حمل في الشهر الذي يلي تلقي اللقاح. ففي حال التفكير بالإنجاب من الأفضل التأكد من سجل اللقاحات أو باللجوء إلى فحص للدم، للتأكد من تلقي جرعتي لقاح الجدري في الطفولة، وإلا فمن المفترض تلقي اللقاح قبل حصول الحمل لأنه لا ينصح به خلال الحمل. فاللقاحات التي تحتوي على فيروسات حية لا تستخدم أبداً في الحمل. في حال عدم الإصابة بالفيروس وعدم تلقي اللقاح سابقاً، يجب عدم التعرض أبداً إلى شخص مصاب بالجدري كونها من الأمراض التي تنتقل بسهولة قبل ظهور البثور وإلى حين ظهورها. علماً أنها تنتقل عبر النفس بالسعال أو العطس أو عبر لمس البثور.