من البرتغال وإسبانيا إلى فرنسا والبلقان..الحرارة القياسية تُحرق أوروبا

4

ترزح أوروبا الثلاثاء تحت وطأة موجة حرّ خانقة، فيما تزايدت الحرائق التي يُؤججها الاحترار المناخي، خاصة في شبه الجزيرة الأيبيرية.
في إسبانيا، حيث أبلغ عن عشرات الحرائق، قُتل رجل ليلاً في حريق اندلع مساء الاثنين في بلدة تريس كانتوس على بعد 25 كيلومترا شمال مدريد، وأتى على أكثر من ألف هكتار. وأصيب الرجل بحروق طالت أكثر من 90% من جسده.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، عبر إكس: “نحن مُعرّضون لخطر شديد بسبب حرائق الغابات”.
واضطر آلاف إلى قضاء الليل خارج منازلهم، مع إجراء عمليات إجلاء طارئة في بعض الأحيان.
وفي فرنسا، أعلنت السلطات حالة تأهب قصوى لمواجهة موجة حرّ شديد في 14 مقاطعة في الجنوب الغربي والوسط الشرقي. وقالت أندريا التي تعمل لدى جمعية وتجمع التبرعات من المارة في مدينة ليون: “الجو خانق ولا هواء”.كما اشتكى آلان بيشو قائلاً: “الجو حارٌّ جداً” وهو يجلس صباحاً على شرفة في ديجون وأضاف “أفضل الذهاب إلى المكتب، على الأقل هناك تكييف”.
ليست مفاجئة
وقال خبير الأرصاد بجامعة ريدينغ البريطانية أكشاي ديوراس: “موجة الحر التي تؤثر حاليا على فرنسا وإسبانيا ودول البلقان ليست مفاجئة”. وأضاف “هذه الموجة ناجمة عن قبة حرارية مستقرة فوق أوروبا. وبسبب التغير المناخي، نعيش الآن في عالم أكثر دفئاً بشكل ملحوظ، وهذا الواقع يزيد من تكرار موجات الحر وشدّتها”.
موجة حر استثنائية تضرب فرنسا وتعطيل العمل وقت الظهيرة – موقع 24
تواصل موجة الحر التي تطال فرنسا حالياً مسجلة درجات استثنائية حتى لشهر أغسطس(آب)، تمددها الثلاثاء، دافعة السلطات إلى تعزيز التدابير الوقائية، وبحسب المعهد الوطني للأرصاد الجوية، فإن موجة الحر التي بدأت في الجنوب الغربي ستصل خلال اليوم إلى الشمال والشرق.
وأشار إلى أن الجفاف يمثل واقعاً في أكثر من نصف أوروبا، بشكل خاص في المناطق المحيطة بحوض البحر المتوسط منذ أشهر عدة، ما يوفر ظروفاً ملائمة لاندلاع الحرائق.
وأعربت وكالة البيئة البريطانية الثلاثاء، عن قلق متزايد من نقص المياه في إنجلترا، الذي أصبح يُصنف الآن “مسألة ذات أهمية وطنية”. ويُعد النصف الأول من 2025 الأكثر جفافاً منذ 1976، الذي شهد بدوره جفافاً شديداً في أوروبا، ما يشير إلى ظاهرة مقلقة تهدد أوروبا برمتها.
وفي جنوب إسبانيا، لم تحصل كارثة مساء الاثنين بعد تجدد الحريق قرب تاريفا في الأندلس، وهي منطقة سياحية شهيرة تعرضت لحريق الأسبوع الماضي.
في وقت قياسي
وقال مستشار الشؤون الداخلية في الحكومة الإقليمية للأندلس أنطونيو سانز: “عشنا لحظات من الخطر الشديد، إذ وصلت ألسنة اللهب إلى مداخل المناطق السكنية”، مضيفاً أن الإجلاء كان “في وقت قياسي”. وصباح الثلاثاء، سمح لمئات من أصل نحو ألفين أجلوا من مقاطعة قادس بالعودة إلى منازلهم.
وتمكن حوالي 600 آخرين من قرى متعددة أُجلي سكانها، بسبب الحريق الذي اجتاح الموقع الطبيعي “لاس ميدولاس” المصنّف ضمن التراث العالمي ليونسكو في منطقة قشتالة وليون، من العودة إلى منازلهم صباح الثلاثاء، إلا أن حرائق عدة ظلت مشتعلة في المنطقة نفسها قرب مدينة سامورا.
وفي البرتغال، لا تزال 3 حرائق مستعرة، أبرزها حريق ترانكوسو، الذي اندلع السبت، ويشارك في احتوائه 700 عنصر إطفاء مدعومين بأربع طائرات. وتخشى السلطات يوماً بالغ الصعوبة؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي قد تصل إلى 44 مئوية في الجنوب.
ولم تسلم إيطاليا من موجة الحر، حيث فُرض أعلى مستوى من التحذير في 11 مدينة، بينها كبريات المدن الإيطالية مثل روما، وميلانو، وتورينو. ووسط هذا المشهد القاتم، شكّل التقدُّم في احتواء حريقٍ اندلع منذ السبت في منطقة شاسعة من متنزه جبل فيزوف الوطني، البركان المطل على خليج نابولي، بارقة أمل.
وفي جنوب شرق أوروبا، تصدرت منطقة البلقان المشهد، حيث لا تزال 14 بؤرة حريق نشطة في ألبانيا حتى الإثنين، إضافة إلى حرائق مستعرة في مونتينيغرو، وكرواتيا. أما كوسوفو، فشهدت في يوليو (تموز) الماضي أعلى درجة حرارة سجلت في تاريخها، بلغت 42,4 مئوية.

التعليقات معطلة.