{من غزة تبدأ الحرب ومنها يبدأ السلام}

1

حسن فليح / محلل سياسي

تأمل شعوب المنطقة من الاحداث الجارية في غزة الان ان تكون نقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية ونهاية الحروب وبداية السلام العادل ، وان يدرك المجتمع الدولي ويتعض من تعامله غير المجدي طيلة 75 عاما مضت على تاريخ الصراع وعليه ان يجد حلا حقيقيا وتاريخيا ، وامام ذلك لايوجد مبرر للمجتمع الدولي غير العمل الجدي نحو الحل واقامة السلام في اكثر مناطق العالم سخونة وتوتر مستمر ، بالوقت الذي ظل الوضع في فلسطين مثيرا للقلق منذ بداية الازمة عام 48 الى يومنا هذا تخللتها حروب وانتفاضات شعبية راح ضحيتها الكثير علما انها عرضت في كثير من الاحيان السلام بالمنطقة والعالم للخطر الشديد ، وكما هو الحال الان في غزة حيث الحشود العسكرية وحالة الاستنفار في المنطقة المتوثبة نحو الحرب الشاملة !!! مرة أخرى يدفع المجتمع الدولي ودول المنطقة ثمن عجزهما بفرض الحل وأقامة السلام العادل !! أن إدارة الأزمات والسيطرة عليها بشكل جزئي لن تكون بديلا للحل الشامل والعادل، وأن المساعدات الاقتصادية والإنسانية كتدبير مؤقت لن تحل ولن تلغي حالة العجز السياسي والأمني المتراكم الذي عاشته منطقتنا من خلال المشكلة الفلسطينية على مدى تاريخها التي ضل المجتمع الدولي يتعامل معها بازدواجية وتماهي غير مسبوق بالمقارنة مع اي مشكلة واجهة العالم اقل منها خطرا وتهديدا مستمرا للسلام العالمي !!! يجب على المجتمع الدولي أن يولي الاهتمام للهموم الأمنية لكلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكف عن سياسة الكيل بمكيالين ، والبدء بتشجيع الطرفين على إيجاد القاسم المشترك الأكبر من خلال الحوار والتعاون لتحقيق الأمن المشترك، وحثّ إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها فورا بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الشأن وترسيم الحدود بين الطرفين بشكل نهائي عبر مفاوضات سلام برعاية دولية وتقديم المساعدات إلى الفلسطينيين لتخفيف حدة الأزمة المالية وتحويل حل الدولتين من التوافق حوله الى التحرك الحقيقي يترجم على صعيد الواقع الملموس ، يدفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لاستئناف مفاوضات السلام على أساس “حل الدولتين” في أقرب وقت ممكن ، والشروع بعقد مؤتمر دولي للسلام على نطاق أوسع وذات مصداقية أكثر وتأثير أكبر في أسرع وقت لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط للامام بدلا من الحشود وللغة الحرب التي تتسيد الساحة حاليا وسط العجز السياسي وغياب الجهد الدبلوماسي الدولي وتصاعد الخطاب التصعيدي للحيلولة دون وقف الحرب على غزة !! ان بوادر ذهاب المنطقة لحرب شاملة اكثر وأبلغ من بوادر ذهابها لتجنيب الشرق الاوسط مزيدا من الويلات والدمار ، ان الخطر الحالي للنزاع القائم الان هو الاخطر في تداعياتة على المنطقة منذ 75 عام والذي سيترك اثرا غير مسبوق على مدى النزاعات السابقة ، وذلك ليس على فلسطينيين والعرب وحدهم بل على جميع من يشترك بهذا الصراع ، علما ان الحرب الشاملة في حالة اندلاعها مهما كانت نتائجها وبأي اتجاه تصب ليس هناك مفرا من اقامة سلام عادل ودائم سلاما منشودا وليس سلاما مفروضا ، كون السلام المفروض مهما بلغت شدت قوته يبقى سلاما هشا وعرضة للنزاع والاختراق في أية للحظة ، من الممكن استثمار ازمة غزة الان نحو الحل واقامة السلام بدلا من استثمارها كأزمة للحرب والدمار .

التعليقات معطلة.