معركة سوريا الكبرى طرد الاميركان

1

 
كيهان
 
يبدو ان القيادة التركية لم تتعظ حتى من تجاربها فكيف من تجارب الاخرين وهذه آفة مضرة يجب ان تتخلص منها والا ستدفع الاثمان تلو الاثمان دون ان تحقق اي مكسب على الارض ناهيك عن التاثير السلبي والخطير لذلك على المنطقة ودولها لان اي توتر يحدث فيها لا ينحصر في حدود تلك الدولة بل سيمتد الى الدول الاخرى. فالتدخل التركي في الازمة السورية وتورطها المباشر غير خاف على احد وكان الاحرى بالقيادة التركية ان تغير سياستها كليا بعد معركة حلب الكبرى لكنها وان قبلت ذلك ضمنيا وتقربت من المحور الروسي ـ الايراني، الا انها عادت للتدخل هذه المرة عسكريا بذريعة مواجهة الارهاب وهي تقصد بذلك وحدات حماية الشعب الكردي في الشأن الداخلي عبر عملياتها العسكرية في عفرين والتي مضى عليها حوالى اربعة اسابيع دون ان تحقق اي من اهدافها واهمها دخول المدينة في وقت تعلن باستمرار بان خطوتها اللاحقة مدينة منبج.
 
وخلال الـ 48 ساعة الاخيرة نشطت الدبلوماسية الهاتفية وفي اعلى المستويات حيث اتصل الرئيس التركي اردوغان بالرئيسين بوتين وروحاني بهدف تبرير عملياته العسكرية في سوريا وتخفيف هواجس البلدين لكنه لم يفلح في ذلك مع انه اعلن امام الصحفيين وعقب القاء كلمته في البرلمان التركي من ان تركيا نحجت في ايقاف انتشار محتمل للقوات السورية في منطقة عفرين” موسكو وعلى لسان وزير خارجيتها لافروف لم تتاخر كثيرا في الرد على كلام الرئيس اردوغان حيث اعلن وبصريح العبارة ان “روسيا ترفض محاولات القوى الخارجية استغلال الوضع في عفرين للتوصل الى اهداف جيوسياسية” مضيفا “يمكن تحقيق الامن لتركيا من خلال الحوار المباشر مع دمشق.”
 
لكن ما حدث امس وبدخول القوات الشعبية السورية الى مدينة عفرين والتي اكدتها الفصائل الكردية، وضعت حدا لهذا الجدل الذي لاطائل من ورائه. طهران ومنذ انطلاق عمليات عفرين اعلنت وعلى الاشهاد معارضتها لاي تدخل عسكري في الاراضي السورية وحذرت من زعزعة امن المنطقة كما جدد الرئيس روحاني في الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما قبل يومين على المسار الايجابي لحل الازمة السورية من خلال المشاورات والمباحثات بين موسكو وطهران وانقرة.
 
لكن ما كان لافتا ومثيرا للدهشة والتساؤل هو معارضة الرئيس اردوغان لدخول القوات السورية الى مدينة سورية وبطلب من اهلها وضمن مسؤوليتها الشرعية والقانونية وتهديده بضربها وهي خطوة تثير الاستغراب وتشكل تدخلا سافرا في شؤون بلد مستقل وهذا ما يضعف من مكانة تركيا ومصداقيتها في التعامل مع دول الجوار.
 
دمشق التي تتطلع لمعركتها الاساسية في شرق الفرات لطرد القوات الاميركية من اراضيها امامها اليوم ثلاث معارك يجب ان تحسمها قبل ذلك. فأولى معاركها هي معركة الغوطة الشرقية التي تهدد باستمرار العاصمة دمشق وهي قضية استراتيجية بالنسبة للدولة السورية ولابد من حسمها ومن ثم معركة عفرين وبالتالي معركة ادلب وهي معارك قابلة للتحقق كما حدث في حلب وغيرها، الا ان المعركة الكبرى والفاصلة هي مواجهة القوات الاميركية المحتلة لشرق الفرات وبالطبع هذه المهمة ايضا تقع على كامل محور المقاومة وهذا ما اعلنه مؤخرا مستشار قائد الثورة الاسلامية الدكتور ولايتي حين صرح بان “محور المقاومة لايسمح لاميركا تقسيم سوريا وسيطردها من شرق الفرات.

التعليقات معطلة.