لا تستعجل… فقد يكون الرزق مؤجلاً، والخير مؤجلاً، والسعادة مؤجلة، بل حتى الراحة قد تنتظر موعدها المقدر، ففي زحمة الأيام، تظن أن القليل الذي تملكه هو النهاية، لكن ربما الغد يحمل لك أجمل الفصول، لا تسرع بخطاك نحو ما تعتقد أنه ضائع، فربما يكون في التأجيل حكمة لم تكتشفها بعد.
كن واثقًا أن الله لا يختار لك إلا ما فيه الخير، ولو بدا لك العكس في بعض اللحظات، فالأيام يدور بها الله كما يدور الفلك في السماء، يرفع ويخفض، يمنح وينزع، يختبر ويثيب. الحياة ليست سوى امتحان طويل، ومواقف صعبة تمر بها لتكون أقوى، فلا تحزن حين يصيبك مكروه، فبعد العسر باليقين يجيء اليسر، وبعد السواد تتفتح أزهار النور.
كل تأجيل في حياتك ليس رفضًا، بل هو إشارة إلى أن الأفضل قادم، كل انتظار، مهما طال، يحمل في طياته وعدًا بفرح أعظم، وأبواب لم تُفتح بعد، تذكر أن الصبر مفتاح الفرج، وأن النعم التي تنتظرها قد تكون أقرب مما تتصور، لكنها تحتاج إلى وقت لتنضج.
لا تجعل استعجالك يفسد لحظاتك، ولا تستعجل لأن الخير لا يمر من أمامنا مرتين، الحياة تضعنا أمام مفترقات طريق، ونحن وحدنا من نختار الصبر على الطريق الصحيح، فلتكن ثقتك بالله كبيرة، وإيمانك بأن غدًا يحمل لك أجمل من اليوم أكبر.
لا تستعجل الرزق، ولا تستعجل السعادة، ولا تستعجل الراحة، فكل شيء بوقته جميل، وكل تأجيل فيه حكمة، وكل انتظار فيه خير، وكل غد يحمل مفاجأة تنتظرك.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.