تستعد أوكرانيا لهجوم مرتقب ضد القوات الروسية وتنتظر المساعدات الأميركية والأوروبية (أ ف ب)
أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.2 مليار دولار لتعزيز دفاعاتها الجوية وتزويدها بذخيرة مدفعية إضافية.
وتستعد أوكرانيا لهجوم مرتقب ضد القوات الروسية، لكن الحزمة تأتي عبر مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية التي توفر تمويلات لشراء معدات من الشركات الدفاعية أو من دول شريكة بدلاً من توفيرها من المخزونات الأميركية، مما يجنب استنزافها، لكنه يعني أن المساعدة ستستغرق وقتاً أطول للوصول إلى ساحة المعركة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إنها تواصل دعم كييف “من خلال الالتزام بقدرات مهمة على المدى القريب مثل أنظمة الدفاع الجوي والذخائر مع بناء قدرات القوات المسلحة الأوكرانية للدفاع عن أراضيها وردع العدوان الروسي على المدى الطويل”.
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمساعدة الجديدة، قائلاً عبر “تويتر”، “إننا نقدر مؤشر التضامن مع أوكرانيا الذي جاء في يوم رمزي بالنسبة إلينا (يوم أوروبا ويوم الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية)”، وأضاف “معاً نتجه نحو نصر جديد”.
وتشمل الحزمة أنظمة دفاع جوي وذخائر غير محددة، إضافة إلى معدات لتحقيق تكامل بين الأنظمة الغربية والمعدات الأوكرانية الحالية ومعظمها سوفياتية الصنع.
وأدت الدفاعات الجوية الأوكرانية دوراً رئيساً في مواجهة الهجوم الروسي ومنعت القوات الروسية من السيطرة على الأجواء وساعدت في حماية البلاد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة.
وكشفت وثائق أميركية سرية يشتبه في أن عنصراً من الحرس الوطني الأميركي سربها أواخر فبراير (شباط) الماضي عن وجود نقص في ذخائر الأنظمة السوفياتية التي تشكل جزءاً كبيراً من الترسانة الدفاعية الأوكرانية متوسطة وبعيدة المدى.
ويعمل حلفاء كييف على تعزيز دفاعاتها الحالية بمزيج من أحدث الأنظمة مثل باتريوت وناسامس، إضافة إلى معدات أقدم.
كما تتضمن الحزمة الأميركية الجديدة ذخيرة لمنظومات مضادة للطائرات المسيّرة وقذائف مدفعية من عيار 155 ملم وخدمات صور أقمار اصطناعية تجارية.
وترفع الحزمة الأخيرة إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي إلى أكثر من 36 مليار دولار.
الذخيرة الأوروبية
ودعا زيلينسكي الاتحاد الأوروبي إلى تسريع تسليم الذخيرة ورفع القيود “غير المقبولة” على صادرات الحبوب وبدء مفاوضات الانضمام، وذلك لدى استقبال رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف التي وصلت إليها صباحاً بالقطار للاحتفال بـ”يوم أوروبا” وإظهار دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، علماً أنها استقبلت بكييف في اليوم الذي احتفلت فيه موسكو بالنصر على ألمانيا النازية.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع فون دير لاين “لقد حان الوقت منذ فترة طويلة لإزالة هذا الغموض السياسي المصطنع في العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي”، وأضاف أن “الوقت حان لاتخاذ قرار إيجابي في شأن بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا” إلى التكتل.
وتطالب أوكرانيا منذ أعوام بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) وكثفت طلباتها لدى بروكسل منذ الهجوم الروسي، معتبرة ذلك الضمان الحقيقي الوحيد لأمنها ضد موسكو.
ومنح الاتحاد الأوروبي كييف وضع المرشح الرسمي في يونيو (حزيران) 2022، لكنه يدعو إلى مواصلة الإصلاحات بما في ذلك مكافحة الفساد، وعلى الدول الأعضاء اتخاذ قرار في شأن بدء مفاوضات الانضمام بالإجماع بناء على اقتراح المفوضية.
وقالت فون دير لاين إلى جانب زيلينسكي “تحارب أوكرانيا من أجل مُثل أوروبا العليا التي نحتفي بها اليوم. في روسيا دمر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ونظامه هذه القيم. والآن يحاولون تدميرها هنا في أوكرانيا”.
وذكّرت في وقت تستعد كييف لهجوم مضاد جديد بأن “المعتدي فشل فشلاً ذريعاً. تصدت أوكرانيا للهجوم وردت عليه بنجاح”.
في سياق هذا الهجوم المضاد الذي يمكن أن تكون أولى خطواته قائمة، شكر زيلينسكي فون دير لاين على القرار الأوروبي بتزويد أوكرانيا “مليون قذيفة”، لكنه شدد على ضرورة تسليمها بسرعة أكبر.
وقال “إننا نحتاج إليها في ساحة المعركة” قبل أن يطرح موضوع القيود الأوروبية على الصادرات الزراعية الأوكرانية الذي أثار توتراً بين أوكرانيا والدول المجاورة لها.
وصرح زيلينسكي إلى الصحافيين بأن “أي قيود على صادراتنا غير مقبولة إطلاقاً الآن لأن ذلك يعزز قدرات المعتدي الروسي”.
وإذ ندد بـ”الإجراءات الحمائية الصارمة وحتى القاسية”، أعرب الرئيس الأوكراني عن “خيبة أمله” ودعا إلى “إلغاء جميع القيود في أسرع وقت ممكن”.
وكانت خمس دول (بولندا وسلوفاكيا والمجر وبلغاريا ورومانيا) تبنت تدابير لحماية أسواقها من تدفق الحبوب الأوكرانية، مما تسبب في هبوط الأسعار الذي يهدد المزارعين المحليين.
واعتبرت بروكسل التي كانت علقت في مايو (أيار) 2022 لمدة عام الرسوم الجمركية على المواد الغذائية الأوكرانية، هذه القيود “غير مقبولة” في خضم الحرب.
على رغم هذه التوترات، توصلت المفوضية الأوروبية إلى اتفاق في نهاية أبريل (نيسان) الماضي بين الأطراف المعنية لضمان عبور الحبوب الأوكرانية، لا سيما إلى دول ثالثة، وهو عنصر حاسم لكييف.
واعتبرت فون دير لاين أن الوضع “صعب” وقالت “الأولوية الفورية حالياً هي أن تتم عملية نقل الحبوب بشفافية وبأقل سعر ممكن”، وتابعت “هذا يتطلب تعاوناً وثيقا جداً بين مختلف الأطراف”، معلنة إنشاء “منصة تنسيق”.
وفي الأسابيع المقبلة من المقرر أن تصدر المفوضية الأوروبية رأياً موقتاً حول تقدم كييف تمهيداً لفتح مفاوضات الانضمام قبل نشر تقرير رسمي في أكتوبر (تشرين الأول).
ولئن وعد الغربيون أوكرانيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تقدر بروكسل أن المحادثات ستستغرق ستة إلى عشرة أعوام بعد افتتاحها في حين تريد كييف انضماماً أسرع بكثير.
وصوت النواب الأوروبيون على تسريع النظر في قانون يعزز إنتاج الذخيرة في أوروبا لتصل قيمتها إلى 500 مليون يورو (550 مليون دولار) في ظل الجهود لإمداد أوكرانيا.
وقال أعضاء في البرلمان الأوروبي ومسؤولون في المفوضية الأوروبية إن هذا القرار سيسمح بأن يصبح التشريع الجديد (المسمى قانون دعم إنتاج الذخيرة) سارياً بحلول نهاية العام.
ويأتي اقتراح الإنفاق الذي قدمته المفوضية في وقت يسعى الاتحاد إلى تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية على مدى الأشهر الـ12 المقبلة، لتضاف إلى تدفق الشحنات العسكرية.
ولكن نقل مثل هذه الكميات الكبيرة من الذخائر إلى أوكرانيا أدى إلى استنفاد المخزونات في ترسانات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مما خلق الحاجة إلى قانون جديد لإنتاج الذخيرة.
وقالت فون در لاين خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس زيلينسكي في كييف إن قانون دعم إنتاج الذخيرة “سيساعد الدول الأعضاء على تسريع الإنتاج وسيسرع تسليم الذخيرة من أجل تلبية حاجات أوكرانيا وحاجات الدول الأعضاء”.
ويدعو مشروع القانون إلى الاستفادة من صندوق الدفاع الأوروبي ومن آلية أخرى اقترحت المفوضية إنشاءها بموجب اقتراح في يوليو (تموز) 2022 تسمى “تعزيز صناعة الدفاع الأوروبية من خلال قانون المشتريات المشترك”.
وستطلب مشاركة الدول الأعضاء في تمويل خطوط إنتاج الذخيرة الجديدة التي تصنع قذائف هاوتزر والصواريخ وتكثيف إنتاج البارود وتجديد الذخيرة القديمة.
ودعت أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي، أي حزب الشعب الأوروبي (EPP) الذي تنتمي إليه فون دير لاين، إلى أن يتخطى الإجراء التشريعي اللجنة البرلمانية المعتادة لتسريع اعتماده “بشكل عاجل”.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة التايمز الثلاثاء أن بريطانيا ستصنف مجموعة “فاغنر” الروسية منظمة إرهابية رسمياً لزيادة الضغط على روسيا.
انتقادات متبادلة بين الصين وألمانيا
تبادلت الصين وألمانيا انتقادات لاذعة الثلاثاء على خلفية الحرب في أوكرانيا، ففي حين حذرت بكين الاتحاد الأوروبي من عقوبات تستهدف شركاتها، قالت برلين إن “الحياد” في النزاع يعني الانحياز إلى روسيا.
في اجتماعهما الثاني خلال شهر، تبادل وزيرا خارجية البلدين تشين غانغ وأنالينا بيربوك مراراً الانتقادات حول مسؤوليات القوى الكبرى على الساحة الدولية.
وحذر تشين مجدداً الاتحاد الأوروبي من فرض إجراءات عقابية على الشركات الصينية على خلفية النزاع في أوكرانيا، قائلاً إن بكين ستتخذ تدابير لحماية مصالحها.
وفي إشارة إلى نقاشات داخل الاتحاد الأوروبي حول قيود محتملة على ثماني شركات صينية، قال تشين إنه إذا تم اتخاذ إجراء عقابي فإن “بكين سترد أيضاً بالشكل المناسب لكي تحمي المصالح المشروعة للشركات الصينية”.
وأضاف أن “الصين والشركات الروسية تربطهما علاقة طبيعية، علاقة تعاون. يجب ألا يتأثر هذا النوع من التعاون الطبيعي”. وشدد تشين غانغ الذي يجري جولة أوروبية ستقوده أيضاً إلى فرنسا والنرويج على أن بلاده “تعارض بشدة” فرض دول أخرى لوائحها الخاصة أو اتخاذ إجراءات أحادية الجانب ضدها.
ويعقد سفراء الاتحاد الأوروبي غداً الأربعاء اجتماعاً لبدء محادثات حول الحزمة الـ11 من العقوبات على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا. وضمن الحزمة، أوصت المفوضية الأوروبية بوقف صادرات التكنولوجيا الحساسة لثماني شركات صينية للاشتباه في أنها تبيعها لروسيا، بحسب وثيقة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.
يريد الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات صارمة ضد إعادة تصدير دول ثالثة تكنولوجيا حساسة يمكن أن تستخدمها روسيا في ساحة المعركة مثل الرقائق الدقيقة.
وامتنعت بيربوك عن مناقشة إجراءات محددة من الممكن أن يتخذها الاتحاد ضد الصين، لكنها قالت إن التكتل يريد ضمان أن العقوبات الحالية ضد روسيا “لا يتم تقويضها بطريقة ملتوية” عبر دول ثالثة. وأضافت “الأمر أكثر أهمية عندما تحصل شركات الأسلحة الروسية على سلع ذات صلة بالحرب”، وتابعت “نتوقع من جميع الدول، ونتوقع أيضاً من الصين، أن تستخدم نفوذها على شركاتها لتحقيق هذه الغاية”.
لكن تشين شدد على أن بكين دفعت دائماً في اتجاه “حوار سلمي” لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قائلاً إنها لا تريد “صب الزيت على النار” عبر التدخل المفرط. وكشف عن أن بلاده سترسل مبعوثاً خاصاً إلى أوكرانيا في شأن هذه المسألة وحض ألمانيا على بذل مزيد من الجهود للدفع في اتجاه وقف إطلاق النار وإجراء محادثات سلام.
لكن بيربوك حثت بكين على اتخاذ موقف واضح ضد روسيا محذرة من أن الحياد في الحرب يعني الوقوف إلى جانب موسكو. وقالت الوزيرة الألمانية إن “الحياد يعني الوقوف إلى جانب المعتدي، ولهذا السبب مبدأنا الأساسي هو توضيح أننا نقف إلى جانب الضحية”.
وحذر تشين من أن ألمانيا باعتبارها أكبر اقتصاد في أوروبا ستدفع ثمناً باهظاً إذا سعت إلى “فك الارتباط” مع الصين، أو النأي بنفسها اقتصادياً عن العملاق الآسيوي بسبب “خلافات” سياسية.
وفي خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوروبي في وقت سابق الثلاثاء أقر المستشار الألماني أولاف شولتز بأن “الخصومة والمنافسة من جانب الصين ازدادتا بالتأكيد”. وأيد شولتز موقف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن هناك حاجة إلى “إزالة الأخطار” الصينية على أوروبا بدلاً من الخط الأكثر صرامة الذي تدعو إليه الولايات المتحدة.
ماذا حدث للسفير الروسي في بولندا؟
منع ناشطون موالون لأوكرانيا السفير الروسي في بولندا سيرغي أندرييف من وضع أكاليل على ضريح الجنود السوفيات في وارسو الثلاثاء الذي يصادف احتفالات روسيا بنصرها على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وفق ما ذكر صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية.
وعند مدخل الضريح أقام عشرات النشطاء مجسماً فنياً يضم مئات الأعلام الأوكرانية والصلبان التذكارية للأوكرانيين الذين قتلوا خلال الحرب الروسية على، إضافة إلى نماذج لأبنية سكنية دمرها القصف الروسي الذي طاول مختلف المدن الأوكرانية.
وواجه نشطاء أندرييف الذي حاول وضع إكليل من الزهور على الضريح وأرغم على وضعه عند مدخل الموقع.
وقال أندرييف “كما ترون نواجه اضطراباً واضحاً للنظام العام. للأسف للمرة الثانية لم نتمكن من وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري المخصص للجنود السوفيات الذين سقطوا هنا في الحرب ضد الفاشية”.
والعام الماضي كان السفير أندرييف أيضاً هدف احتجاجات في المكان نفسه بعدما ألقى ناشطون مادة حمراء على الدبلوماسي.
وقالت فيكتوريا بوغريبنياك الناشطة في منظمة “يورومايدان” الموالية لأوكرانيا لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهدف من الاحتجاج هو “إظهار نتائج الحرب الروسية على أوكرانيا”. وأضافت “بالطبع سيحاولون إظهار أنهم ما زالوا يحاربون الفاشية (…) الواقع أنهم هم من أعادوا إحياء الفاشية وأعطوها اسماً جديداً”.
كما دعا نشطاء المنظمة المذكورة بولندا إلى طرد السفير الروسي. وقالت بوغريبنياك “بالطبع، لا يمكننا المطالبة بأي شيء، يمكننا فقط أن نسأل لكن طلبنا هو أن يطرد الدبلوماسيون الروس من بولندا، من العالم المتحضر لأن مكانهم لم يعد هنا”.
زابوريجيا تتدهور
أفادت مجموعة “فونكه” الإعلامية بأن الوضع في زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، آخذ في التدهور.
وقالت “إنرجوتوم”، الشركة الحكومية المشغلة للمحطة، إن روسيا ترسل مزيداً من القوات والمركبات العسكرية إلى موقع المحطة.
وصرح رئيس الشركة بترو كوتين إلى “فونكه” بأن “وضع المعدات والأفراد يتدهور”.
تعطيل برنامج تجسس روسي
أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء أنها عطلت برمجية “معقدة” استخدمتها الاستخبارات الروسية مدى عقدين للتجسس في 50 دولة من بينها دول أعضاء في “ناتو”.
وقالت الوزارة إن مكتب التحقيقات الفيدرالي حيد برمجية “سنايك” أو “يوروبوروس” من خلال التلاعب بشيفراتها.
مقتل صحافي في قصف بشرق أوكرانيا
لقي منسق خدمة الفيديو في أوكرانيا بوكالة الصحافة الفرنسية أرمان سولدين حتفه في قصف بالقرب من تشاسيف يار في شرق أوكرانيا، وفق ما أفاد صحافيون في الوكالة شهدوا الحادثة.
ووقع القصف قرابة الساعة 16.30 بالتوقيت المحلي (13.30 ت غ) بالقرب من بلدة تشاسيف يار غير البعيدة من باخموت التي تستهدفها القوات الروسية يومياً، وتعرض أفراد فريق وكالة الصحافة الفرنسية لنيران صواريخ غراد أثناء وجودهم مع مجموعة من العسكريين الأوكرانيين.
قُتل سولدين البالغ 32 سنة عندما سقط صاروخ بالقرب من المكان الذي كان يحتمي فيه، ولم يصب سائر أعضاء فريق الوكالة بأذى.
وقال رئيس مجلس إدارة وكالة الصحافة الفرنسية فابريس فريس “الوكالة بأكملها حزينة لفقدان أرمان”. وأضاف فريس “مقتله تذكير رهيب بالأخطار التي يواجهها الصحافيون كل يوم أثناء تغطية النزاع في أوكرانيا”.
ولد سولدين في سراييفو ويحمل الجنسية الفرنسية، وبدأ العمل متدرباً في مكتب الوكالة في روما عام 2015 قبل أن يتم تعيينه في لندن. وكان ضمن أول فريق أرسلته وكالة الصحافة الفرنسية إلى أوكرانيا بعد بدء الهجوم الروسي ووصل في اليوم التالي لبدء الحرب.
عاش سولدين في أوكرانيا منذ سبتمبر (أيلول) وقاد تغطية الفريق الاستثنائية وسافر بانتظام إلى خط المواجهة في الشرق والجنوب.
برحيل سولدين، يرتفع عدد الصحافيين والمساعدين والسائقين الذين قتلوا أثناء تغطيتهم الحرب في أوكرانيا إلى 11 في الأقل، وفق “مراسلون بلا حدود” و”لجنة حماية الصحافيين”.
وقال مدير الأخبار في وكالة الصحافة الفرنسية فيل شتويند في بيان “عمل أرمان الرائع لخّص كل ما جعلنا فخورين للغاية بتغطية الوكالة في أوكرانيا”.
وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”شجاعة” سولدين مؤكداً أنه يشاطر “أقرباءه ورفاقه الألم”. وجاء في تغريدة أطلقها ماكرون “صحافي وكالة الصحافة الفرنسية وأحد مواطنينا أرمان سولدين قُتل في أوكرانيا. بشجاعة ومنذ الساعات الأولى للنزاع كان عند الجبهة لتوثيق الحقائق”.
بدورها، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار على أن “العالم مدين لأرمان” سولدين، ولـ”عشرة مراسلين وموظفين آخرين في وسائل إعلام قضوا” في النزاع. وأبدت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية التضامن مع “عائلة أرمان سولدين الذي خسر حياته اليوم على خط جبهة الحرب في أوكرانيا ومع زملائه”، مضيفة “الصحافة هي أحد أسس المجتمع الحر”.