إسرائيل تستهدف رمزية سياسية حوثية وتربك طموحات الجماعة في قيادة محور المقاومة
“اندبندنت عربية “
أعلن الحوثيون أمس السبت مقتل رئيس حكومتهم وعدد من أعضائها في الضربة الإسرائيلية على صنعاء الخميس الماضي، وهو أكبر مسؤول سياسي يقتل في تداعيات المواجهة اليمنية – الإسرائيلية على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وعلق الصحافي السعودي ومسؤول تحرير شؤون الخليج في صحيفة “الشرق الأوسط” بدر القحطاني، أن الضربة التي تلقتها الجماعة الحوثية عبر العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة لم تكن عسكرية فحسب، بل طاولت أيضاً صورتها أمام أنصارها وصدقيتها الداخلية. ففي حين أعلنت الجماعة أن الغارات استهدفت مواقع مدنية وفشلت في تحقيق أهدافها، بدا الغضب واضحاً في أوساط القاعدة الشعبية، لا سيما بعد تأكيد مقتل رئيس وزراء حكومة صنعاء وعدد من الوزراء، وهو ما شكل ضربة رمزية بالغة.
ويشير المتخصص في الشأن اليمني إلى أن الحكومة التي شكلها الحوثيون لا تمثل مركز القرار الحقيقي داخل الجماعة، لكنها تظل واجهة سياسية وإدارية تمنحها شرعية شكلية أمام جمهورها. ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وما تلاه من هجمات إسرائيلية على قيادات “محور المقاومة” خارج فلسطين، كان الحوثيون يطمحون لتصدر المشهد وقيادة المحور، غير أن العملية الأخيرة بددت هذه الطموحات، ورسخت صورة الجماعة كحلقة تابعة لـ”حزب الله”، وتحت السقف الذي ترسمه طهران.
ويضيف أن طهران لا تسمح للحوثيين بتجاوز الأدوار المرسومة لهم، فالجماعة بالنسبة إلى إيران ورقة ضغط لا تكلفها مالاً أو التزاماً مباشراً، سوى تزويدها بالصواريخ والتقنيات عبر متخصصين ميدانيين، وهو ما يترك اليمنيين رهائن لحرب مفتوحة منذ انقلاب الحوثيين عام 2014، تحولت معها البلاد إلى ما يشبه “الثقب الأسود” للصراعات والمعاناة.
اقرأ المزيد
الحوثيون يتوعدون بـ “الثأر” لمقتل رئيس حكومتهم ووزراء بضربة إسرائيلية
ما وراء إصرار الحوثي على رهن اليمن لنيران إسرائيل؟
هل قتلت إسرائيل قادة حوثيين كباراً؟
ويرى الكاتب في صحيفة “الشرق الأوسط” أن إسرائيل، التي لا تواجه قيوداً سياسية أو محاسبة دولية، تمثل خصماً من نوع مختلف بالنسبة إلى الحوثيين، بعدما نجحت في استهداف قادة حلفائهم واحداً تلو الآخر، وفي مقدمهم “حزب الله” الذي يعد نموذجهم الأبرز. هذا ما قد يدفع الجماعة إلى إعادة ترتيب أولوياتها المرحلية، والتخفيف من الخطاب الطموح بقيادة المحور الإقليمي.
ويختم القحطاني بأن الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كان الحوثيون قادرين على ترجمة تهديداتهم بالانتقام إلى أفعال، أم أن العملية الإسرائيلية فتحت الباب أمام مرحلة جديدة تضعف الجماعة وتعيدها إلى موقعها كأداة إقليمية أكثر من كونها لاعباً مستقلاً.