مشروبات الطاقة تغذي خلايا سرطان الدم… آثار أخرى لا تقل خطورة

2

تحتوي مشروبات الطاقة على نسبة عالية من المكونات الكيماوية السامة التي لها آثار مثبتة علمياً على القلب والغدد والهرمونات والجهاز العصبي.

لطالما حذّر خبراء التغذية من مضار مشروبات الطاقة وأخطار المبالغة في تناولها، خصوصاً أنه في السنوات الأخيرة بات كثيرون من المراهقين يفرطون في استهلاكها. إلا أن ما كشفته دراسة حديثة يذهب إلى أبعد من ذلك، إذ ربطت بين أحد مكونات مشروبات الطاقة وتطور سرطان الدم. فما المادة الضارة في مشروبات الطاقة والتي تساهم في تطور سرطان الدم؟

يعتبر “التورين” مكوناً شائعاً في مشروبات الطاقة وهو حمض أميني موجود بشكل طبيعي في البروتينات كالأسماك واللحوم ويساعد في توازن الأملاح والمعادن.  وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة Nature يعزز “التورين” تكون خلايا اللوكيميا. وتبين الدراسة أن الخلايا السرطانية في الفئران تتغذّى بـ”التورين” الذي قد يسرّع بشكل ملوظ تطور المرض لدى الفئران ذات المناعة الطبيعية. وبالتالي يمكن أن يحفز  تطور سرطان الدم، إذ أن الخلايا السرطانية تستهلك “التورين” الذي يساعد في تحفيز عملية تحلل الغلوكوز التي تغذّي الخلايا السرطانية.
لذلك، أكد الخبراء أن التحذير من مشروبات الطاقة بسبب هذا المكون الشائع يعتبر ضرورة.

 

 

 

 

 

ما هي أخطار مشروبات الطاقة؟
تحذّر الخبيرة في علم التغذية الدكتورة نيفين بشير من مشروبات الطاقة لأسباب عديدة. فيكفي أن هذه المشروبات مصنّعة وتحتوي على نسبة عالية من المواد الكيماوية. والمشكلة الأساسية هي في أن المراهقين قد يكثرون من تناولها من دون ضوابط. كذلك، قد تكثر فئات معينة أخرى من تناولها ما يزيد من الأخطار المرتبطة بها.
وتحتوي هذه المشروبات، بحسب بشير، على مواد سامة. ومن المكونات الموجودة فيها بنسبة عالية الكافيين الذي يؤدي الإفراط في الحصول عليه إلى زيادة ضربات القلب ويسبب آثاراً جانبية عديدة نتيجة ذلك. كما تحتوي هذه المشروبات على كمية عالية من السكر ما يساهم في زيادة مؤشر السكر في الجسم وقد يشكل رابطاً مهماً مع خطر نمو الخلايا السرطانية، بما أن نسبة السكر فيه تتخطى تلك العائدة لمادة “التورين”. لكن بشير توضح أن تأثير “التورين” على نمو السرطان لا يزال قيد الدرس، وتستمر  الأبحاث لتأكيد هذا الرابط أو نفيه، كماً أن “التورين” حمض أميني يساهم في إنتاج الطاقة في الجسم،  مضيفةً أن مشروبات الطاقة تحتوي أيضاً على مادة “الإيفيدرين” التي تساعد على تعزيز نشاط عملية الأيض والقدرة على خفض الوزن.
أما مادة “الكارنيتين” التي تحتوي عليها المشروبات أيضاً فتعتبر من الأحماض الأمينية وتستخدمها العضلات لحرق الطاقة بمعدل أكبر، إضافة إلى مكونات أخرى هي عبارة عن مجموعة من الكيماويات السامة التي يمكن التعرض لها لدى تناول مشروبات الطاقة.

تجدر الإشارة إلى أن أثر هذه المكونات لا يقتصر على كونها ترفع خطر الإصابة بالسرطان، بل تحمل أخطاراً على الجهاز العصبي مسببةً مشكلات فيه في حال تناولها بشكل دائم،  إضافة إلى مشكلات ترتبط بالغدد والهرمونات بسبب الاضطرابات التي يمكن أن تحصل فيها، وأيضاً البدانة لارتفاع كمية الوحدات الحرارية، دون إغفال كمية المنبهات الكبرى التي يمكن التعرض لها في أي فئة عمرية لدى تناول مشروبات الطاقة.
وفيما تتعمق الدراسات حول الربط بين مادة “التورين” وخطر نمو سرطان الدم أثبت الخبراء وجود باقي الآثار الجانبية المرتبطة بالقلب والجهاز العصبي والغدد والهرمونات.
انطلاقاً من ذلك، تحذر بشير من خطر تناول مشروبات الطاقة التي تعتبر سامة بنسبة عالية لكل خلية في الجسم ولها آثار سلبية لا تعد ولا تحصى.

التعليقات معطلة.