محافظ كربلاء يطيح أشجار الميلاد… و”الحشد” سيعلق عليها صور “الشهداء” (صور)

1

إزالة شجرة ميلاد في كربلاء.

 شنّ محافظ كربلاء نصيف الخطابي حملة غير مسبوقة ضد مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة، شملت إزالة أشجار الميلاد من شوارع المدينة، فيما تستعد قوات الحشد الشعبي، التي تضم فصائل مسلحة عديدة، إلى إقامة شجرة ميلاد كبيرة وسط بغداد “ستحمل صور القادة الشهداء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وكذلك شهداء الحشد الشعبي وفلسطين”، وفقاً لتصريح المسؤول عن الفعالية. وتضيء الأحداث الأخيرة على تباين لدى السلطات العراقية في التعامل مع ملف الحريات والموقف من “هوية الدولة” والمناسبات غير الإسلامية، فبينما اعتبر الخطابي وجود أشجار الميلاد “أمراً دخيلاً لا يليق بالمدينة المقدسة” لم يجد الحشد الشعبي مانعاً من استخدام شجرة الميلاد لاستذكار شخصياته.    

    وتقع كربلاء إلى الجنوب من بغداد بنحو 100 كم، وتضم ضريحَي الإمام الثالث لدى المسلمين الشيعة الحسين، وأخيه العباس، وتشهد المدينة فعاليات شبابية ومدنية عديدة، وكانت إحدى المحافظات الرئيسية في تظاهرات تشرين الأول 2019، لكنها شهدت أيضاً موجة اغتيالات واعتقالات ضد الشخصيات المدنية، لم تعلن السلطات المحلية نتائج التحقيقات بشأنها.  وسمحت السلطات المركزية في بغداد، والمحلية في كربلاء، باستيراد أشجار الميلاد وبيعها ونصبها قبل أن يظهر المحافظ في الفيديو المتداول أمس الأول، وهو يوبخ المسؤول عن أحد المطاعم بسبب وضعه شجرة ميلاد.    

 وقال شهود عيان صباح اليوم، إن فرقاً وسيارات حكومية، تجولت في شوارع المدينة اليوم، بحثاً عن أشجار الميلاد، وقامت بمصادرتها أو تحطيمها. ومنذ عام 2019، حين أصدر البرلمان العراقي قراراً بحل مجالس المحافظات والإبقاء على المحافظين، استثمر المحافظون، ومن بينهم الخطابي، غياب “الإزعاج الرقابي” الذين كانت تتسبب به غالباً مجالس المحافظات، وأطلقوا مشاريع خدمية لتبليط الشوارع وتزيينها، الأمر الذي رفع شعبية كثيرين منهم، وانعكس على نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة. فقد تصدر محافظ كربلاء نتائج التصويت وحصد أكثر من نصف مقاعد المجلس، وهو ما سيمكنه من الحصول على ولاية جديدة في منصبه إذا لم يواجه عراقيل قانونية أو سياسية.   

  وعام 2017، شهدت كربلاء نصب أكبر شجرة ميلاد بطول 8 أمتار، فيما قيل حينها أنه “رسالة للتعايش”، ولم يسبق أن وجّه المحافظ الذي يتولى شؤون كربلاء منذ 4 سنوات، بأوامر مماثلة، لكن الحملة التي أطلقها ضد أشجار الميلاد، قد تستهدف على الأرجح رفع شعبيته لدى الأوساط المتشددة، وتضمن له مؤيدين لتجديد الولاية، غير أنها أيضاً ستثير انتقادات من أوساط كربلائية أخرى مثل شريحة الشباب التي تطالب بمزيد من الانفتاح في المدينة. أما في بغداد، فتستعد هيئة الحشد الشعبي لإطلاق أسبوع يستذكر اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد جمال جعفر (أبو مهدي المهندس)، حيث تتولى الكوادر الهندسية نصب شجرة ميلاد كبيرة في ساحة التحرير وسط بغداد. ويقول المنظمون إنهم يستعدون لرفع صور “القادة الشهداء” على الشجرة، ضمن أسبوع استذكاري، يبدأ في الخامس من كانون الثاني (يناير)، أي بعد يومين من موعد الذكرى الرابعة لاغتيال الشخصيتين في حادثة مطار بغداد. 

التعليقات معطلة.