لا تزال المفاهيم الخاطئة حول الصحة العقلية قائمة، ما يساهم في التمييز والعزلة التي يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من حالات الصحة العقلية.
ومن الأهمية بمكان التعرف على هذه المفاهيم الخاطئة واستبدالها بمعلومات دقيقة، لذا فقد أوردت صحيفة تايمز أوف إنديا، أهم الأفكار المغلوطة حول الصحة العقلية، على النحو التالي:
مشاكل الصحة العقلية ليست شائعة
في الواقع، حالات الصحة العقلية شائعة بشكل لا يصدق.. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يؤثر الاكتئاب، على سبيل المثال، على أكثر من 264 مليون شخص على مستوى العالم، وتؤثر اضطرابات القلق على عدد أكبر من ذلك بكثير.. إذ لا تميز حالات الصحة العقلية بين الأشخاص وفقاً للعمر أو الجنس أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ويمكن أن تؤثر على أي شخص.
مشكلة الصحة العقلية هي علامة على ضعف الشخصية
تحديات الصحة العقلية ليست انعكاساً لقوة الشخصية أو ضعفها.. وهي حالات معقدة تتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الوراثة والبيئة وتجارب الحياة.
لا يعاني الأطفال والمراهقون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية
يمكن أن تؤثر تحديات الصحة العقلية على الأفراد من جميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال والمراهقين.. ومع ذلك، هناك مفهوم خاطئ شائع مفاده أن الأطفال لا يمكن أن يواجهوا مشاكل تتعلق بالصحة العقلية.. في الواقع، يعد التدخل المبكر والدعم أمراً بالغ الأهمية لمعالجة مخاوف الصحة العقلية لدى الأطفال ومنع العواقب طويلة المدى.
الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية خطرون
يعتقد الناس دائماً أن الأفراد الذين يعانون من حالات الصحة العقلية خطيرون ولا يمكن التنبؤ بهم.. ويؤدي هذا الفهم الخاطئ إلى خوف وتمييز لا لزوم لهما.. في الواقع، معظم الأشخاص الذين يعانون من تحديات الصحة العقلية ليسوا عنيفين، والغالبية العظمى من أعمال العنف لا يرتكبها أفراد تم تشخيصهم بأمراض عقلية.
حالات الصحة العقلية كلها متشابهة
هناك أسطورة سائدة أخرى وهي فكرة أن جميع حالات الصحة العقلية متشابهة.. في الحقيقة، تشمل الصحة العقلية مجموعة واسعة من الحالات ذات الأعراض والأسباب والعلاجات المختلفة.
هناك حالات مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب والفصام واضطراب الشخصية الحدية، كلها متميزة وتتطلب أساليب مصممة خصيصاً للرعاية.
العلاج مخصص فقط لمن يعانون من أعراض حادة
يعد العلاج مهماً للأفراد الذين يعانون من مجموعة واسعة من مشكلات الصحة العقلية، من الخفيفة إلى الشديدة.. ولا يقتصر الأمر على أولئك الذين يعانون من أزمة أو يعانون من أعراض حادة.. كما يمكن للمعالجين توفير إستراتيجيات التكيف والدعم العاطفي وأدوات النمو الشخصي لأي شخص يطلب المساعدة في صحته العقلية، ويمكن لهذه الفكرة الخاطئة أن تثني الناس عن طلب العلاج حتى تتفاقم حالتهم، عندما يكون التدخل المبكر أكثر فعالية.
الأدوية هي الحل الوحيد
في حين أن الأدوية يمكن أن تكون جزءاً أساسياً من إدارة بعض حالات الصحة العقلية، إلا أنها ليست الحل الوحيد.. فعلاج مشاكل الصحة العقلية متعدد الأوجه وقد يشمل تغيير نمط الحياة والدعم الاجتماعي بالإضافة إلى الأدوية.
مشاكل الصحة العقلية هي نتيجة لنقص الإيمان أو قوة الإرادة
إن إرجاع حالات الصحة العقلية إلى الافتقار إلى الإيمان أو قوة الإرادة هو فكرة ضارة تعمل على إدامة وصمة العار داخل المجتمعات الدينية والثقافية، فمشاكل الصحة النفسية ليست علامة على الضعف الروحي أو فشل الإرادة، فهي حالات طبية معقدة.
مشاكل الصحة العقلية غير قابلة للعلاج
من الأفكار الضارة، الاعتقاد بأن مشاكل الصحة العقلية غير قابلة للعلاج، ما يترك الأفراد يعانون إلى أجل غير مسمى.. في الواقع، معظم حالات الصحة العقلية قابلة للعلاج، ويمكن للعديد من الأفراد التعافي أو إدارة أعراضهم بشكل فعال من خلال الرعاية والدعم المناسبين.