د. إبراهيم نتيل
لقد حرك اعتراض الباخرة ” أندروميدا” في عرض البحر المتوسط مؤخرا ملف تصدير السلاح الي الأطراف المتناحرة والمتصارعة على السلطة والنفوذ والثروة في ليبيا. ولقد تسال الكثير من المراقبين من هم الأطراف المزودة السلاح لليبيا؟ ولماذا تستمر هذه الأطراف في تزويد السلاح على الرغم من رعاية الأمم المتحدة لاتفاقية الصخيرات؟ ما هو دور الأمم المتحدة في وقف تصدير السلاح الي ليبيا؟
لقد حاول الكثير من الليبيين على اختلاف مشاربهم وخلفياتهم الفكرية والاجتماعية والثقافية، في داخل وخارج ليبيا، للإجابة على هذه التساؤلات من خلال التفاعل مع تغريدة د. غسان سلامة المبعوث الأممي الي ليبيا، والذي أكد بوضوح ” ليبيا بحاجة للأمن والسلم لا للصواعق والمتفجرات. يكفيها ما فيها. القرار الدولي بمنع تصدير السلاح واضح وصريح ولجنة الخبراء ستقوم بعملها بمهنية وتجرد لجلاء حقيقة أندروميدا وغيرها “. وجاءت تغريدة المبعوث الأممي بعد ان تشابكت وتعالت الاتهامات لأكثر من طرف من الداخل والخارج متورط ومنخرط في الأزمة الليبية. ولقد ذهب الكثير منهم الي أبعد من ذلك، في اتهام الأمم المتحدة مباشرة بالتورط في وحل الازمة الليبية، بعد ان غضت النظر عن الأطراف المتورطة في تدفق السلاح منذ بداية الأزمة الليبية؟
ولقد أسهب بعضهم بعيدا عندما وجهوا حديثهم إلي د. سلامة بأنهم لا يثقون بالأمم المتحدة وتحقيقاتها وبأن السنوات الماضية من عمر الأزمة الليبية شاهدة على تقصير المنظمة الأممية وفشلها الواضح والصريح في وضع نهاية للحرب الأهلية والاقليمية بالوكالة هناك. لماذا لم تكشف الأمم بكل شفافية عن الشركات والأفراد وحتى الدول التي لم تحترم إحلال السلام والأمن؟ لماذا هذا الانتظار الطويل بعد دمرت ليبيا، وانقسمت الي ثلاث حكومات وبرلمانين، ومقتل وجرح وتهجير وتدمير المجتمع؟ لقد نهبت ثروات ليبيا من شركات النفط والسلاح بالشراكة مع عدد من أمراء الحرب في داخل وخارج ليبيا.
ومنهم من طالب أيضا المنظمة الدولية بإصدار قرار اممي ملزم لجميع الأطراف بعدم تزويد السلاح للمليشيات وتزويدها فقط “للجيش والشرطة”. ولكن هل الأمم المتحدة قادرة على القيام بذلك؟ لأنهم يعتقدوا بان قرارتها الخاصة بليبيا لا تتسم بالوضوح والشفافية، وطالبوا د. سلامة بتسمية الأسماء بمسمياتها. واحدي المشاركات باسم “عاشقة الوطن” طالبت في حسابها على التويتر د. سلامة والأمم المتحدة” بحكومة من الرجال والنساء لم يجلسوا على كرسي الحكم خلال السبع السنوات، يشهد لهم بالنزاهة، ونظافة اليد، الوطنية، ويعشقون الوطن لتسير شئون البلاد، لأنه لا يجدي إجراء انتخابات ولاد ستور مع مليشيات مؤد لجة داخليا وخارجيا أن أردت لنا السلام. ولكن كثير من الليبيين يؤمن اليوم بأن تشكيل حكومة وحدة وطنية سيؤدي الي وقف الجرائم التي تحدث بين حين وآخر من نهب المال العام وهجرة غير شرعية واغتيالات وسفك للدماء واقتتال وانقسام.
ولقد أنهك الليبيين من الحرب وخراب البلاد الغنية بالثروات وأصبح الكثير منهم لم يجد أبسط مقومات الحياة والمتطلبات الإنسانية من كهرباء وماء وبنية تحتية وحتى توفر التدفق النقدي وأصبح واضح للجميع بأن قرار السلم والحرب ليس في أيدي الليبيين.