اخبار سياسية

مساعٍ عراقية للتقريب بين واشنطن وطهران

السوداني قال إن العلاقة مع دول التحالف الدولي «لن تنتهي»

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (يسار) يتحدث خلال مؤتمر صحافي إلى جانب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (إ.ب.أ)
بغداد: حمزة مصطفى

قال رئيس الحكومة العراقية إن الإعلان عن موعد انسحاب قوات «التحالف الدولي» من البلاد سيكون خلال مؤتمر دولي عن مكافحة تنظيم «داعش»، فيما أكد «مساعي جدية للتقريب بين الإيرانيين والأميركيين».

ونقلت «بلومبيرغ» عن السوداني، أن «العراق لا يحتاج إلى قوات أجنبية، لأنه انتقل من عهد الحروب إلى الاستقرار».

وقال السوداني: «مبرر وجود القوات الأجنبية لم يعد موجوداً، وتنظيم (داعش) لا يمثل تحدياً حقيقياً للبلاد».

وأرجع تأجيل الإعلان عن موعد انسحاب «التحالف الدولي»، الشهر الماضي، إلى «الحرص على عدم خلط الأوراق وإحداث سوء فهم سياسي». وأوضح أن «الإعلان سيكون قريباً، خلال مؤتمر دولي عن محاربة (داعش) سيشارك فيه العراق».

وكان وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي قد صرح في وقت سابق من الشهر الحالي لتلفزيون «الحدث» أن القوات الأميركية ستخرج بحلول 2026.

وقبل أسبوعين، نقلت «رويترز» عن مصادر مطلعة، أن بغداد وواشنطن توصلتا إلى تفاهم حول خطة انسحاب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من الأراضي العراقية.

وقبل ذلك، كانت الخارجية العراقية قد أعلنت تأجيل المفاوضات على خلفية «تطورات»، في إشارة إلى تعرض قاعدة «عين الأسد» لقصف أسفر عن إصابة جنود أميركيين.

ومن المفترض أن تتحول العلاقة الثنائية بين العراق وأميركا وبقية دول التحالف الدولي إلى «التدريب وتبادل الخبرات والمعلومات مع القوات الأمنية العراقية».

وقال السوداني، إن «إنهاء مهمة التحالف الدولي لا يعني إنهاء علاقته بالعراق، بل هناك محادثات مع دول التحالف لبناء علاقات أمنية مستدامة وروابط اقتصادية وثقافية».

ورغم ذلك، أعرب نواب أميركيون عن عدم ارتياحهم لخروج عسكري كامل، قائلين إن ذلك قد يسمح لتنظيم «داعش» بإعادة تنظيم صفوفه أو بزيادة نفوذ الجارة الإيرانية داخل العراق.

قوة من «الحشد الشعبي» تجري دورية في صحراء جنوب الموصل قرب الحدود السورية (أ.ف.ب)
العراق وإيران وأميركا
سياسياً، أكد السوداني أن «فهم العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران قائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل»، لكنه قال: «إيران كانت داعمة للعملية السياسية ومساندة لبغداد في هزيمة (داعش)».

ولفت إلى أن «العراق الدولة الوحيدة التي لديها ‏علاقات ثنائية متميزة مع إيران والولايات المتحدة، ومن خلالها يسعى العراق إلى تقريب وجهات النظر بين البلدين».

وأكد أن الحكومة العراقية «ترفض تصرفات دول تربك الوضع الأمني في العراق والمنطقة، هذه استراتيجيتنا في التعامل».

وأوضح السوداني أن العراق سيحترم إرادة الناخبين الأميركيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسينتظر من إدارة البيت الأبيض الجديدة تنفيذ اتفاق التعاون الاستراتيجي المبرم بين البلدين.

وقال سياسي عراقي مقرب من رئيس الحكومة، إن تصريحات الأخير بشأن انسحاب التحالف الدولي «رسالة مباشرة وواضحة للأطراف المحلية، لا سيما الفصائل المسلحة، التي تنخرط في التوتر المرتبط بالوجود الأميركي».

ورأى السياسي، في حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن السوداني أوضح للأميركيين بطريقة غير مباشرة أن بغداد مستعدة للتعامل مع أي إدارة أميركية على أساس المصالح المشتركة.

بدوره، أكد الباحث عائد الهلالي أن «السوداني حسم الجدل بشأن بقاء قوات التحالف في العراق». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأميركيين اقتنعوا أخيراً بأن وجود قواتهم لم يعد ذا جدوى بل إنه يثير توترات في العراق، ومن الممكن استخدامه ورقة ضغط ضدهم، وضد الحكومة العراقية».