من أين يؤكل الكتف في لبنان؟ الحل ببناء الوعي اولاً – الانسان أولاً

1

 
زاهر العريضي
هي مشكلة مفاهيم،ومشكلة قيم وتحديد معايير، لم يعد مقبولا كل هذا الانفصام، وهذا الانقسام العامودي الذي لا ينتج سوى الكيد السياسي والاخلاقي. في غياب الدولة القوية والقادرة يحدث الفراغ والفساد والعشوائية والمحاصصة.على الدولة ان تحدد من هو العدو ومن هو الصديق وسياسات الحد الادنى من الحقوق لمواطنيها، على الدولة ان تكون الضامن والحاضن لكل مكوناتها ورعاياها.في غياب الدولة يغيب المواطن، وتغيب الحقوق والواجبات.هل لبنان وطن ودولة وشعب ومجتمع،هل يحي الانسان المجتمع.اذا مررنا بشكل سريع على محطات وتاريخ لبنان… ما النتيجة التي نحصل عليها ؟ هل لدينا القدرة في الحصول على نتائج محددة وبعدها نتجادل ونتعارك ونتخاصم ونرتب خياراتنا ونأخذ قراراتنا.لم يعد مقبولا ان نبقى نتعاطى بمنطق الابيض والاسود، غياب الدولة كمفهوم مؤسساتي بأجهزتها وسلطاتها .دون النظر والانطلاق من قواعد مشتركة ومن منظار سقف الدولة والامة ومصالحها. لم يعد مقبولا ان نستخدم مذاهبنا وطوائفنا وغرائزنا ساعة نشاء ونحاضر بالوطنية حين نشاء. تحديد المفاهيم ينطلق من المعايير الواضحة دون التباس وانفصام. محزن ومؤلم ما يحدث ومقزز المشهد وجارح ولا يولد سوى حقد مدفون.اي وطن نريد وما هي القيم وما هي المعايير وما هو سقف الوطن.تحديد مفهوم المقاومة ومفاهيم الحرية والديمقراطية. تحديد الهوية التي تتكون من الرؤية أي الهوية نكونها من امامنا وليست معلبة لتأتينا من الوراء. والا نحن في قارب الموت الصامت وفي قطار الجنون وفي طريق العشوائية المليئة في الفوضى المدمرة لدولة مارقة ومواطنين مدجنين عاجزين فاشلين في زمن الحداثة يعيشون قمة الجهل والتخلف، بين طبقة جشعة تمتص قدرات ومقدرات الطبقة المسحوقة تستغلها وتبتزها وتحتكر وتهدم وتنتج العنف.مع طبقة تسكن في الابراج العاجية وتستمد ماهيتها ووجودها وفعاليتها واستمرارها من قوى عالمية اكثر توحشا واكثر جشعا واكثر قسوة واكثر عنجهية، ماذا نريد وكيف نحقق ما نريد، لم يعد مقبولا تشخيص الازمة وتحليلها والاستسلام لها والتعايش معها ومساكنتها بارادة مسلوبة وصرخة مقموعة، في لحظة تاريخية حاضرة بكل ابعادها علينا ان نخرج من ببغاء حلقنا، ومن قسوة العادة وكسل التسطيح.في لحظة الاعتراف بحقنا بالوجود وحقنا بالتغير وحقنا بالرؤية وحقنا بالحياة.في لحظة تدمير للانسان والمجتمع والوطن والحضارة والقيم وكل اوجه الانسانية والتمدن ومع خلاصة آلاف من سنوات البشرية
لم يعد مقبولا ان نواجه كينونتنا ووجودنا في اشكال التخلف والحقد والجهل والتدمير.ان نبدل المفاهيم كما يحلو لنا ونستغبي انفسنا ونصدق غبائنا وسخافتنا ونطلق كل انواع الكيدية والامراض المجتمعية في قيم تكنولوجية جاهزة ادواتها ووسائلها بوجبات سريعة بطعم الحداثة والعولمة الفضفاضة. بمعنى آخر تبا وتبا وتبا للاوراق التي تسقط في صناديق الذل والغرائز والغباء. متى نحاسب انفسنا بما تقترف ايدينا لنصنع كل هذه الوحوش ونبني كل هذه القصور ونحرس كل هذه الامارات وندفع خويات رزقنا المشحوذة بلقمة خبزنا اليابس والمكسور في اعين ابنائنا.انفصام وانفعال واكثر واكثر.
الحل ببناء الوعي اولاً – الانسان أولاً… كيف ذلك ؟ بناء عامودي وليس افقي، ان يعي المواطن مجتمعه وحقوقه عبر ارضية تراكمية وتيار عابر للطوائف والمناطق والتجاذبات السياسية بمفاهيم عصرية علمية اجتماعية رؤيوية.

التعليقات معطلة.