متى يصير رفع العقوبات عن غزة مطلباً وطنياً؟

1

د. فايز أبو شمالة
رفع العقوبات عن سكان قطاع غزة مطلب دولي، لم يبدأ بمطالبة مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برفع الإجراءات العقابية كافة بحق سكان قطاع غزة. ولم تنته المطالبة الدولية بحديث مدير بعثة الصليب الأحمر الدولي في غزة السيد جيلان ديفرون الذي يحذر من استمرار تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة في حال لم يطرح الساسة حلولاً حقيقيةً مستدامةً وطويلةَ الأمدة، ويشير إلى أن سبعة من أصل عشرة أسر في غزة تعتمد على المساعدات الإنسانية، ومازال مستوى المعيش المنخفض أصلاً يواصل انخفاضه بسرعة.
وكذلك فعلت المنظمة العربية لحقوق الإنسان من لندن، حين دعت الأمين العام للأمم المتحدة للضغط على كل الأطراف لرفع الحصار، بما في ذلك رفع العقوبات التي يفرضها محمود عباس على سكان قطاع غزة،
وتقول المنظمة: إن معدل الفقر في القطاع وصل إلى حوالي 80%، بينهم نحو 65% تحت خط الفقر، مع ارتفاع نسبة البطالة إلى 50%، نصفهم من الشباب خريجي الجامعات، بالإضافة إلى وجود 17 ألفا يتيما بحاجة إلى رعاية غير متوفرة؛ بسبب إغلاق الحسابات المصرفية للجمعيات الخيرية ومنع تحويل الأموال والتبرعات إليها، كما أن الإغاثة الطارئة لم تعد متاحة، كما يعاني 40% من الأطفال فقر الدم وسوء التغذية
وأكدت المنظمة أن قطاع التعليم لم يسلم من الضرر، حيث تعمل 400 مدرسة بالقطاع فترتين يوميا مع تكدس الفصول الدراسية بالتلاميذ، حيث يبلغ متوسط عدد الطلاب في الفصل الدراسي الواحد 50 تلميذا في مدارس الأونروا، 80% من هؤلاء التلاميذ ينتمون لأسر فقيرة ويعانون من سوء التغذية، و85% منهم غير قادرين على تسديد رسوم الجامعة، كما أن أكثر من 10 آلاف خريج جامعي سنويا يجدون صعوبة في الحصول على فرص عمل دائمة أو مؤقتة، حيث تم إغلاق حوالي 80% من المصانع بصورة كلية، أو تم تخفيف العمل فيهم، ما أدى إلى ركود اقتصادي، فضلا عن المساهمة في ارتفاع معدل البطالة في المجتمع، كما أدى إلى خسائر مادية كبيرة تصل إلى 250 مليون دولار سنويا”. أنه خلال العام 2017 لم يفتح معبر رفح البري سوى 21 يوما فقط، وعلى مراحل متفرق.
لم تقف المطالبة برفع العقوبات عن غزة على المؤسسات الدولية، حيث حذر قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من استمرار حالة الحصار على غزة، وأثرها على الأمن الإسرائيلي.
كل هذا الحراك الدولي والخارجي لم يغير من واقع الحصار والعقوبات المفروضة على قطاع غزة شيئاً، فسكان غزة ما زالوا بحاجة إلى كل صوت حر في الخارج، ولكنهم بحاجة أكثر إلى كل صوت فلسطيني، وإلى كل مؤسسة فلسطينية قبل أي مؤسسة دولية، فالشعب بغزة يحتاج إخوانه في الضفة الغربية قبل احتياجه للموقف الإنساني في لندن، والشعب الفلسطيني بحاجة إلى نفسه كي يتوحد، ويصطف في خندق المقاومة، في جبهة عريضة، لا هدف لها إلا تعديل الخارطة القيادية الفلسطينية على طريق تعديل الخارطة السياسية مع العدو الإسرائيلي، وقتها تغور العقوبات، وينتهي الحصار، ويبدأ مشوار التحرير.

التعليقات معطلة.