24 ـ محمد طارق
تناولت صحيفة “معاريف” العبرية، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمام الكونغرس، معتبرة أنه استطاع إثارة الأمريكيين بكل الكليشيهات الممكنة.
وأضافت “معاريف” تحت عنوان “ممثل هوليوود.. نتانياهو قدم للولايات المتحدة فيلما يحتوي على كل الكليشيهات المتعطشة لسماعها”، أن الجزء الأهم من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس، لم يكن المضمون، لأنه لم يكن هناك أي مضمون سوى طلب زيادة توريد الأسلحة، وطرح رؤية للتحالف مع دول المنطقة، ولكن من أصل 54 دقيقة من الحديث، كان الجزء الأهم هو الصمت.
وأوضحت الصحيفة أنه مع كل توقف دراماتيكي لنتانياهو، كان يوجه رسالة صامتة إلى الكونغرس مفادها أن هذا هو وقت التصفيق، وعندما تصير لهجته دراماتيكية بشكل أكبر، تكون إشارة للكونغرس ليس فقط للتصفيق، بل أيضاً للوقوف والهتاف.
اللعب بالصوت
ووفقاً للصحيفة، عرف نتانياهو أن المهم في الخطاب ليس ما يقال فيه، بل المشاعر التي تثار خلاله، والتصفيق الذي يعزز كلماته، والذي ساهم أيضاً في قوة الخطاب بطريقة تجعله محفوراً في الذاكرة.
وتقول معاريف، إن لغة الجسد مهمة، ولكن التأثير الأكبر على المستمعين يكمن في نبرة الصوت لمتحدث ذي شخصية كاريزمية يعلم جيداً كيفية اللعب بصوته لإثارة المشاعر، موضحة أن الدراسات التي أجريت على المتحدثين الكاريزميين أمر متناقض، حيث أنه كلما كان المتحدث أكثراً مللاً، كلما زادت احتمالية تذكر ما قاله في الخطاب.
التحدث بالأمريكية
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن نتانياهو لا يتحدث الإنجليزية بطلاقة فحسب، بل يتحدث “الأمريكية” بطلاقة، وهو ما يعني أنه يعرف كيف يثير الأمريكيين بكل الكليشيهات، فأدخل جميع الصيغ الصحيحة، مشيرة إلى أن الاستراتيجية الأساسية للخطاب كانت إثارة مجموعة من المشاعر الإنسانية بقوة كبيرة على طريقة معادلة الفيلم الأمريكي الجيد، وهي أيضاً معادلة الخطاب الجيد، مثل مقولة “لن يتذكر الناس ما قلته، ولكن كيف جعلتهم يشعرون”.
ربط المشكلة الإسرائيلية بالمشكلة العالمية
وأضافت أن نتانياهو خطط في خطابه إلى ربط المشكلة الإسرائيلية بالمشكلة العالمية، وقال إن إيران ليست مشكلة إسرائيل، بل ينبغي أن يكون صراعاً عالمياً، وليس مسألة جمهوريين أو ديمقراطيين، وعلقت: “من المعروف أن الطريقة الأكثر فعالية للتقرب من قريق هي إنتاج عدو مشترك”.
وذكرت الصحيفة أن نتانياهو قال “أعداؤنا هم أعداؤكم، وانتصارنا هو انتصاركم”، كما أنه لم يتحدث عن المصالح المشتركة فحسب، بل ذهب للحديث عن القيم المشتركة، والمعركة التي يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل أن يقفا معاً فيها.
وكان نتانياهو قال في خطابه أمام الكونغرس أمس: “في الشرق الأوسط تواجه أمريكا وإسرائيل وأصدقاؤنا محور الإرهاب بقيادة إيران، هذا ليس صراع حضارات، إنه صراع بين الهمجية والحضارة”.
وحضّ الولايات المتحدة على رفع التجميد عن حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل، مشيراً إلى أن غزة ستكون منزوعة السلاح و”خالية من المتطرفين” بعد انتهاء الحرب، مبدياً “ثقته” في نجاح الجهود للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.