مقالات

{مصير العرب بصراع الشرق الاوسط}

الصراع في الشرق الأوسط ليس بالجديد، فقد عانى العرب من عقود من الحروب والنزاعات، ولكن المستقبل يبدو أكثر غموضًا في ظل التوترات المتزايدة بين القوى الإقليمية والدولية ، مصير العرب في هذا الصراع يعتمد على العديد من العوامل التي يمكن تناولها على النحو التالي،

التوترات الإقليمية والدولية تمنح
الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا دورًا رئيسيًا في توجيه مجرى الأحداث في الشرق الأوسط، إضافة إلى تدخلات من قبل دول مثل إيران وتركيا وإسرائيل. الصراع على النفوذ، سواء عبر القوة العسكرية أو السياسية، يؤثر على استقرار العديد من الدول العربية، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا . وسط غموض بالموقف العربي وعدم تحديد المواقف ازاء مايحصل من نزاع يهدد امن الامة ومستقبلها في الماضي، كانت هناك دول عربية قائدة تقود الرأي العام العربي وتحدد مواقف واضحة إزاء القضايا الكبرى، مثل مصر في فترة جمال عبد الناصر ، والعراق في زمن صدام حسين ، اليوم، لا توجد دولة عربية تلعب هذا الدور القيادي بشكل حاسم، مما يترك فراغًا في تحديد التوجهات والمواقف ، وعلينا ان نعترف ان غزو العراق وانهاء قدرة الجيش العراقي واخراج العراق من المعادلة الاقليمية اثر بشكل ملفت على ميزان القوى بالمنطقة وعلى حساب العرب وامنهم القومي ، الدول العربية قد تتجنب اتخاذ مواقف حازمة الان خوفًا من التصعيد العسكري أو الدبلوماسي الذي قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات أو إغراقها في مواجهات غير مرغوب فيها وغير مستعدة لها ! وتسعى إلى المحافظة على نوع من التوازن الهش من خلال تجنب المواقف الحاسمة .
ان التنافس الإيراني السعودي يعد عاملًا رئيسيًا في إشعال الكثير من النزاعات، فإيران تسعى لزيادة نفوذها في المنطقة عبر دعم الجماعات الشيعية المسلحة، بينما تسعى السعودية لتحجيم هذا النفوذ من خلال دعم الحكومات السنية والجماعات المعارضة لإيران ، بغياب البعد القومي للصراع والجميع مستسلمين للفعل الطائفي الخطير .
الكثير من الدول العربية تعاني من صراعات داخلية تجعلها عرضة للتدخلات الخارجية، مثل العراق، سوريا، اليمن، ولبنان. الانقسامات الطائفية والسياسية تؤدي إلى تفاقم هذه الأزمات وتزيد من تعقيد أي حلول محتملة. فالاعتماد على التدخل الخارجي غالبًا ما يؤدي إلى استمرار الصراع بدلاً من الحل ، علما ان معظم الدول العربية تعتمد بشكل كبير على تصدير النفط، ولكن انخفاض أسعار النفط على مدى السنوات الأخيرة، بجانب الانتقال العالمي نحو الطاقة المتجددة، يضع الكثير من الاقتصادات العربية في خطر. هذا التحدي الاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات الاجتماعية.
الدول العربية الغنية بالنفط مثل دول الخليج قد تكون قادرة على تجاوز الأزمات لفترة بفضل احتياطياتها المالية الكبيرة، لكن الدول الفقيرة التي تعتمد على المساعدات الخارجية ستجد نفسها في وضع أكثر ضعفًا.
تسعى بعض الدول العربية لبناء تحالفات جديدة خارج الإطار التقليدي، مثل التطبيع مع إسرائيل في إطار اتفاقيات إبراهيم، التي غيرت بعض التوازنات الجيوسياسية في المنطقة. هذه التحالفات قد تساهم في تعزيز الاستقرار لبعض الدول، ولكنها أيضًا تثير تساؤلات حول مصير القضية الفلسطينية وصمود بعض الدول في وجه الضغوط الدولية .
منذ أحداث الربيع العربي في عام 2011، شهدنا صحوة سياسية بين الشعوب العربية التي تطالب بمزيد من الحريات والعدالة الاجتماعية. لكن الأنظمة السلطوية نجحت في قمع هذه الثورات في العديد من الدول، مما أدى إلى حالة من الإحباط وعدم اليقين بشأن المستقبل.

الوعي السياسي المتزايد لدى الشعوب قد يكون مفتاحًا للتغيير في المستقبل، خاصة إذا استطاعت الحركات الشعبية بناء زخم جديد وتحقيق أهدافها بعيدًا عن العنف والصراعات المسلحة.
العامل الطائفي ما زال يلعب دورًا كبيرًا في تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط. الخلافات السنية-الشيعية تستمر في تقسيم المنطقة إلى محاور متصارعة، وخاصة في العراق، سوريا، ولبنان. ومع صعود الحركات الدينية المتطرفة، يزداد خطر نشوب صراعات جديدة تؤدي إلى مزيد من الانقسام.
الدول الصغيرة في الشرق الأوسط، مثل لبنان، الأردن، والكويت، تجد نفسها في موقف حرج، حيث أنها تعتمد على استقرار الدول الكبرى المحيطة بها. هذه الدول قد تكون ساحة لصراعات أكبر، أو قد تجد نفسها مجبرة على اتخاذ مواقف سياسية صعبة تحت ضغط القوى الإقليمية والدولية
مصير العرب في الصراع القادم في الشرق الأوسط يبدو غير واضح ومعقد للغاية. هناك احتمالية لاستمرار الحروب بالوكالة بين القوى الإقليمية والدولية، بجانب الصراعات الداخلية التي تزيد من تعقيد الوضع. باقتصاد الضعيف، وتوترات طائفية، وتدخلات خارجية تشكل بمجملها تحديات رئيسية أمام استقرار المنطقة ، الامر الذي يضع العرب امام محنة حقيقية .