مكاسب صاروخية لأسهم شركات الدفاع الأوروبية وسط ترقب من المستثمرين

2

زاد بعضها بنسبة 127 في المئة منذ اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا
“اندبندنت عربية”
ارتفع مؤشر “ستوكس أوروبا” لقطاع الطيران والدفاع إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في منتصف تعاملات هذا الأسبوع (أ ف ب)
ملخص
البيانات تشير إلى أن المملكة المتحدة ودول أوروبا قدموا مساعدات لأوكرانيا بأكثر من 160 مليار دولار
تحسباً لارتفاع إيرادات شركات الدفاع الأوروبية، تدفق المستثمرون على أسهمها، مما دفع المؤشر الرئيس في السوق الأوروبية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق هذا الأسبوع.
وجاء هذا الارتفاع مع الصعود الكبير في أسهم شركات الدفاع الأوروبية التي قفزت بعض أسهمها بنسب تصل إلى 130 في المئة منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا قبل عامين من الآن.
وهذا الأسبوع أجرت الولايات المتحدة محادثات مع روسيا لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا، بعد ثلاثة أعوام من شن موسكو هجوماً واسع النطاق على جارتها، ولم تجرِ دعوة كييف ولا حلفائها الأوروبيين إلى المشاركة.
160 مليار دولار مساعدات أوروبية لأوكرانيا
في مذكرة حديثة، قال مدير المعهد الملكي للخدمات المتحدة “آر يو أس آي” وهو مركز أبحاث مقره لندن، تريفور تايلور، عن الشقوق والخلافات في التحالف عبر الأطلسي “كنت في الدفاع وحوله لفترة طويلة، ولم أرَ شيئاً كهذا من قبل”.
أدى تهميش الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة – اللذين قدما أكثر من 160 مليار دولار من المساعدات والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا منذ فبراير (شباط) 2022 – إلى إثارة المخاوف من أن المنطقة لم تعد قادرة على الاعتماد على الولايات المتحدة لدعم أمنها.
والأسبوع الماضي، أوضح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، أن دعم بلاده السلام في أوروبا يأتي الآن بشروط مسبقة، وقال أمام تحالف يضم أكثر من 50 دولة ينسق تسليم المعدات العسكرية إلى أوكرانيا، خلال زيارة إلى بروكسل، إن “الولايات المتحدة لن تتسامح بعد الآن مع علاقة غير متوازنة تشجع على التبعية… بدلاً من ذلك ستعطي علاقتنا الأولوية لتمكين أوروبا من تحمل المسؤولية عن أمنها”.
وفي مواجهة تجاهل واشنطن سارع الزعماء الأوروبيون إلى تنظيم قمة في باريس الإثنين الماضي، لمناقشة أوكرانيا وأمن القارة، بما في ذلك استعداد الدول الأوروبية لزيادة الإنفاق الدفاعي، وقال تايلور إن أوروبا سترغب دائماً في الحصول على الدعم الأميركي لأمنها، لكن “استعدادها لزيادة اعتمادها على الولايات المتحدة قد اختفى… هناك اعتراف بأن الأوروبيين يجب أن يفعلوا كل ما في وسعهم لأنفسهم”.
قفزة كبيرة بأسهم شركات الدفاع
لكن على رغم المخاوف كانت نقطة الضعف الجديدة في أوروبا بمثابة نعمة لشركات الدفاع فيها، إذ ارتفع مؤشر “ستوكس أوروبا” لقطاع الطيران والدفاع إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في منتصف تعاملات هذا الأسبوع، ومنذ بداية العام الحالي حتى الآن ارتفع المؤشر – الذي يتتبع شركات الدفاع والفضاء الرائدة في أوروبا – بنسبة 14 في المئة، ومقارنة بقيمتها قبل الحرب الروسية في أوكرانيا عام 2022 فقد ارتفعت بنسبة 127 في المئة.
اقرأ المزيد
المحافظون يفوزون بانتخابات ألمانيا… وترمب: “يوم عظيم”
ثقة المستثمرين في الأسهم عند أدنى مستوى منذ 15 شهرا
رسوم ترمب تؤجج مخاوف قطاع السيارات الأميركي
وارتفعت أسهم شركة “راينميتال الألمانية” بنسبة تسعة في المئة حتى الآن هذا الأسبوع، في حين قفزت أسهم “تاليس الفرنسية” و”ليوناردو الإيطالية” بنسبة 10 في المئة تقريباً وأكثر من 11 في المئة على التوالي، ولدى أسهم الدفاع في أوروبا “مجال كبير” للارتفاع، وفقاً لما ذكره استراتيجي الاستثمار في شركة “بيرد لإدارة الثروات” روس مايفيلد.
وفي مذكرة بحثية حديثة، قال مايفيلد إنه حتى من دون ازدراء واشنطن المذهل لبروكسل وكييف هذا الأسبوع، كانت شركات الدفاع الأوروبية ستستفيد من “التغيير البطيء والمطرد في الطريقة التي يعمل بها العالم”، وقال إن ضعف العلاقات الاقتصادية بين بعض الدول و”عالم متعدد الأقطاب” مقارنة بالعقود السابقة أدى إلى تكثيف حاجة الدول إلى زيادة الاستثمار في أمنها، وأشار إلى أن ترجمة ضجيج السوق الحالية إلى عوائد ملموسة للمستثمرين ستعتمد على حجم الأموال الإضافية التي تلتزمها الحكومات الأوروبية للدفاع.
الإنفاق الدفاعي أكثر من 3 في المئة
وفي خطاب ألقته الأسبوع الماضي، قالت رئيسة السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، إنها ستقترح إعفاء الاستثمارات الدفاعية من قيود الكتلة على الإنفاق الحكومي، وقالت للحاضرين في مؤتمر ميونيخ للأمن “نحن في حاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي”.
وكثيراً ما انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب عدداً من الأعضاء الأوروبيين في منظمة حلف شمال الأطلسي، أو الـ”ناتو”، لفشلهم في إنفاق اثنين في المئة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو الهدف الذي تحدد قبل أكثر من عقد من الزمن، ودعا أخيراً إلى زيادة النسبة إلى خمسة في المئة، فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روتي إن النسبة يجب أن تكون أكثر من ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
ومع ذلك فإن مجرد إنفاق مزيد من الأموال على الدفاع لن يكون كافياً، إذ يرى الرئيس التنفيذي لشركة “ليوناردو”، روبرتو سينجولاني، أن الدول الأوروبية في حاجة إلى العمل بصورة مشتركة لتطوير أفضل التقنيات والمعدات العسكرية للقارة بأكملها.
وتابع “جميع الدول الكبرى في أوروبا تميل إلى تطوير طائراتها ودباباتها وسفنها الخاصة”، مضيفاً أن القارة في حاجة إلى “تحالفات صناعية أقوى”.

التعليقات معطلة.