مقالات

متى تقول الحكومة شكرا لمواطنيها وموظفيها؟

 
علي قاسم الكعبي
عندما يتعرض البلد أي بلد” لخطر ما يهدد وجودة وصيرورته وتقرا فيه بانة سيشكل كارثة لابد من التصدي له ، عندها يصبح الوقوف على الحياد خيانة لذلك تجد أبنائه يتسابقون لنجدته ودرء الخطر منه إلى أن تدفعه بعيدا وقد تختلف صور النجدة فمنهم من يضحي بنفسه وينال أعلى المراتب حيث الشهادة ومنهم من يأخذ صورة أخرى فيجاهد من خلال أمواله امتثالا لقول النبي محمد (ص) من جهز غازيا فقد غزا، وهي شعور بالمواطنة بل هي واجب لابد منه وهنالك من يدافع بقلمه ويحافظ على تماسك جبهة الداخلية ، و لكن ماذا يحدث بعد ان يزول الخطر وتأمن الدولة وتعلن انتصارها وزوال الخطر هنا ينتظر الجميع ماذا تعمل الدولة ؟! هل نسمع منها كلمات الشكر والثناء ام انها ستدير ظهرها لمن وقف معها وطبعا من الواجب الأخلاقي أن تقدم شكرها وامتنانها لجميع من ساهم في دفع الخطر عنها سواء كانوا أفرادا اوجماعات دولا صديقة أو من الجيرة، وتلك هي أيضا بروتوكولات تنظم العمل بين الدول أما على صعيد شكر ابنائها فهذا الموقف لابد منه لتعزيز روح المواطنة والشعور بالمسؤولية تجاه البلد فمثلما على مواطن واجبات ايضا على الدولة التزامات فلابد أن تقوم الدولة ممثلة ” بالحكومة وبرلمانها بتقديم الشكر والثناء لابل انها تجاهد من أجل اشعارهم بانهم ساهموا في صنع ذلك النصر.
وبما أن النوع الأول ممن ساهم في درء الخطر هم الشهداء فالواجب يحتم عليها تشريع قوانين تضمن العيش الرغيد لعائلة الشهيد وتوفر لهم متطلبات الحياة وخاصة الأبناء أما من تبرع بأمواله وهنا نقصد الموظفين الذين تم استقطاع جزء من مرتباتهم عندما تعرض البلد لأعتى هجوم بربري عرفة التاريخ لابد أن تقوم بإلغاء تلكم الاستقطاعات وترفعها كليا من الميزانية الجديدة لابل انها تكرمهم على هذا الموقف الشجاع في وقت كانت الدولة بأمس الحاجة إلى دينار واحد لشراء عتاد أو ذخيرة ومؤنة للرجال التي تقاتل بالمجان وفي الحقيقة أن الموظفون تبرعوا بتلك المبالغ وهم مسرورين وفرحين لأنهم ساهموا في درء الخطر رغم أن تلك المبالغ أثرت عليهم سلبا فتلك حربا وليس حدثا عابرا كفيضان او زلزالا مثلا ولابد للجميع المشاركة فالوضع كان كارثيا والعدو كان قاب قوسين أو أدنى من احتلال العاصمة بغداد وتخريب العراق ككل .وهذا ما دفع الجميع أن يساهم كل حسب استطاعته إلى أن دفع الشر بعيدا وأعلن الانتصار كليا وهنا لابد من العودة إلى الحياة الطبيعة وعلينا طوي تلك الصفحة السوداء ونستبدلها بأخرى بيضاء تبداء من خلال بناء الثقة بين المواطنين وأشعار الموظف بأنة ساهم في هذا النصر وارجاع ما استقطع عاجلا وليس آجلا. وما صدمنا هو تصريح رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الذي كشف أن تلك المبالغ المستقطعة من الموظفين لم تصل إلى من شرعت لأجلهم هذه الاستقطاعات بل انها بقيت على شكل امانات مما يدفعنا إلى الشك بأن تلكم المبالغ لم تكن مبوبة ومسجلة وهذا يعني أنها عرضة للسرقة مالم نقل أن جزء كبير منها قد سرق.!!؟