معركة داعش انتهت ومعركة الفساد بدأت

1

raqi Prime Minister Haider al-Abadi addresses the media in Ankara December 25, 2014 AFP PHOTO/ADEM ALTAN


حسين عمران
قالها العبادي وصدق …
قال العبادي انه قبل نهاية هذا العام ستكون نهاية داعش ….
وامس الأول ومع فجر الجمعة كانت جحافل قواتنا البطلة تتقدم من أربعة محاور لتطرد عناصر داعش الإرهابية من “راوة ” آخر معاقل داعش في العراق، وما هي الا ساعات حتى رفعت قواتنا البطلة راية الله اكبر فوق مباني “راوة” وقبل ذلك تم عزف السلام الجمهوري في مدخل “راوة” ليعلن ابطالنا ان العراق اصبح خاليا تماما من داعش حيث تم طرده من جميع المدن التي احتلها في غفلة من الزمن منذ العام 2014.
معارك التحرير في الموصل وتلعفر والحويجة وعانة وهيت وراوة لم تكن سهلة ابدا، نعم سالت دماء زكية من مقاتلينا الشجعان، لكن تلك الدماء روت ارضنا التي عادت طاهرة بعد تطهيرها من رجس عناصر داعش الإرهابيين الذين عاثوا في تلك المدن ونهبوا خيراتها وقتلوا أبناءها واستباحوا الاعراض، لكن في ذات الوقت كانت الخطط العسكرية توضع من قبل المختصين العسكريين لتحرير المدن في اقل الخسائر، نعم طال الزمن أحيانا قبل البدء بتحرير المدن المغتصبة، لكن ذلك كان لاجل تقليل الخسائر، ويوم امس الأول كانت نهاية داعش حيث بدأت قواتنا الباسلة ملاحقة فلوله حتى الحدود العراقية – السورية.
نعم.. السيد العبادي كان يعرف، بل كان متيقنا من ان قبل نهاية هذا العام ستكون نهاية داعش، لذا اعلنها صراحة وبكل وضوح ان عام 2018 سيكون عام الحرب على الفساد.. اذ لولا الفساد لما تمكن داعش من السيطرة على بعض المدن، ولولا الفساد لما كان اكثر من 30% من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر، ولولا الفساد لما كانت مليارات الدولارات تهرب سنويا الى خارج البلاد من قبل المافيات والمتنفذين، ولولا الفساد لما كانت هذه البطالة بين صفوف شبابنا من خريجي الكليات اذ ان اغلب التعيينات تكون من حصة أقارب المسؤولين وفق المحاصصة التي دمرت البلد.
الحرب على الفساد.. كانت حربا مؤجلة من قبل السيد العبادي، ففي كل مرة وفي كل تصريحاته كان العبادي يشير بوضوح الى وجود الفساد لا بل انه كان يؤكد في مرات عدة انه يعرف من يقف وراء هذا الفساد الذي استفحل في كل مؤسسات الدولة، والعبادي كان يعرف ان البعض يسأل (اذا كان العبادي يعرف من هم الفاسدون فلماذا لا يحاسبهم؟) الجواب كان عند العبادي حصرا، اذ كان يعرف ان الحرب على داعش كانت اهم من الحرب على الفساد، لانه يعرف جيدا ان حيتان الفساد تغلغلوا في كل مفاصل الدولة، لذا فانه يعرف اذا ما كان قد بدأ الحرب على حيتان الفساد فلربما يؤثرون بهذه الطريقة او تلك على حربه على داعش.. ولكن..
نقول.. ولكن ها هي الحرب على داعش انتهت بعون الله وهمة مقاتلينا الابطال، لذا فان الحرب على الفساد وحيتانه ربما ستبدأ حتى قبل بداية العام المقبل كما كان العبادي قد اعلن!!
ولكن يبقى السؤال المهم.. هل سيتمكن العبادي من القضاء فعلا على حيتان الفساد؟ هذه الحيتان التي باتت تتحكم في مفاصل الدولة المهمة وتحصل نتيجة ذلك على مليارات الدولارات من السحت الحرام، هل ستسمح هذه الحيتان للسيد العبادي من القضاء عليها؟
هذا هو السؤال المهم والذي نتمنى من كل قلوبنا ان ينجح السيد العبادي في مهمته الجديدة ويقضي فعلا على حيتان الفساد، قولوا معي ان شاء الله.

التعليقات معطلة.