حسن فليح / محلل سياسي
الذكرى ال 21 لسقوط نظام صدام حسين أن عقدة القوى السياسية العراقية انها لم تستطيع الاطاحة بنظام صدام حسين بمفردها او سعيا منها أومن جراء نضالها الوطني المباشر ، ولذلك لازال حيا ويعيش بيننا وبسبب عدم العمل على ازالة اثار النظام وسلوكه المنحرف والعصبوي فأن السلوكية لازالت مؤثرة بل اتسعت رقعتها وهناك الكثير من الزعماء السياسيين حاليا لو اتيحت لهم الفرصة لجسدو وتقمصو شخصية وسلوك صدام حسين الدكتاتورية التي يراها البعض منهم من احلامة!!!
ان شخصية صدام التسلطية بحيث كان الجلاد الذي لايرحم احدا من شعبه ناهيك عن جرائمه التي اطالة اقرب المقربين له ، وحروبه التي انتهت بالعراق وشعبه الى هذا الحال ، لكن مشكلة القوى السياسية التي كانت معارضة لنظام حين ذاك ، لازالت لم تغادر عقدت صدام حسين والسبب كونها لم تقضي على النظام البعثي بنفسها الامر الذي يمنحها الشعور بالفوز المرتبط بأرادة وطنية حقيقية ويحررها من التبعية والارتباط الخارجي ويحرر القرار السياسي الوطني ، وهنا تكمن القصة ، في موقفها الخجول والمنافي لقيم الرجولة بعد ان خانتهم القيم الوطنية !!
عندما جائوا مع المحتل لاسقاطه وانما جاءت قوى عظيمة خارجية متمثلة بامريكا ومن تحالف معها اسقطت النظام ولم تدرك ماذا تفعل بعد ذلك !! ولم تكن القوى السياسية التي جاءت مع المحتل مؤهلة ولديها المشروع المتكامل لقيادة البلاد بمنهجية وطنية واضحة بعد اسقاط نظام صدام ليس بشخصه واعدامة فقط وانما اسقاط السلوك والمنهج الذي قاد الشعب والبلاد للهاوية السحيقة ، ومجابهة ذلك وفق رؤية وطنية شاملة قادرة على تجاوز ماخلفه نظام البعث وصدام بأجماع شعبي يشعر به المواطن ويتلمسه بواقع يومي يتجسد في جميع مرافق حياته اليومية على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والقضائي والصحي والقيمي والامني ومن خلال العلاقات الدولية المتميزة التي من شانها ان تطور البلاد زراعيا وصناعيا وامنيا وعلميا طالما ان المجتمع الدولي قد حضر بكل مايملك من مستلزمات التطور التي يحتاجها وكان مستعدا حين ذاك لتقديمها للعراق الجريح والخارج من الحروب والنكبات ، كل ذلك لم يحصل وعلى العكس تماما وبعد 21 عام من سقوط النظام جعلوا من الشعب ان يتحسف على جلادة !!! وان الانهيار العام الذي اصاب البلاد في جميع النواحي مابعد ال2003 الى يومنا هذا اصبح بالمقارنة مع ايام واعوام النظام السابق لا مجال موضوعي ومنطقي للمقارنة !!!
اين تكمن المشكلة بالشعب بالسياسيين برجال الدين ؟ اما بالامريكان ام بالايرانيين ؟
في الذكرى ٢١ للغزو الأمريكي للعراق حقق العراق أرقاماً قياسية
في أعلى نسبة بطالة
أمية
فقر
جريمة
عمليات إرهابية
فساد
مخدرات
عدد الأرامل والأيتام وطلاق
*و أسوأ تعليم على وجه الأرض وفيه تنظيمات وفصائل مسلحة بما يقرب الـ ٨٠ فصيل مرتبط بجهات دولية واقليمية ، جميعها تعمل ضد مصالح العراق الوطنية !!!
هذه النتيجة مهما عملت عليها القوى الدولية والاقليمية ، يبقى المسؤول عنها الاول والاخير الشعب اولا ، وثانيا القوى السياسية ، قد يسأل سائل ويقول لمذا حملت الشعب تلك المسؤولية الاولى ولم تحمل القوى السياسية بالدرجة الاساس اقول باختصار شديد كون الشعب المسؤول الاول عن بقاء واستمرار تلك الطبقة السياسية بالحكم واستمرارها والسماح لها بتجاهله والضحك عليه ،
بالعودة لاستذكار ما جرى خلال الواحد والعشرين عاماً الماضية مفيدة لفهم لما وصل اليه العراق، بعد الوعود بالخلاص من الديكتاتورية وبجنة الديمقراطية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والمعارضة العراقية بقواها السياسية الحالية التي تصدرت المشهد الى يومنا هذا !!
فعلى الرغم من تجاوز العراق نظام صدام حسين فأن القوى السياسية المتمثلة بالسلطات العراقية تستخدم نفس قوانين واسلوب البعث التي تعود لبداية حكم نظام البعث وبقيت دون تغيير بعد سقوط النظام وذلك لمواجهة نشطاء ومعارضين على الرغم من وصف نظام الحكم الحالي بأنه ديمقراطي!!
فبعد خروج العراق من ثلاثية ألايديولوجيات القومية الشيوعية والاسلامية التي ميزت العهود ماقبل ال 2003 ليدخل بعدها في تعددية مفتوحة ومشهد فوضوي مترهل لا يخلو من العنف ، ولم يستفيدوا بشكل جيد من الانفراج الدولي تجاههم، ولا من المناخ الديموقراطي الجديد ، الذي تشكل بعد ال 2003 !!!
واليوم وبعد أكثر من 21 عاما على سقوط الأيديولوجيا البعثية، لم تتشكل أحزاب ليبرالية لمليء الفضاء السياسي الليبرالي الذي بات يعرف بالعملية السياسية الديمقراطية ولم يتم العمل على أنضاج رؤية وطنية لقيادة البلاد على الرغم من توفر الفرصة الدولية والحاجة الداخلية السانحة لذلك !! إنما الذي حصل تم اقتحام أحزاب وكتل وقوى سياسية تعتمد أفكار سياسية وإدارية وتنظيمية واهية وأغلبها طائفية غادرت الفضاء الوطني الذي يتسع للجميع ، وباتت غير عملية بشكل عام واثبتت فشلها باعتراف قادتها وطرحت هذه الأحزاب نفسها في ثلاثية بديلة تجسدت بأختزال الوطن والشعب والمواطنة بمفهوم واحد هي ثلاثية الشيعة والسنة والكرد ،
ونتيجة لذلك الخطأ القاتل وصل الوضع السياسي في العراق إلى طريق مسدود بعد 21 عاما من الفشل والتخبط السياسي على حساب الشعب والبلاد .