ظهرت دراسة أجراها باحثون في استراليا ان 33 الى 45 في المئة من البالغين ينامون نوماً مضطرباً أو لا يأخذون قسطاً كافياً من النوم في غالبية الليالي.
وقالت خبيرة التغذية لي هولمز ان قلة النوم يمكن ان تكون شديدة الضرر على المعدة مشيرة الى وجود علاقة قوية بين البكتريا التي تستوطن المعدة ونوعية النوم.
وأوضحت هولمز في حديث لصحيفة الديلي ميل ان الاخلال بالايقاع السيركادي يمكن ان يؤثر سلباً على بكتريا المعدة ويمتد هذا الضرر ليشمل العلاقة بين المعدة والدماغ.
وبحسب هولمز فان التوازن غير الصحي لبكتيريا المعدة يمكن ان يزيد شعورنا بالألم ويجعلنا نتألم أكثر لفترات أطول من الزمن. ولهذا السبب فان النوم ساعات كافية يقلل الشعور بالألم من خلال تحسين قنوات التواصل بين المعدة والدماغ.
كما ان النوم ضروري لصحتنا وأداء اعمالنا اليومية. فالخلايا والمعدة مثل السيارة تحتاج الى التوقف عن العمل للاستراحة والتزود بالوقود والنوم هو وقت استراحتنا واستعادة طاقتنا وترميم خلايانا. وأظهرت دراسات ان المعدة تتحكم بالهرمونات والمرسلات العصبية الضرورية لتنظيم النوم.
وقالت هولمز ان الأمعاء تنتج وتفرز هرمون سيروتونين وهرمون دوبامين اللذين يؤثران في مزاجنا وانماط نومنا. ومع اقتراب وقت الليل يرتفع مستوى السيروتونين ويرسل اشارة الى الدماغ لزيادة هرمون الميلاتونين الذي يتحكم بدورات الاستيقاظ والنوم.
كما ان قلة النوم تسبب الرغبة في الأكل. فبعد فترة من الحرمان من النوم يبحث الدماغ عن “مكافآت” في شكل بطاطا مقلية وبيتزا وتشوكولاته وغيرها. بالاضافة الى كل ما ورد ذكره أعلاه فان قلة النوم تجعل الشخص المنهَك بسبب ذلك عرضة للحوادث وتعرقل حسن تقديره وتزيد احتمالات الخطأ في العمل واتخاذ قرارات سيئة.
كما ان قلة النوم تضعف التنسيق بين اليد والعين ولهذا السبب تساهم في حوادث الطرق والاصابات في العمل.
ويخل الحرمان من النوم بعمل هرمونات في الجسم تتحكم بالشهية ويزيد احتمالات البدانة في منتصف العمر. ومن الآثار الجانبية الأخرى لقلة النوم إضعاف جهاز المناعة وزيادة تعرض الجسم للمرض.
ويمكن ان يسبب الحرمان من النوم تورم العين واحمرارها وتراخي الجلد وسرعة شيخوخته وتناقص مرونته وشحوب الوجه وانتفاخ العينين. لذا ينصح الخبراء بالاسترخاء في المساء وإراحة الدماغ من مشاغل النهار بما يشير الى الدماغ والجسم بأن الوقت حان للخلود الى النوم. ويمكن ارسال مثل هذه الاشارات ببعض الخطوات مثل إطفاء الكومبيوتر والهاتف والاستماع الى موسيقى هادئة والتوقف عن الأكل بعد وجبة العشاء.
