إسرائيل تبدي انفتاحها على السماح بعودة مدنيين إلى شمال القطاع
وكالات
الاثنين 25 مارس 2024 8:06
أطفال فلسطينيون قرب موقع غارة إسرائيلية على منزل برفح في 24 مارس 2024 (رويترز)
ملخص
تسعى “حماس” إلى استغلال أي اتفاق لإنهاء القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية. وتستبعد إسرائيل ذلك قائلة إنها ستستأنف في نهاية المطاف جهودها الرامية إلى تفكيك قدرات الحركة الإدارية والعسكرية.
يسعى مجلس الأمن الدولي مجدداً، اليوم الإثنين، إلى تبني نص يطالب بـ “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة وهو مطلب سبق أن أعاقته الولايات المتحدة، مرات عدة، لكنها أظهرت، أخيراً، مؤشرات الى تغيير في لهجتها مع إسرائيل حليفتها.
ومشروع القرار الذي سيطرح للتصويت، اليوم، هو نتيجة لعمل الأعضاء غير الدائمين في المجلس الذين تفاوضوا مع الولايات المتحدة طوال نهاية الأسبوع في محاولة لتجنب فشل آخر، وفقا لمصادر دبلوماسية أعربت عن بعض التفاؤل بشأن نتيجة التصويت.
وقال دبلوماسي “نتوقع، ما لم يطرأ أي تطور في اللحظة الأخيرة، أن يتم تبني مشروع القرار وأن الولايات المتحدة لن تصوت ضده”.
والمشروع في نسخته الأخيرة “يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان” الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن “يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار”، كما “يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”، ويدعو مشروع القرار الجديد، أيضاً، إلى “إزالة كل العوائق” أمام المساعدات الإنسانية التي من دونها بات سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة معرضين لخطر المجاعة.
قتال عنيف
وعلى رغم الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة في ظل محادثات لا تظهر أي تقدم من أجل التوصل إلى هدنة، يستمر القتال العنيف في غزة حيث تعهدت إسرائيل مواصلة عمليتها البرية في أقصى جنوب القطاع الذي بات على شفا مجاعة تحذر منها المنظمات الدولية وغالبية دول العالم.
وأمس الأحد، أبدت إسرائيل في إطار محادثات الهدنة انفتاحها على السماح بعودة نازحين فلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، في استجابة على ما يبدو لأحد المطالب الأساسية لحركة “حماس”.
وكثف الطرفان المتحاربان المفاوضات، بوساطة قطر ومصر، بشأن تعليق الهجوم الإسرائيلي لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح 40 من 130 رهينة ما زالوا محتجزين لدى الحركة المسلحة في غزة.
وتسعى “حماس” إلى استغلال أي اتفاق لإنهاء القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية. وتستبعد إسرائيل ذلك قائلة إنها ستستأنف في نهاية المطاف جهودها الرامية إلى تفكيك قدرات “حماس” الإدارية والعسكرية.
وتريد “حماس” أيضاً السماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع بعد أن فروا من مدينة غزة والمناطق المحيطة بها إلى الجنوب خلال المرحلة الأولى من الحرب المستمرة منذ ستة أشهر تقريباً.
17329811142707696.jpg
فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بالمباني السكنية بعد غارة جوية إسرائيلية في رفح (أ ب)
إسرائيل خففت من موقفها
ورفضت إسرائيل في البداية القيام بذلك. لكن مسؤولاً إسرائيلياً مطلعاً على محادثات الدوحة قال إن إسرائيل خففت من موقفها.
وأضاف المسؤول لوكالة “رويترز”: “نحن الآن على استعداد لمناقشة عودة بعض النازحين” من دون الخوض في تفاصيل بشأن الأرقام. وتكهنت وسائل إعلام إسرائيلية بأن العرض سيقتصر على النساء والأطفال لمنع دخول مسلحين يسعون لدعم رفاقهم الذين لا يزال الجيش الإسرائيلي يقاتلهم في أنحاء من مدينة غزة.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن إسرائيل وافقت أيضاً من حيث المبدأ على إطلاق سراح ما بين 700 و800 سجين فلسطيني مقابل إطلاق سراح الرهائن الـ 40.
ويبدو أن ذلك يلبي أحد المطالب المدرجة في مقترح “حماس”، وهو إطلاق سراح ما بين 700 و1000 سجين.
7009803410084641.jpg
الشرطة الإسرائيلية تعتقل رجلاً خلال احتجاج يدعو إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة (أ ب)
لكن المسؤول الإسرائيلي نبه أن أي قرار نهائي سيستند إلى عدد السجناء البارزين من الفصائل المسلحة الذين يقضون أحكاماً طويلة بسبب هجمات أسقطت قتلى.
وأدت خمسة أشهر ونصف شهر من الحرب المدمرة إلى وضع إنساني كارثي في قطاع غزة.
“التفوق العسكري”
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إن زيارته لواشنطن هذا الأسبوع ستتمحور حول الحفاظ على “التفوق العسكري” الإسرائيلي في الشرق الأوسط مع احتدام القتال في غزة.
ومن المقرر أن يلتقي غالانت نظيره الأميركي لويد أوستن وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين، في خضم توتر يسود العلاقات بين الحليفين بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو ستة أشهر ضد حركة “حماس”، على المدنيين.
وقال الوزير الإسرائيلي قبيل توجهه الأحد إلى الولايات المتحدة “خلال زيارتي، سأركز على الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل وعلى سبل تحقيق أهدافنا المشتركة: الانتصار على (حماس) وإعادة الرهائن إلى ديارهم”، وفق بيان أصدره مكتبه.