يرى الكاتب جوش روجين في عموده بصحيفة واشنطن (Washington Post) أن التأثير الأكبر لزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان سيظهر بعد عودتها إلى أميركا وسيستمر على مدى أسابيع وشهور وسنوات. وأضاف أن وتيرة وشدة المنافسة بين الولايات المتحدة والصين سترتفع لا محالة، مما يغير العلاقة إلى الأبد، مع وقوع تايوان في المنتصف.
وأشار الكاتب إلى محاولات كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي لإقناع بيلوسي بتأجيل رحلتها، بحجة أن مخاطر الثأر الصيني لا تستحق فوائد زيارة رفيعة المستوى في هذا الوقت. وألمح إلى أن أولوية الإدارة الأميركية العاجلة هي تقليل خطر أي سوء تقدير يمكن أن يشعل مواجهة، وفي الوقت نفسه من المحتمل أيضا أن يحاول قادة الصين تجنب مواجهة عسكرية بسبب تايوان، على الأقل في الوقت الحالي.
وأضاف أن رد بكين، بحسب عدة مصادر في الإدارة، سيأتي على مراحل وليس بشكل أساسي في المجال العسكري، وهو ما يمكن أن يغير العلاقة بين البلدين إلى الأبد ويعرض تايوان لألم طويل الأمد.
وبحسب الكاتب فإن تلك المصادر ترى أن انتقام بكين على المدى القريب من المرجح أن يستهدف اقتصاد تايوان، وهو ما ظهرت بوادره عندما أعلنت الحكومة الصينية قبل هبوط بيلوسي عن فرض حظر على أكثر من 100 سلعة تصدير تايوانية.
وعلى المدى الطويل، من المرجح أن تستغل بكين الزيارة كذريعة لإجراء تغييرات في موقفها العسكري تجاه تايوان، مما يوسع التفوق العسكري الصيني عبر مضيق تايوان. ويمكن أن تكثف الصين هجماتها أيضا على الإنترنت وحرب المعلومات على تايوان في مجالات الحرب السيبرانية والمعلوماتية، مما يزيد من تهديد السكان. كما أغلقت الصين أمس تطبيق التواصل الاجتماعي “ويبو” في تايوان.
وعلى الصعيد الثنائي، يمكن لبكين الآن أن تتخذ الزيارة ذريعة لرفض العرض الحالي لإدارة بايدن لوضع “حواجز حماية” على المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.
ولفت الكاتب إلى أن القيادة الصينية ربما رفضت هذه الفكرة على أي حال، وقد تكون زيارة بيلوسي مبررا مناسبا. ومع ذلك فإن مبادرة إدارة بايدن الأخيرة للعلاقة الثنائية تبدو الآن أقل احتمالا للنجاح.
وختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى ما وصفه بالجانب المشرق في الأمر، وهو أن رد فعل بكين المفرط على زيارة بيلوسي قد يؤدي إلى قيام تايوان ودول أخرى بتسريع خططها الخاصة لتقليل اعتمادها على الصين. ومن المتوقع أن يرتفع استخدام بكين للإكراه الاقتصادي والعدوان العسكري بمرور الوقت، ولذلك يجب زيادة الجهد الدولي لدعم تايوان عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا وفقا لذلك.