بغداد تريد العمل على تعاون عسكري ثنائي مع كل من دول التحالف كبديل عنه
السوداني خلال جولة للحوار بين العراق والتحالف الدولي لمحاربة “داعش” في الـ27 من يناير 2024 (حساب المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على منصة “إكس”)
أعلنت السلطات العراقية أمس الأحد استئناف المفاوضات مع واشنطن في شأن مستقبل التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”، مؤكدة أنها ستتم “بصورة دورية” بهدف إتمامها “بالسرعة الممكنة”، وذلك “طالما لم يعكر صفو المحادثات شيء”.
وأطلقت بغداد وواشنطن هذه المحادثات في أواخر يناير (كانون الثاني) في إطار “لجنة عسكرية عليا” مشتركة، لكنها علقت في الـ28 من يناير بفعل هجوم بطائرة مسيرة أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن على الحدود مع سوريا.
ومنذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) شنت فصائل مسلحة مرتبطة بإيران عشرات الهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة ضد القوات الأميركية وقوات التحالف لمكافحة تنظيم “داعش” في العراق وسوريا. ورداً على ذلك، شنت الولايات هجمات عدة ضد هذه الفصائل.
وذكر بيان صادر عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول أن “اللجنة العسكرية العراقية العليا” استأنفت “اجتماعاتها مع قوات التحالف الدولي في بغداد الأحد”، بهدف “تقدير الموقف العسكري ومستوى الخطر والبيئة العملياتية وقدرات القوات المسلحة العراقية”. وأضاف أنه سيتم “بناءً على هذه الاجتماعات صياغة جدول زمني لخفض مدروس وتدريجي، وصولاً إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمحاربة” تنظيم “داعش” و”الانتقال إلى علاقة ثنائية”.
وتابع البيان أنه “طالما لم يعكر صفو المحادثات شيء فإن الاجتماعات ستتواتر بصورة دورية لإتمام أعمال اللجنة بالسرعة الممكنة”.
اقرأ المزيد
- مطالبات بإنهاء مهمة “التحالف” عقب مقتل قيادي في “كتائب حزب الله” العراقي
- انطلاق محادثات “مستقبل التحالف” بين واشنطن وبغداد
- العراق وأميركا يتفقان على محادثات حول مستقبل “التحالف”
وتقول السلطات العراقية إنها تريد العمل على تعاون عسكري ثنائي مع كل من دول التحالف، كبديل عنه.
في المقابل، يبدو التحالف والولايات المتحدة أكثر حذراً في إشاراتهما بصورة غير مباشرة إلى أن هذه المحادثات قد تتطلب وقتاً. وفي إعلانه استئناف المحادثات الخميس في بيان، قال التحالف إن الهدف منها “تقييم التقدم الحاصل في مهمتنا المشتركة لهزيمة تنظيم “داعش”، ومناقشة التحول المستقبلي لمهمتنا”.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا المجاورة في إطار التحالف الدولي الذي أنشئ في عام 2014 لمكافحة تنظيم “داعش”. وتشارك دول عدة في هذا التحالف مهمتها حالياً تقديم المشورة والدعم للقوات العراقية ومنع ظهور التنظيم من جديد.
ومنذ منتصف أكتوبر تعرضت القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوماً في انعكاس مباشر للحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وتبنى معظم تلك الهجمات ما يسمى “المقاومة الإسلامية في العراق” التي تضم مقاتلين في فصائل موالية لإيران. وتقول الفصائل إن هجماتها تأتي تضامناً مع غزة وضد الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها مع “حماس”.