الدمام – عمر المحبوب
كشف مصدر رفيع لـ«الحياة» أمس (الخميس) عن كواليس تصوير مقطع الفيديو القطري المسيء، الذي وصفه البعض بـ«الفضيحة»، خصوصاً بعد وقوع أحد أبطاله في خطأ استخدام مفردات ولهجة عكس ما يريد الفيديو إيصاله من أنه تم تصويره داخل المملكة العربية السعودية.
وأوضحت أن «من أمر بتصوير هذا المقطع هو مسؤول رفيع في جهاز أمن الدولة القطري، وأن من قام بتمثيل السعوديين في المقطع هما عنصران من عناصر جهاز أمن الدولة القطري». وأضاف أن «القطريين وقعوا في خطأ ساذج، حيث استخدموا مفردات أثناء الحوار لا يستخدمها المواطنون في المملكة، كما أنها غير متداولة في أي مكان بالمملكة، وإنما يتم تداولها في أوساط القطريين كواحدة من مفردات لهجتهم المحلية».
ولفت إلى أن «مقطع الفيديو الفضيحة لم يكن الأول كما لن يكون الأخير»، موضحاً أن «تلفيق الكثير من الحقائق وتزييفها، من خلال اجتزاء كلمات من بعض التصريحات السعودية أو العالمية وتحويلها إلى أداة لمهاجمة المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لن يضر سوى بقطر، وما تم تداوله في الصحافة القطرية أخيراً حول مزاعمها بأن عدد الحجاج القطريين صفر دليل على ذلك، إذ تتعارض هذه التصريحات مع تصريحات لوزير الخارجية القطري أكد فيها وبشكل غير مباشر على وجود حجاج قطريين، وأنه يطلب من الحكومة السعودية تأمين سلامتهم، في صورة تعكس التناقض الصريح بين تصريحات المسؤولين القطريين».
وقال: «إن النظام القطري دق آخر مسمار في نعش صدقيته بعد مقطع الفيديو الفضيحة الذي يظهر فيه مواطن قطري مكبلاً ويتعرض لسيل من الشتائم من قبل شخص مجهول ملثم يعتدي عليه بالضرب والشتم»، مضيفاً أنه «وكما سقطت الصحافة في مزاعمها بأن عدد الحجاج القطريين صفر، فإن آخر أوراق توت السلطات القطرية سقطت في هذا المقطع، إذ لم توفق في اختيار المخرج المناسب للعب على وتر عاطفة الشعوب، عبر تمثيلية هزلية، فشل مؤلفها بامتياز في حبكة سيناريو مقطع لا تتجاوز مدته ٦٦ ثانية، والأخطر من ذلك أن مخرج المقطع كشف نفسه من دون أن يعلم». وأشار إلى أن «المواطن القطري حمد آل مري، الذي عاد من مكة أخيراً بعد أدائه مناسك الحج، ضمن أكثر من ألف و500 حاج قطري أدوا جميعهم مناسك الحج وتم استقبالهم بحفاوة كبيرة من الحكومة السعودية التي وفرت لهم جميع سبل الراحة، بيد أن حمد آل مري لم يكن يعلم أن ظهوره على إحدى القنوات الفضائية السعودية، وهو يشكر المملكة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وتسهيل مهام حجه سيؤدي به إلى أن يكون كبش فداء لدى الأجهزة الأمنية القطرية، التي أغضبتها مقابلته التلفزيونية ودفعتها لاستغلاله في مشهد فيديو مكبل الأيادي، وهو يتعرض للشتم والضرب بحجة أنه يتهجم على السعودية وقادتها، وفي الوقت نفسه يدافع عن حكام قطر ويوضح ولاءه التام لهم، إلا أنه كما يقال غلطة الشاطر بألف، إذ حاول مؤلف المقطع اللعب على وتر القبلية عبر الزج باسم قبيلة المواطن القطري وكأنها هي من حرضته على التهجم على السعودية». وأظهر المقطع – بحسب المصدر – «مدى إصرار السلطات القطرية على اخراج قبيلة آل مرة بأبشع الصور أمام الرأي العام، وهو أمر ليس بالمستغرب وخصوصاً أن السلطات في الدوحة قامت في ٢٠٠٣ باتخاذ خطوات لنزع الجنسية بشكل جماعي عنهم وعن أولادهم بل وعن آبائهم وأجدادهم المتوفين بأثر رجعي، ضمن إجراءات يتعرض لها فرع الغفران منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها أمير قطر السابق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لاستعادة الحكم من ابنه، إذ اتهم عدد من أفراد تلك القبيلة من العاملين في الشرطة والجيش بالمشاركة في ذلك الانقلاب، وهو ما يدفع بقطر إلى محاولة التخلص من هذه القبيلة بأية طريقة واستخدامها ككبش فداء في صراعاتها سواء الداخلية أو الخليجية».