هل تشعر بالتعب باستمرار؟ هل تعاني من ضعف في التركيز؟ وهل تعاني من تساقط الشعر وهشاشة الأظافر؟ ربما يكون ذلك بسبب نقص الحديد في الجسم. إذ يحتوي الجسم على أربعة إلى خمسة غرامات من الحديد، وهو من العناصر الضرورية للجسم والحياة، ونقصه في الدم يؤدي إلى أعراض تتراوح بين التعب والنعاس، وصولاً إلى فقر الدم، وما يرافقه من مشاكل صحية.
ميس حمّاد
ما يقارب الـ30 في المئة من سكان العالم يعانون من مشكلة نقص الحديد، وفقر الدم، بخاصة في المناطق فقيرة الموارد، بحسب منظمة الصحة العالمية، ما فاقم العديد من الأمراض المُعديّة، منها الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية والبلهارسيا، وأمراض أخرى مثل السّل.
ويعود السبب الأساسي في نقص الحديد إلى التغذية، إذ يعد نقص البروتين والتغذية من الأسباب الأكثر شمولية لحدوث نقص الحديد، ما يؤدي إلى تدهور الصحة العامة، والوفاة المبكرة، إضافة لجلب عواقب اقتصادية وخيمة تؤدي إلى عواقب تنموية، وفقاً لما أوردته منظمة الصحة العالمية. فضلاً عن كونه إضطراباً ونقصاً لا يقتصر فقط على الدول النامية، بل ينتشر بشكل ملحوظ في الدول الصناعية أيضاً.
وبحسب بيانات الصحة العالمية في تقريرها الرسمي، فأن الجسم يفقد الحديد مع أي نزيف ولو صغير يتعرض له، وبالتالي، فإن أكثر الفئات تعرضاً لنقص الحديد هم الأطفال من أعمار ست شهور إلى ثلاث سنوات، والنساء الحوامل نتيجة نمو الأجنة سريعا، والحاجة للحديد في فترة الحمل، إضافة للفتيات المراهقات بسبب الدورة الشهرية.
تعمل النسب القليلة للحديد في الجسم على إضعاف وظائف الجسم، ويمكن اجمالها بالشعور في التعب الشديد، ونقص الفاعلية في العمل أوالدراسة، وبطء التطور المعرفي والاجتماعي خلال مراحل الطفولة، إضافة إلى صعوبة الحفاظ على درجة حرارة الجسم. وهناك حالة تُسمى باضطراب الامتصاص، أي أن الجسم لا يمتص الحديد رغم توافره داخله بما يكفي، ولعل الأسباب تعود إلى نقص في معدلات الهيموغلوبين في نخاع العظام. بحسب تقرير للدكتور شتيفان راكفيتس، المختص في الأمراض الباطنية في برلين في موقع “هايل براكسيس نت” الخاص في التوعية الصحية.
وقد كشفت دراسة أجريت في “كينغز كوليدج” في لندن، عن وجود علاقة قوية بين انخفاض مستوى الهيموجلوبين وتدني قدرة الفرد على التفكير أو مستوى الذكاء. الدراسة التي أجراها الدكتور مايكل نيلسون، وطُبقت على 152 فتاة من عمر الـ11 عاماً خضعن لاختبارات لقدراتهن العقلية أو ما يعرف علميا بالوظيفة المعرفية، ووجد الباحثون أن الفتيات اللاتي يعانين من نقص الحديد، إلى درجة إصابتهن بفقر الدم، قد يعانين أيضا من انخفاض في مستوى الذكاء.
العلاج بالغذاء
شدد نيلسون على العلاج عن طريق الغذاء، ما يساعد الجسم على امتصاصه عن طريق الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة. إذ أن الحديد الغذائي يعتمد على نوعين، أحدهما مشتق من الهيموغلوبين ويطلق عليه “الهيم”، ويوجد في الأطعمة الحيوانية مثل اللحوم الحمراء، والأسماك والدواجن، والمأكولات البحرية. أما النوع الآخر فيسمى “النونهيمي”، ويتمثل في المصادر النباتية.
والأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد، يجب عليهم أن يتناولوا المزيد من الخضر الورقية واللحوم الطرية والحبوب مثل الفاصوليا والبازيلاء والعدس والفواكه الجافة مثل الزبيب والإجاص. كما تحتوي هذه المواد على مصدر جيد لفيتامين “سي”، وإذا ما أخذت في كل وجبة غذاء فإنها تعزز امتصاص الحديد في الجسم بحسب مجلة التغذية الأميريكية.