اخبار اجتماعيه

مقاهي بغداد القديمة… أكثر من تقديم الشاي

26 ديسمبر 2021ان

ما زالت العاصمة العراقية بغداد تحافظ على العشرات من المقاهي القديمة، خاصة تلك المطلة على نهر دجلة ومدينتي الأعظمية والكاظمية المتجاورتين إلى الشمال من المدينة. ويمتد عمر بعضها لعشرات السنين، وما زال القائمون عليها يحرصون على عدم إجراء أي تغييرات جذرية في تصاميم تلك المقاهي، كونها تمثل قيمة معنوية لهم ومصدر راحة وجذب للزبائن.

“مقهى حلومي” واحد من تلك المقاهي القديمة التي تقع في منطقة الأعظمية، ويتميز بكونه نقطة جذب لهواة ومحبي المقامات والطرب العراقي القديم، إذْ يتجمع عدد من كبار السن ممن يجيدون هذا اللون من الغناء بين فترة وأخرى لتقديم وصلات غناء تغلب عليها العفوية وعدم التحضير المسبق. لذلك من حسن حظ الزبون أن يدخل وقد اشتعل الغناء للتو، كما يقول أحد الزبائن الذي اعتبر المكان بأنه أقل احتشادًا بالناس من السابق بسبب جائحة كورونا.

ويرى قارئ المقام العراقي، محمود السمّاك، أنَّ لمقاهي بغداد القديمة وخاصة في الأعظمية دوراً كبيراً في استمرارية فن المقام العراقي. ويضيف لـ”العربي الجديد”: “من هنا نشأ المقام، في منطقة الأعظمية، وولدَت فيها طاقات قرّاء أمثال حسين الأعظمي وسعد الأعظمي وفاروق الأعظمي ومحمود النعيمي، والكثير من القراء والمجودين خصوصاً في (مقهى السيد حلومي النعيمي) الذي ما زال قائماً ويعمل”. ويضيف السماك: “نتواجد في (مقهى حلومي)، وندير جلسات المقام، وهذا جزء من تراثنا الذي توارثناه في الأعظمية، وسيبقى عبر الأجيال كما نأمل”.لايف ستايل

حمامات كربلاء الشعبية… أبعد من النظافة الشخصية

محمود النعيمي، وهو مدير “مقهى حلومي”، يقول لـ”العربي الجديد” إن المقاهي حافظت على التراث البغدادي ومنه المقام العراقي، وتحديداً مدينة النعمان بن ثابت الكوفي”، في إشارة إلى قرب المقهى من جامع الإمام أبو حنيفة النعمان، أحد أشهر مساجد ومقامات بغداد التاريخية. ويضيف: أن “الجلسات التي تستمر إلى ما بعد منتصف الليل، يتم فيها أيضاً إحياء مناسبات مختلفة عبر استذكارها، ونفرح بكل من يأتينا مستمعاً”.

مجيد شهاب، وهو أحد رواد المقهى، يقول لـ”العربي الجديد”، إنه “جرت العادة في مقاهي بغداد القديمة على إقامة أمسيات مختلفة. وتتخلل هذه الأمسيات قراءة المقام العراقي بكل ألوانه بما فيها البيات والنهاوند والسيكا. ويستعرض من خلالها القراء إمكانيتهم، وهكذا يتم تعليم الجيل الجديد من خلال الاستماع للرواد”. ويضيف: “من هذه المقاهي البسيطة تخرّج خيرة قراء المقام العراقي رغم الظروف التي مرت بها منطقة الأعظمية تحديداً من أيام الغزو الأميركي وحتى يومنا”.