مصادر إطارية: «خارطة النجف» قد تنقذ العراق من ضربة إسرائيلية

1

لا مجال لنشاط الفصائل.. إغاثة وإيواء النازحين فقط

بغداد/ تميم الحسن

على خلاف التوقعات، علمت (المدى) من مصادر مطلعة بوجود «تسوية» ستجنب العراق الضربة الإسرائيلية.
مقابل ذلك سيحصل العراق على «امتيازات»، فيما الفصائل ستلتزم بالشروط الجديدة.
وترفض بغداد خطاب الجماعات المسلحة التي تعرف بـ»المقاومة العراقية» في ازمة لبنان الاخيرة، بحسب مستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي.
وعشية الضربة الاسرائيلية المتوقعة على بغداد وطهران، قال محمد السوداني رئيس الحكومة، إن «العراق سيواصل جهوده ومساعيه لمنع اتساع الصراع بالمنطقة».
وحذر السوداني في رسالة الى الرئيس الامريكي جو بايدن والاتحاد الاوروبي من «منزلق خطير» و»حرب مستمرة».
وتناقل محللون معلومات عن وجود «بنك أهداف» لإسرائيل في العراق تراوح بين « 35 و38 هدفا» قد يتم استهدافها.
وبذلت بغداد «جهوداً لإبعاد العراق عن ميدان الحرب»، بحسب المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي.
وكشف أن الحكومة أرسلت رسائل واضحة بأن تعريض استقرار العراق للخطر ستنتج عنه «أجواء سلبية تضر بالمصالح العليا للبلد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً».
وكانت الفصائل المسلحة قد تسبب في إحراج الحكومة بسبب استمرار استهداف إسرائيلي، خصوصا ضربة «الجولان الاخيرة».
وبدأت تلك الجماعات بشكل مفاجئ، تستدير عن موقفها السابق، وتنفي بانها تسببت في مقتل جنود اسرائيليين.
ويقول قاسم الاعرجي مستشار الأمن القومي عن تهديدات «ابو علي العسكري»، المتحدث باسم «كتائب حزب الله» بأنها «لا تمثل رأي الحكومة».
العسكري كان قد هدد بـ»حرب طاقة» تجعل العالم يخسر 12 مليون برميل نفط يومياً.
وجاء ذلك بعد أن أجاب الرئيس الأميركي جو بايدن، عن سؤال عما إذا كان سيدعم ضرب إسرائيل لمنشآت النفط الإيرانية، قائلاً: «نحن نناقش ذلك».
وتطالب الحكومة، بحسب الاعرجي، «الدول الصديقة بعدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات».
وكانت القيادة العسكرية قد أشارت في بيان سابق، بأن الأجواء العراقية «غير مؤمنة بالكامل».
وأكد خبراء في المجال العسكري بان العراق في حرب متوقعة مع اسرائيل، ليس أمامه غير «تلقي الضربات».
ولا يملك العراق قدرات لصد الصواريخ او اعتراض الطائرات، ويحتاج المزيد «من الوقت» لإعداد منظومته الدفاعية، بحسب يحيى رسول المتحدث العسكري بالحكومة.
وزادت التوقعات بتعرض العراق الى ضربات اسرائيلية بعد «مسّيرات الجولان».
ويوم الجمعة الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرة مسيرة من العراق قتلت اثنين من جنوده شمالي الجولان.
وأكد المتحدث باسم الجيش، أن «الطائرة المسيّرة العراقية على الجولان تسببت في إصابة 24 جندياً ومقتل اثنين».
وكانت ما تعرف بـ»المقاومة العراقية» اعلنت انها ضربت شمالي الجولان بالمسّيرات ليلة الثلاثاء على الاربعاء، من الاسبوع الماضي.
خارطة طريق
رغم ذلك لا تبدو مساعي بغداد، قد اقنعت اسرائيل والولايات المتحدة بعدم توجيه ضربات الى «الفصائل» او قد تتطور الى استهداف «منشآت حيوية»، حسب بعض التحليلات.
وكان خطاب رئيس الحكومة في اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، «غير واضح»، بحسب مصادر شيعية.
الحكومة، على ما تقوله المصادر، «لم تظهر للعالم موقع العراق من الازمة؛ مع الفصائل ام مع الحل الدبلوماسي».
وتشير المصادر المطلعة إلى أن «خطاب مرجعية النجف الاخير حسم الامر، وأصبح بمثابة خارطة طريق».
المرجعية اصدرت بيانا الشهر الماضي، حصرت فيه التعامل مع الازمة في لبنان عبر مسارات المساعدات الاغاثية، واستقبال النازحين.
وبحسب ما تزعم تلك المصادر، وهي من داخل أحد المكاتب السياسية لحزب من «الإطار التنسيقي»، فان «العراق لو التزم بهذين المسارين سيحصل على امتيازات غربية، واستثمارات هائلة».
لكن ماذا عن بقية الأطراف والفصائل؟
تجيب المصادر أن «الواجهات السياسية الإطار التنسيقي لا تستطيع مخالفة تعليمات المرجعية، لذلك ستلتزم بكل تأكيد».
اما بخصوص «الفصائل»، فتشير المصادر الى انها «ستنتظر الحصول على جزء من الامتيازات، بعد أن أثبتت وجودها».
وتوضح: «الفصائل استهدفت اسرائيل لأنها تريد ان يكون لها مكان في التسوية الجديدة بعد انتهاء الازمة في المنطقة».
وتعتقد المصادر انه «سيتم تخفيف الأزمة بعد مقتل الجنديين الإسرائيليين»، مبينة ان «المرجعيات في إيران تلتزم ايضا بنفس خط التهدئة» في اشارة الى الفصائل العراقية التي تتبع تعليمات قادمة من طهران.
وبدأت مواقف وبيانات الحكومة في اخر اسبوع، بالتركيز على «خارطة النجف» في التعامل مع الازمة.
وقال باسم العوادي، يوم الاحد، إن المسار الأساسي في التعامل مع أزمتي غزة ولبنان هو «كما حددته المرجعية العليا بثلاثة مستويات؛ وهي: مسار سياسي، مسار إغاثي، مسار إعلامي».
«الحكومة هي المقاومة»!
على الصعيد الاخر، فان «الفصائل» والقوى القريبة منها، مازالت تتحدث في الإعلام عن استعداد للمواجهة، لكنها تنفي «ارسال مسلحين الى لبنان».
وقالت منصات على «تلغرام» تابعة لما يعرف بـ»المقاومة العراقية»، انها ضربت مسّيرات على الجولان في ليلة (5 على 6 تشرين الأول).
ويؤكد سلام الجزائري، عضو المكتب السياسي لعصائب اهل الحق، بأن «المقاومة تستطيع الرد على اسرائيل».
ويرى أن «عقيدة نتنياهو الدينية» وراء استهداف العراق «وليس المقاومة السبب».
الجزائري قال في حوار تلفزيوني، ان «الحكومة العراقية هي محور المقاومة»، وان لديها تنسيقا مع «تنسيقية المقاومة العراقية».

التعليقات معطلة.