شفق نيوز – بغداد
أعلن مرصد إيكو عراق، يوم السبت، عن تأخر رواتب نحو 1300 موظف عراقي في شركة “لوك أويل” الروسية منذ ستة أسابيع، بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على الشركة.
وقال المرصد في بيان صحفي إن “الموظفين العراقيين العاملين في شركة (لوك أويل) بحقل غرب القرنة 2 بالبصرة، نحو 1300 موظف يواجهون أزمة تأخير في صرف رواتبهم منذ أكثر من شهر ونصف”، مبينًا أن “هذا التأخير جاء نتيجة القيود المالية المرتبطة بالعقوبات الأميركية على الشركة الروسية”.
وأوضح أن “الموظفين اعتادوا تسلم رواتبهم بين يومي 22 و25 من كل شهر عبر مصرفي بغداد والأهلي”، مشيراً إلى أنهم “تسلموا هذه المرة كشف الراتب (بودرة الراتب) عبر البريد الإلكتروني فقط، من دون أي تحويل بنكي”.
وأكد المرصد أن “فريقه تواصل مع الشركة الروسية وأرسل استفسارات عبر البريد الإلكتروني حول أسباب التأخير، إلا أنه لم يتلق أي رد حتى الآن”.
وكانت وكالة “رويترز” قد أفادت، يوم الاثنين في العاشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بأن شركة لوك أويل الروسية للنفط أعلنت حالة القوة القاهرة في حقل غرب القرنة-2 العملاق بالعراق، بعد تعطل عملياتها بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على الشركة.
وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات على شركة “لوك أويل”، ثاني أكبر شركة نفط في روسيا، الشهر الماضي.
وشهد حقل غرب القرنة 2 في محافظة البصرة، يوم الأربعاء الماضي، حالة من القلق بين العاملين العراقيين، بعد إعلان الشركة المشغّلة حالة الظروف القصوى أو القوة القاهرة (Force Majeure)، بسبب ضغوط مالية وعقوبات دولية تواجهها، وهو ما انعكس على تأخر صرف رواتب العاملين عن موعدها القانوني خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط مخاوف من تأثير الأزمة على مستقبل الحقل وضمان حقوق الموظفين المحليين.
وقال عددٌ من العاملين، لوكالة شفق نيوز، إنه “منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لم تُصرف رواتبنا في موعدها المحدد، ومع إعلان الشركة المشغّلة حالة القوة القاهرة زادت مخاوفنا بشأن استمرار العمل وضمان حقوقنا”.
وأضافوا: “نحن نؤدي مهامنا اليومية بكامل التزامنا المهني، ونحرص على استمرار الإنتاج وفق أعلى معايير السلامة والجودة، إلا أننا نواجه مخاوف حقيقية تتعلق بتكرار تأخير الرواتب دون أي ضمانات واضحة، واحتمال بيع أو تحويل ملكية الحقل وعدم وضوح مصير العاملين، فضلاً عن غياب أي تطمين رسمي من قبل الشركة المشغّلة وشركة نفط البصرة”.
وتابع العاملون، حديثهم: “نخشى من فقدان وظائفنا أو تعديل عقودنا في حال استبدال المشغّل الحالي، لذلك نطالب وزارة النفط بتوضيح موقفها من تأخير الرواتب بعد إعلان القوة القاهرة، والإجراءات التي تتخذها لمنع تكرار ذلك، إضافة إلى ضمان حماية حقوق الموظفين العراقيين في حال بيع الحقل أو تغيير المشغّل، بما يشمل الرواتب والدرجات الوظيفية والخدمة والإجازات ومكافآت نهاية الخدمة”.
ويشهد حقل غرب القرنة 2 في البصرة، حالة من الغموض بعد تداول أنباء بشأن إعلان شركة لوك أويل الروسية حالة القوة القاهرة، وسط مخاوف من توقُّف الإنتاج، لاسما وانها تأتي هذه التطورات في ظل العقوبات الغربية التي تضرب الشركة الروسية.
ويبلغ إنتاج حقل غرب القرنة 2 نحو 480 ألف برميل يوميا في المتوسط، موزعة بين مكمنَي المشرف واليمامة، إذ ينتج الأول نحو 450 ألف برميل، بينما يسهم الثاني بـ30 ألف برميل، ويُقدر أن مكمن المشرف وحده يمثّل قرابة 10% من إنتاج النفط العراقي.
ويُعد غرب القرنة 2 من أكبر الحقول في العراق والعالم، وتسهم طاقته الإنتاجية المرتفعة في تعزيز مكانة بغداد بسوق النفط العالمية، ويُعوَّل عليه لدعم مستهدفات زيادة إنتاج البلاد إلى 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027.
وفي تشرين الثاني، نوفمبر 2023، وقعت لوك أويل اتفاقية تكميلية لعقد تطوير وإنتاج النفط في حقل غرب القرنة 2، نصّت على تمديد عقد الخدمة حتى عام 2045.

