هناك إشكالية كبرى للمحلل الموضوعي حينما يحاول أن يفهم ويفسر قرار ترامب «أول من أمس»، بتجميد قيمة التعرفة على الواردات الأجنبية للولايات المتحدة لمدة 90 يوماً. في نفس الوقت، أعلن الرئيس أن نسبة 10% على أي واردات أجنبية، ستكون سارية حتى فترة التفاوض، من أول من أمس حتى 90 يوماً على الجميع، باستثناء الصين، التي فرض عليها رسوماً تبلغ 125%، لأنها تعاملت «بقلة احترام» مع المرحلة الأولى من قراراته، على حد وصفه.
هنا، يصبح السؤال، هل ما قام به ترامب تكتيك تفاوضي مخطط له منذ اللحظة الأولى للقرار، أم أنه تراجع نتيجة ردود الفعل السلبية سياسياً وخارجياً وداخلياً، وأيضاً بسبب كلفة قراراته في فقدان بورصات العالم حتى الآن، ما يقارب 9 تريليونات دولار من خسائر القيم الاسمية للأسهم؟
الديمقراطيون في واشنطن يصفون قرار التجميد بأنه تراجع، وأنصار ترامب، وعلى رأسهم وزير التجارة الأمريكي، يصفون حملة قرارات الرجل الخاصة بالتعرفة المفروضة، بأنها استراتيجية شجاعة، وبراعة لا يقدر عليها سوى دونالد ترامب، على حد وصفهم. الأسواق الأمريكية استجابت لقرار التجميد بحركة استعادة للصعود بنسبة 7 % على الأقل، بعد موجة من الانهيارات التاريخية.
المؤكد أن ترامب سوف يجلس من الآن ولمدة شهور مقبلة في مكتبه البيضاوي بشارع بنسلفانيا أفينيو بواشنطن، ينتظر تلقي عروض عشرات الدول التي تسعى إلى «حل عقدة» التعرفة المفروضة على سلعهم المصدرة للولايات المتحدة، وتبقى له في نهاية الأمر الكلمة الأخيرة في قبول عروضهم أو رفضها أو تعديلها. الأيام المقبلة فاصلة في تحديد الإجابة عن أهم سؤال مطروح الآن: من الأقوى، ترامب أم بقية العالم؟